الإثنين 2018/05/14

آخر تحديث: 20:23 (بيروت)

إيفانكا بمواجهة أبي صالح

الإثنين 2018/05/14
إيفانكا بمواجهة أبي صالح
increase حجم الخط decrease
وحده النائب وليد جنبلاط، خرج من حفلة المزايدات التضامنية، التي تفرضها أحداث حاسمة مرتبطة بالقضية الفلسطينية، وقدم حلاً عملياً ممنوعاً، يمكن أن ينهي المأساة الفلسطينية المستمرة.


وتمثل دعوة جنبلاط فتحَ الحدود لادخال السلاح الى فلسطين، تعبيراً عن أحلام الكثير من ثوار الشارع العربي، لا رواد الشارع الافتراضي الذي ازدحم بالمواقف والدموع غضباً لاستشهاد 43 فلسطينياً في غزة، أو إصابة ثلة آخرين في الضفة أثناء مواجهات غير متكافئة مع جيش اسرائيل.

لا ينفع جَلد هؤلاء المزاودين على القضية والدم المباح، الذين يخرجون في المناسبات بهدف الإدانة والاستنكار. فقد بات جَلدهم عبثياً، وهم الذين يسجلون في الأيام التي تسبق الانتفاضات الفلسطينية إدانة لفلسطينيين قالوا إنهم باعوا أرضهم، أو استكانوا للإرادات الدولية. من السهل تعقب هؤلاء، ورصد تحركاتهم في الأحداث الكبرى حين يتصدرون واجهة التضامن، ونسج أبيات الشعر والكلام المؤثر في رثاء الشهداء.

في الواقع، لم يبق من الرأي العربي في مواقع التواصل الاجتماعي، إلا حرفة إعداد الصور الفنية الملائمة للمناسبة، واقتناص صور أخرى من مواقع التواصل، وتعميمها، في ما بات تقليداً لصناعة صورة لكل حدث.

غير أن حفلة الاستنكار المتزايدة، لا تمثل أي تطور على الواقع الفلسطيني الذي تراوح بين صورتين: صورة ايفانكا ترامب وهي تفتتح السفارة الأميركية في القدس، وصورة الشهيد فادي ابو صالح الذي لم تمنع إصابته آلة القتل الاسرائيلية من إردائه على كرسي متحرك. ابو صالح بات مثلاً للإصرار الفلسطيني على مواجهة قوات الاحتلال، من خلال رمي الحجارة من موقعه في كرسيّه المتحرك باتجاه القوات المتأهبة على ضفة الحدود.

الصورتان المتناقضتان، اختصرتا المشهد. إحاطة سياسية من أكبر قوة في العالم لإسرائيل.. وغياب أي حاضن عربي للمعتصمين العُزّل في غزة. وفي الحدَثين، ليس في استطاعة رواد مواقع التواصل تقديم أي شيء، سوى الكلمات المتناثرة في الهواء.

سيصادف المتابع عبارات مثل "ستظل #القدس_عاصمة_فلسطين_الأبديه رغماً عن أنف ايفانكا التي أزاحت الستار، ورغماً عن أبيها الذي اتخذ القرار، ورغماً عن خيانة الحكام العرب الفجار"، كما جاء في بعض التغريدات. وسيجد عبارات أخرى تتحدث عن شهداء عرب قتلوا في سبيل فلسطين إثر النكبة والنكسة.. وسيرصد اتهامات ومناكفات وحروب افتراضية بين العرب أنفسهم، تحت وسوم متعلقة بالحدث. لكنها كلمات غير مؤثرة، وغير مسموعة أصلاً. فالحدث في مكان آخر. في مستوى سياسي دولي يقرر وينفذ، وآخر يلوذ بالصمت.

وعليه، ليست كلمات التضامن، إلا مزاودة على دماء مئات آلاف الشهداء الذين قتلوا في سبيل هوية القدس العربية، ذلك أن ما يجري يصحّ فيه وصف "النكبة الجديدة"، ولا سبيل لإنهائها اإا باقتراح وليد جنبلاط الذي يستحيل تحققه أيضاً. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها