على هامش التسويات: التعاون الاقتصادي السعودي العراقي يتنامى

أعلن نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي لشؤون الطاقة، حيّان عبد الغني، عن توقيع اتفاق بين بلاده والمملكة العربيّة السعوديّة، لتلزيم استثمار حقل غازي في منطقة الأنبار لمصلحة شركة أرامكو، عملاق النفط السعودي. ومن المفترض حسب الاتفاق أن تطوّر أرامكو هذه الحقل، بما يسمح بإنتاج 400 مليون قدم مكعّب يوميًا، ومن ثم استثمارها في توليد الكهرباء محليًا، حسب عبد الغني.

وكان البلدان قد وقّعا مجموعة من الاتفاقات يوم أمس الخميس، على هامش الدورة الخامسة للمجلس التنسيقي العراقي السعودي، بما يشمل مشاريع لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسيّة، وإنشاء مدن صناعيّة على الحدود المشتركة، بالإضافة إلى تطوير الصناعات التعدينيّة. وأعلنت وزارة النفط العراقيّة أيضًا عن توقيع اتفاق مبدئي مع السعوديّة، يقضي بمساهمة المملكة في الاستثمار بمشروع نبراس الشرق للبتروكيماويات في جنوب العراق.

ومن المفترض أن تسهم هذه المشاريع المشتركة في وصول العراق إلى هدفه بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الغاز عام 2030، كما أعلن وزير النفط العراقي مؤخرًا على هامش منتدى قطر الاقتصادي. وكان العراق قد أفصح عن خطط استثماريّة للتحوّل إلى مصدّر للغاز، من خلال جولتي التراخيص الخامسة والسادسة المطروحتان حاليًا. وتركّز الجولتان على مشاريع تطوير حقول الغاز العراقيّة، للتمكّن من تلبية احتياطات البلاد من الغاز لتوليد الطاقة الكهربائيّة، وتقليل الكميات المستوردة لهذه الغاية.

ومن المعلوم أن العراق يتكبّد كلفة ضخمة لاستيراد الغاز الإيراني، وتأمين حاجة معامل الكهرباء لديه من هذه المادّة، حيث تجاوزت فاتورة استيراد الغاز الإيراني السنويّة حدود الستّة مليارات دولار مؤخرًا. وعانى العراق خلال السنوات الماضية في تسديد هذه الفاتورة للإيرانيين. وهو ما أدى إلى تقلّص أو انقطاع هذه الواردات في مراحل مختلفة، ومن ثم ارتفاع ساعات التقنين الكهربائي.

ورغم توفّر احتياطات الغاز بوفرة في العراق، لم يتم تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه المادّة حتّى اللحظة، بسبب نقص الاستثمارات في حقول الغاز، وحرق غالبيّة الغاز المصاحب لعمليّات استخراج النفط لعدم توفّر البنية التحتيّة اللازمة لمعالجته. وحسب الخطط الاستثماريّة الحكوميّة، سيكون بإمكان العراق التخلّص من هذه الأزمة خلال سنوات معدودة، إذا لم تتم عرقلة المشاريع المحددة في هذه الخطط.