الأربعاء 2016/10/19

آخر تحديث: 13:11 (بيروت)

"بي بي سي" تستعين بالجمهور لتعديل تغطيتها عن حلب

الأربعاء 2016/10/19
"بي بي سي" تستعين بالجمهور لتعديل تغطيتها عن حلب
سوريون يتفقدون ركام منازلهم في حلب (غيتي)
increase حجم الخط decrease
"هل لديك أسئلة بلا أجوبة حول حلب؟" سؤال تطرحه هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على جمهورها العالمي، لتحسين تغطيتها الصحافية لثاني أكبر المدن السورية، والتي تحولت إلى ساحة معركة رئيسية ومفصلية منذ العام 2012، رغم أن الحرب تؤثر في سوريا بأكملها.


وكتبت "بي بي سي: "لقد قدمنا تغطية عن الصراع في سوريا منذ بداية الحرب الأهلية في البلاد العام 2011، ونقلنا قصصاً مختلفة عن الضربات الجوية، والعقوبات والعلاقات الدولية، وصولاً إلى الحياة اليومية لسكان المدينة، لكن ما هي القضايا التي تريدوننا أن نغطيها، ما هي الأسئلة التي تريدون إجابات عنها حول حلب؟".

وأكملت القناة: "هل تريدون أن تعرفوا عن السياسة في المدينة، أم أنتم مهتمون بالدور الروسي والضربات الجوية ووقف إطلاق النار؟ هل تريدون منا أن نلقي نظرة على حياة المدنيين اليومية؟" مضيفة أنها ستستخدم الأسئلة كنوع من المساعدة لتوجيه وتعديل تغطيتها، على أن تتيح لكل مشاهد اختيار سؤال واحد عن المدينة لترد عليه بشكل مباشر في وقت لاحق.

من اللافت أن يأتي هذا السؤال من "بي بي سي" بنسختها الانجليزية لا العربية، إذ يوجه ناشطون ومثقفون معارضون كثيراً من الانتقادات لطبيعة التغطية التي تقدمها "بي بي سي العربية" من حلب تحديداً، إلى حد اتهام القناة بالانحياز إلى النظام السوري.

وبلغت تلك الاحتجاجات ذروتها في أيار/مايو الماضي، عندما استقالت الإعلامية السورية ديما عز الدين من القناة، على خلفية تقرير قلبت فيه القناة الحقائق بعرضها قصف قوات النظام على حلب بأنه قصف للمعارضة على المدينة، لتعتذر القناة عن سقطتها المهنية، ويطلق ناشطون حينها بياناً يشكك في مصداقية القناة، في وقت طالب فيه آخرون البرلمان البريطاني بإجراء تحقيق حول حيادية "بي بي سي" العربية مقارنة بنظيرتها الانجليزية.

وتستعد "بي بي سي العربية" لعرض فيلم وثائقي جديد عن "معاناة حلب مع الحرب"، بعنوان "تحت الحصار" ضمن سلسلتها "عن قرب"، للحديث عن حلب بعد أربع سنوات من المعاناة، حيث "القوات الحكومية السورية في غرب المدينة تقاتل قوات المعارضة في شرقها، سعياً من الطرفين للسيطرة على كامل حلب".

ويبدو واضحاً من التقديم للفيلم أن الرؤية فيه غير دقيقة، ليس فقط بسبب نوعية المفردات والتوصيفات، بل أيضاً من ناحية خلق انطباع بوجود حرب متكافئة بين جيشين، بدلاً من واقع الحصار الخانق الذي يطبقه النظام السوري بالتعاون مع حلفائه على أحياء المدينة الشرقية، ضم حرب الإبادة وسياسة الأرض المحروقة التي يتبعها في المدينة.

وأوضحت القناة أنها "طلبت من أربعة مصورين محليين أن يساعدونا لننقل كيف يعيش، ويحب، ويموت المدنيون، في شرق حلب"، لأن "هناك 250 ألفاً من المدنيين العالقين في شرق حلب، بسبب القتال وزحف القوات البرية الحكومية، يعيشون تحت الحصار منذ السابع عشر من تموز/يوليو 2016، تحت قصف شبه يومي من سلاحيّ الجو السوري والروسي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها