الخميس 2016/10/27

آخر تحديث: 16:10 (بيروت)

المعرفة المخفيّة عن جيش إسرائيل: توسل صورة بديلة

الخميس 2016/10/27
المعرفة المخفيّة عن جيش إسرائيل: توسل صورة بديلة
الخطاب المتعلق بالمرأة يحاول تلبية أي طموح شرعي وطبيعي لمن تريد إثبات قدراتها ومساواتها بالرجل
increase حجم الخط decrease
لطالما أثار أفيخاي أدرعي، الكثير من الجدل بين العرب. فنشاط المتحدث باسم جيش إسرائيل، في "تويتر" و"فايسبوك"، يمسّ الكثير منهم، والفلسطينيين على وجه الخصوص. 

وسواء كان هذا التفاعل مع منشورات أدرعي، سلبياً بشكل عام، أو ايجابياً لدى البعض، فإن أدرعي يتبع سياسة واضحة: تكرار الخطاب نفسه، والذي سيصبح لشدة ما يتم ترداده، مألوفاً عند متلقيه، الذي يفترض أنه يحمل رفضاً كاملاً لخطاب الاحتلال. 

ليس آخر ما يعمل عليه أدرعي السعي إلى إقناع العرب بأن جيش الاحتلال، ليس كما عرفوا ووعوا واختبروا، بل آخر يضم في عداده سكان فلسطين الاصليين، من مسلمين ومسيحيين ودروز وشركس وغيرهم. 

فمنذ أيام، يقوم أدرعي بتداول مقاطع فيديو لجيش الاحتلال تحت وسم "جيش الدفاع على المكشوف". ويظهر بشكل جلي، سعي المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي، إلى "تعريف" متابعيه (وهم من العرب حصراً) إلى الصورة "المغايرة" لهذا الجيش. كأن هذا "المكشوف" وظيفته الافصاح عن حقيقة كانت غائبة عن الوعي العربي، وبات من الواجب أن يتلمسوها الآن، فضلاً عن الدعاية العسكرية التي تتضمن جانباً تخويفياً، بالكشف عنه المقدرات العسكرية والتكنولوجية. 

وتقول هذه "الحقيقة" إن قوات اسرائيل التي تختزن الذاكرة الجمعية العربية الكثير من ممارساتها، واضعة إياها في خانة القاتل والمحتل، "ليست على هذا القدر من السوء". بل تمتلك من "المقومات الانسانية" ما يدفع سكان البلاد الاصليين، من كافة مكوناتهم العرقية والدينية، إلى الالتحاق بجيش الاحتلال "دفاعاً عن بلدهم"، الذي هو وفق الامر الواقع، إسرائيل. 

هكذا تصبح إسرائيل، البديل المقبول، من بلد أصلي هُجّر أهله الفلسطينيون منه، ويتم تهجير ومحاصرة من بقي منهم. استجرار الاعتراف بالكيان الإسرائيلي بالإتكاء على صورة جديدة يتم تشكيلها ويسعى أدرعي إلى جعلها مؤبدة. هي عملية مستمرة، ويبدو أنها تراهن على تعب الخصم، وقبل كل ذلك انتهاج سياسة تقوم على تزييف الوعي.. ويجب الاعتراف بأنها على قدر معتبر من الاتقان.  

إضافة إلى ما سبق، يظهر أن أدرعي يعمل على خط آخر مواز لا يقل أهمية. المرأة. في أحد المقاطع التي نشرها في "تويتر"، مقطع مخصص للحديث عن النساء اللواتي يلتحقن بجيش الاحتلال، وكيف أنهن حزن المناصب الرفيعة داخل ذلك الجسم العسكري. خطاب يستبطن دفع العربيات والفلسطينيات تحديداً، إلى إجراء مكاشفة للنفس، تكشف لهن مدى الاجحاف اللاحق بهن كونهن نساء في مجتمعاتهن والمؤسسات التي يعملن فيها. وهذا في المحصلة، قد يكون دافعاً للشروع في مفاضلة بين وضع حالي فيه ما فيه من الظلم، وبين آخر قد يلبي أي طموح شرعي وطبيعي للمرأة بإثبات قدراتها ومساواتها بالرجل. 

وقد يكون من المفيد هنا، الإشارة مرة أخرى إلى التفاعل مع منشورات أدرعي. ففي الفيديو سابق الذِّكر، بدت آراء متضاربة حول مضمونه. ومن دون الدخول في تكهنات حول هوية المعلقين، فإن التعليقات غدت مساحة لشجار افتراضي لم يعد جوهره المنشور نفسه. فقد علق أحدهم بوسم يرد فيه على الوسم الرئيسي، وهو "عاهرات جيش الدفاع"، لترد عليه "ليدي نانا – العراق"، أن مجندات الجيش الإسرائيلي "أشرف منك". 

وكانت ملفتة تعليقات أكثر من مغرد، بأن "ليدي نانا" هي أحد حسابات إسرائيلية كثيرة مزورة، يمتلك أصحابها القدرة على الحديث بلهجة البلد الذي يقولون إنهم منه. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها