الخميس 2017/12/07

آخر تحديث: 19:04 (بيروت)

السوريون يسألون ايران عن "الطريق الى القدس"

الخميس 2017/12/07
السوريون يسألون ايران عن "الطريق الى القدس"
increase حجم الخط decrease

"في سوريا لدى نظام #المجرم_بشار #فرع_فلسطين صمّمّ فقط لتعذيب السوريين والفلسطينيين وفي #ايران #فيلق_القدس صمم فقط لقتل العرب والمسلمين ولم نراهم يوما قتلو #اسرائيلي واحد"، هي واحدة من التغريدات الكثيرة التي نشرها سوريون تعليقاً على قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إليها.


وتبادل السوريون النكات والسخرية من محور الممانعة وتساءلوا بشكل متكرر عن "الطريق إلى القدس"، ولا يعني ذلك أن الحدث الفلسطيني كان مجرد فرصة سانحة لإخراج ذلك الاستهزاء، بل كان إشارة إلى أن هذا المحور مسؤول عما يحصل في المنطقة، بما في ذلك الدمار في سوريا والعراق والفوضى في لبنان وغيرها، كما يتضمن هذا الاتجاه نقداً لخطاب الممانعة وبروباغندا الإعلام الممانع القائم على التجييش العاطفي لصالح القضية الفلسطينية مع عدم وجود أي تحركات فعلية من المحور الممانع لصالح الشعب الفلسطيني فعلاً.


باستثناء ذلك، لم تخرج ردود الأفعال السورية عن نطاق ردة الفعل العربية وتم استخدام الهاشتاغ العربي الرئيس للتضامن #القدس_ستبقي_عربيه، وتراوحت التغريدات والمتشورات بين جلد الذات والحسرة وبين لوم العرب والمسلمين على ضياع القدس من جديد، فضلاً عن التضامن التقليدي القائم على نشر صور المسجد الأقصى والمنشورات التضامنية البسيطة، لأن الهم السوري الأكبر يعتبر أهم من الحدث الفلسطيني "البعيد" نسبياً.



في السياق، فتح إعلام النظام الهواء منذ خطاب ترامب، من أجل تحليل "الخطوة الباطلة والساقطة بإعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني" حسب توصيف قناة "الإخبارية السورية" الرسمية، بموازاة مجموعة من المقاطع تحت شعار "القدس عاصمة فلسطين الأبدية"، ومن نافل القول أن النظام وجد في الحدث الفلسطيني فرصة مثالية للترويج لنفسه من جديد كقوة ممانعة وتثبيت نفسه ضمن "اللاعبين الإقليميين المؤثرين" ومهاجمة أعدائه الإقليميين مثل السعودية وتركيا.



وحسب التحليلات الرسمية، فإن إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ليس خطوة بل هو جزء من المؤامرة الأوسع على العرب والمسلمين، وتعود لأيام الرئيس السابق جورج بوش، كما أنها ليست خطوة مفاجئة بل نهاية سياق الحرب الكونية على سوريا ومحيطها! وأن الخطوة التالية ستكون بيع مكة بعد القدس للقوى "الصهيونية"، علماً أن النظام في خطابه الدعائي وضع القرار الأميركي ضمن سرديته التي تفسر الثورة السورية "كمخطط أميركي صهيوني إمبريالي" ضد المقاومة من أجل الوصول لهذه اللحظة بوصفها "وعد بلفور جديد"، مع التذكير بأن هزائم إسرائيل ضد محور الممانعة في عامي 2000 و2006 كان الدافع للحرب على سوريا وإيران باعتبارهما الداعم الأساسي لـ "المقاومة" و"هو السبب في الحرب الكونية على الدولة السورية".


اللافت هنأ، أن ردود فعل الموالين للنظام السوري أتت ضمن نطاقين اثنين، الأول عدواني حاد يتحدث بلهجة شديدة العنف بطريقة تماثل الخطاب الرسمي وقد تتفوق عليه، في الدعوة لشن حرب وتوسيع نطاق انتصارات النظام إقليمياً، والثاني يتجاهل الحدث ويطالب الإعلام الموالي للنظام بتجاهله والتركيز على الشأن السوري فقط.




والحال أن علماً أن هذا النوع من اللامبالاة يبدو طارئاً ومفاجئاً لكون خطاب النظام الأساسي يقوم على فكرة القومية العربية لا السورية المحلية مع الترويج لخطاب الممانعة عموماً، ولا يرتبط فقط بنمو إحساس قومي شديد المحلية لدى بعض الموالين للنظام من منطلق بقائهم في الداخل السوري وإحساسهم بوجود حرب كونية ضدهم بالتماهي مع إعلام النظام المروج لهذه الفكرة طوال سنوات الثورة السورية، بل يتوسع لحقيقة أن فئة واسعة من الموالين "لم تنس" أن بعض الفصائل الفلسطينية مثل "حماس" وقفت ضد النظام السوري في إحدى فترات الثورة السورية، وتم تعميم هذا الموقف كمبرر لعدم التضامن مع الشعب الفلسطيني اليوم.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها