الجمعة 2015/12/11

آخر تحديث: 16:13 (بيروت)

#ضد_محاكمة_الخيال

الجمعة 2015/12/11
#ضد_محاكمة_الخيال
increase حجم الخط decrease

تشهد مواقع التواصل في مصر حملات تضامن مع الكاتب والصحافي المصري، أحمد ناجي، الذي سيمثل، السبت، أمام محكمة الجلاء في القاهرة، بتهمة "نشر وكتابة مقال جنسي خادش للحياء العام"، وذلك بعد أن أمرت النيابة العامة بإحالة ناجي إلى محكمة الجنايات مطلع الشهر الماضي، كونه صحافياً في جريدة "أخبار الأدب" ومعه رئيس تحرير الجريدة طارق الطاهر، على خلفية نشر الجريدة فصلاً من روايته "استخدام الحياة" ضمن ملف عن القاهرة صدر في آب/أغسطس 2014 ويحمل الرقم 1097.

ووجه ناشطون مصريون دعوة عبر "فايسبوك" للتضامن مع ناجي من خلال التواجد، صباح السبت، أمام مقر محكمة الجلاء، تزامناً مع محاكمة ناجي، وذلك لإعلان الوقوف إلى جانبه وللدفاع عن حرية التعبير والحق بالإبداع. وأرفقت الدعوة بهاشتاغ #ضد_محاكمة_الخيال، الذي خصص للتضامن مع ناجي والتنديد بمحاكمته.

بموازاة ذلك، قدم نص الدعوة الفايسبوكية مجموعة تفاصيل حول محاكمة ناجي، التي ستتضمن استماعاً لأقوال الشهود. وفي هذه المحاكمة ترى جهات التحقيق أن نشر جريدة "أخبار الأدب" لاحد فصول رواية ناجي ليس إلا "جنحة تتطلب عقابه بالحبس من 6 أشهر إلى عامين، أو تغريمه غرامة مالية تترواح من 5 إلى 10 آلاف جنيه، استناداً للمادة 178 من قانون العقوبات. كما ترى المحكمة أن النص الأدبي المذكور "يخدش الحياء العام"، رغم أنه نشر في جريدة مطبوعة، تباع ولا توزع بشكل مجاني، كما أنها مجلة متخصصة في مجال الأدب ومعروفة بنشرها للنصوص الأدبية منذ تأسيسها في العام 1993. وبحسب هذه المحاكمة أيضاً فإنّ رئيس تحرير "أخبار الأدب"، طارق الطاهر، يتهم بالتقصير في أداء وظيفته لسماحه بنشر هذا "المقال".

وتعود وقائع هذه القضية إلى حين تقدم محامٍ بمحضر ضد أحمد ناجي، لأنه شعر "بصدمة وإعياء" حينما قرأ عدد الجريدة الذي نشر فصل الرواية فيه، والذي سبب أيضاً صدمة أخرى لابنتيه، على حد قوله. وعليه رأت نيابة بولاق أو العلا أن كتابة ناجي "تخدش الحياء العام". بذلك "نكون أمام واقعة جديدة يحاكم فيها الأدب حسب نصوص مواد قانون العقوبات، كما يعامل كاتب على إعتبار أن ما يبدعه يعد إقرارا بجريمة وليس خيالا يتفاعل معه القراء، كما لو أن التمييز بين الواقع والخيال صار مسألة مستحيلة"، على ما يقول الناشطون.

في السياق، سيشهد، السبت، أيضاً محاكمة المصور الصحافي محمود أبو زيد (المعروف بلقب "شوكان") المحبوس منذ عامين لمجرد قيامه بالتصوير أثناء فضّ اعتصام رابعة العدوية، كذلك محاكمة الصحافي عبد الرحمن أبو عوف، الذي جاء اتهامه لمجرد قيامه بتغطية ملف الجماعات الإسلامية، على ما أعلن مقرر لجنة الحريات في نقابة الصحافيين، خالد البلشي، الذي أشار إلى أن "صحافيي مصر يعيشون أوضاعاً شديدة المرارة".

وخلال مؤتمر "انتهاكات الداخلية مش حالات فردية"، الذي عقد، الخميس، في نقابة الصحافيين، قال البلشي إننا "أمام اعتداء على حرية التعبير والصحافة، والحق في العلاج. و من بين هذه الحالات هاني صلاح صلاح الدين الذي يعاني من وضع صحي سيء ويواجه  تعنت في تقديم  العلاج له والرعاية الصحية اللازمة"، موضحاً أن هناك حالة أخرى للصحافي يوسف شعبان المصاب بفيروس "سي"، ولا يخضع للعلاج، ويتم نقله إلى المستشفى بعربة الترحيلات دون مراعاة حالته الصحية.

ووفقاً للبلشي فإن الحد الأدنى من المطالب لا يتم السماح بها، إذ إن زوجة الصحافي حسن القباني حصلت على حكم قضائي بزيارته وإدخال الملابس له، ولم تتمكن من تنفيذ الحكم. كما ان المطالب التي يتقدموا بها يعتبرها البعض تهديداً للدولة، لمجرد المطالبة بحق مريض في العلاح أو مصافحة طفل لوالده، على ما يقول البلشي، مؤكداً أن ما يحصل هو انتهاك كامل لكل حقوق الصحافيين المحبوسين.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها