الإثنين 2021/08/30

آخر تحديث: 11:37 (بيروت)

مزيد من المحطات للإقفال النهائي.. ولا حتى غسيل سيارات

الإثنين 2021/08/30
مزيد من المحطات للإقفال النهائي.. ولا حتى غسيل سيارات
سبقت شركة هيبكو للمحروقات نظراءها بقرارها التوقف عن إرسال الصهاريج (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
تتزايد أعداد المحطات التي ترفض استلام المحروقات من الشركات، بسبب تصاعد التوتّرات الأمنية التي تحصد خسائر في البشر والممتلكات. والرفض الذي انطلق من المحطات، انسحب على الشركات، التي عمّمت تباعًا على المحطات التي تتعامل معها، ضرورة تأمين الحماية الشخصية للصهاريج. فالشركات غير قادرة على ضمان سلامة الصهاريج وسائقيها. وهذا القرار قلّص كميات المحروقات المتوفّرة في السوق، وراكَمَ الضغط على ما تبقّى من محطات قادرة على تلبية احتياجات الزبائن. لكن السؤال الأبرز يتمحور حول المدة الزمنية التي يمكن المناورة ضمنها في ظل المعطيات السلبية؟.

تصفير العدّادات
أبلغت الكثير من المحطات القوى الأمنية رغبتها بالتخلّص من كميات الوقود لديها، تمهيدًا لإعلام الشركات رسميًا بالتوقف عن استقبال كميات جديدة. ما حذا بالقوى الأمنية إلى التأكّد من الكميات الموجودة وبيعها وفقًا للأصول "أو حتى التخلّص منها بأي شكل من الأشكال"، وفق ما يقوله أحد أصحاب المحطات لـ"المدن"، فالتخلّص من المحروقات "بات الهَم الأساس، فلا قدرة لدينا على احتمال ما نواجهه يوميًا". ويوضح صاحب المحطة أنه "لا يمكن لنا شراء كمية من الوقود ثم إبلاغ الشركة بقرار عدم الشراء مجددًا، فهذا يعني إمكانية بيع الكمية المشتراة بالسوق السوداء. لذلك، يجب على المحطات التي تقرر وقف شراء المحروقات، إبلاغ القوى الأمنية والشركة، فتتأكد القوى الأمنية من بيع كامل المخزون السابق، ونوقّع على محضر ببيع الكميات، وبعدها نعلن إقفال المحطة".

في المحطات التي أعلنت خروجها من اللعبة، يتم تصفير العدادات وإقفال الأبواب. الكثير منها يتخلّى حتى عن بيع الزيوت وتقديم خدمات إصلاح أو تبديل الإطارات أوغسيل السيارات، تفاديًا للازدحام أو التلاسن مع بعض الزبائن، في حال اطلاق الاتهامات بالاحتكار والتخزين والبيع بالسوق السوداء. فالحل هو "إقفال الأبواب لفترة ريثما يعتاد الناس عدم وجود المحروقات في المحطة". أما استئناف باقي الخدمات فيمكن مباشرته لاحقًا.

هيبكو وأخواتها
سبقت شركة هيبكو للمحروقات نظراءها بقرارها التوقف عن إرسال الصهاريج إلى المحطات، وأبلغت المحطات المتعاقدة معها بأن مسؤولية حماية أي صهريج، يقع على عاتق المحطة. ما دفع بالكثير من أصحاب المحطات إلى عدم استلام المحروقات. وإذا كان ممثّل موزّعي المحروقات فادي أبو شقرا، قد أكّد بأنّ "أكثر من 40 بالمئة من المحطات ترفض إستلام الوقود بسبب المشاكل الكثيرة التي تحصل على أبوابها"، فإن قرار هيبكو عدم تحمّل مسؤولية الصهاريج، يرفع معدّل شح المحروقات لأنه يزيد عدد المحطات المقفلة.

وفي السياق، أشارت مصادر في شركة هيبكو خلال حديث لـ"المدن"، إلى أن الشركة "ليست وحدها مَن قرَّر عدم تحمل مسؤولية الصهاريج المتجهة إلى المناطق، بل كل الشركات أبلغت المحطات المتعاقدة معها". وتبرر المصادر بأن "كل الشركات طلبت من المحطات تأمين صهاريج خاصة أو ضمان حماية صهاريج الشركة. فتوزيع المسؤولية على الجميع أفضل من تحميلها لجهة واحدة. كما لا يمكن للشركة تحمّل مسؤولية التوزيع على كافة المناطق اللبنانية، في حين يستطيع كل صاحب محطة تأمين الحماية لصهاريجه".
هيبكو وأخواتها من الشركات لديها مخاوفها. والمحطات لديها أسبابها لوقف استلام المحروقات، فيما المواطن يقبع في الوسط، غير قادر على استجرار المحروقات من الشركات وغير قادر على المساهمة في تأمين الحماية للمحطات. ما يعني أن الأزمة مستمرة، ويزيدها سوءًا "عمليّات بيع الغالونات في السوق السوداء"، حيث يتلطّى تجار السوق السوداء خلف المخاطر الأمنية على المحطات، لبيع المخزون بالسوق السوداء.

الحل برفع الدعم؟
ما زال رفع الدعم مطلبًا أساسيًا لدى شركات المحروقات وأصحاب المحطات، وجزءًا من اللبنانيين المتضررين من ارتفاع الأسعار، لكنّهم يعوّلون على توفُّر المحروقات والتخلّص من الإشكالات الأمنية الخطرة التي تتزايد مع شح كميات المحروقات المتوفرة في السوق. فعدد المحطات القادرة على تأمين المحروقات يتراجع، فتتزايد في المقابل طوابير السيارات أمام المحطات الأخرى.
لا رفع للدعم قبل نهاية شهر أيلول. والرهان على رفع الدعم ينطلق من عدم قدرة الجميع على شراء المحروقات، فيتراجع الطلب مقابل العرض. ولا ينقص العرض بسبب التهريب لأن سعره سيرتفع، وتصبح كلفة تهريبه ومخاطره أعلى من سعر المحروقات وعائداتها. لكن هذا السيناريو يبقى في خانة التكهّنات والافتراضات إلى حين رفع الدعم رسميًا والتماس النتائج.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها