عون... نجم مسلوب تحييه مواقع التواصل

يتمسك رئيس "تكتل الاصلاح والتغيير" النائب ميشال عون بـ"همروجته" الاسبوعية من دون طائل يذكر، سوى انه يتحول في أقل من دقائق الى مادة "دسمة" يتناقلها مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي في ما بينهم، وهم يحولونه الى "حديث اللحظة" في تبددها وضجرها.

يعمد هؤلاء الى تناقل جمله، ونتفاً من حديثه، في "بوستات" تشبه التندر المجاني. وتكون نكاتهم مستندة الى احاديث الجنرال في اسقاطاتهم. وفي وقت تخلو مساحات جدرانهم وتغريداتهم من اي شيء آخر، واثناء شعورهم بضجر "الاوقات الميتة" على "فايسبوك" و"تويتر".

في العادة، يخرج الجنرال الى جمهوره، في وقت "العصرونية" ليطل عبر نقل مباشر لبعض المحطات المحلية، اذا ما استثنينا النقل الحصري لقناة "أو تي في" التابعة له، التي تشبه بنقلها المباشر التلفزيون السوري في احياءاته الدائمة لـ"بعثية" المؤسسات وتماهيها مع الشخص / القائد الخالد. وهو ما اثبته عون في ممارسته الدعائية، وتعامله مع كادراته والمؤسسات التي تنتهج خطه البرتقالي، المعادي للمختلفين عنه وهم ما بات يعرف بلغة التماهي الحادة بفريق "العونيين"، نسبة اليه.

وهو (اي عون) على بعده من حياة "السوشيال ميديا"، وعدم استخدامه اي موقع منها، يمسي كالشخص الذي تمارس النميمة بحقه، في غيابه. وبكثير من القبول، تتلاءم رغبة الرجل في الاكثار من الكلام حوله، مع ما تثيره "زوبعته" الخطابية المتلكئة في استخدام الكلمات والربط التحليلي، شبه المعدوم، والقائم على تدافع جمل تلقائية. وهو ما يحيلنا الى اعتبار مثل هذه الخطابات، على انها اشبه بارتجال يفشل صاحبه في الاقناع، بل ينسحب فيه الى ان يكون محط نظر لا اكثر.

ويكاد هو نفسه يجزم بعدم جدوى هذه الاطلالات، وغياب المعنى من تكرارها، سوى هذا الحضور الافتراضي الاسبوعي، وربما هو الذي يغطي على عمل كتلته وتماديها في التعطيل والعرقلة، وغياب اي فعل لها في السياسة، كما في الشأن العام عموماً.

ويبدو الجنرال كالباحث عن صورته من دون كلفة او تعبئة. وهو ما يصب الآن وبشكل صريح مع ما يسميه "ثورة"، في ظل انعدام خطابه حسّ المسؤولية الجماعية، والتي تشي بكثير من الشخصانية والعنجهية، وغرور الأنا. وهو ما تكرسه مواقع "سوشيال ميديا" بفعل معكوس. فتتحول هذه الصفات الى استخدام حي للتسلية والتعليق الذي يشبه تعليقات الجالسين في المقهى، واذا ما اخذ النقاش حولها منحى جدياً، فالشخص لا يخرج من صورته التي تثير الضحك والشفقة في آن. 

وهذا الامر معقد بعض الشيء، اذا ما نظرنا الى حياة عون المكتفي في يومياته، والتي تشبه ممارسة الشيخوخة بشكل اعتيادي في بيته في الرابية، فيكون يوم الثلاثاء هو الاستثناء. وهو اليوم الذي يحتفي به شخصياً بانجازاته وهرطقاته وايضاً بغضبه العارم وشعوره بالغبن، وهو ما يحاول تعميمه على طائفة بأكملها، في اقحامه انه الأحق في الدفاع عنها وعن حقوقها المسلوبة. وبشكل مكرر اسبوعياً، يتعامل عون مع خطابه "غير المحدد" بهوية واضحة، على مبدأ "تعبئة الوقت". فهو اما يكون في السياسة او في شؤون شخصية، او في التماهي في تذكر امجاده، ومحطات من مسيرته العسكرية، او مدحاً بحلفائه داخل الحدود او خارجها.

الرجل الثمانيني الذي لا يكاد يتكلم الا ويكون غضبه ونكاته معاً، من صنف واحد، يتمايز عن باقي السياسيين اللبنانيين، في انه نجم يسلي خصومه وحلفاءه على حد سواء، في طرحه، ويكون في غفلة منا جميعاً، سيد مواقع التواصل، وأكثرها تمدداً.