الأربعاء 2021/08/11

آخر تحديث: 22:48 (بيروت)

رفع الدعم: هل سيظهر المازوت والبنزين في الأسواق؟

الأربعاء 2021/08/11
رفع الدعم: هل سيظهر المازوت والبنزين في الأسواق؟
التخوّف من استمرار التهريب إلى سوريا (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
على  الرغم من أن قرار رفع الدعم عن استيراد المحروقات كلياً، كان متوقعاً اتخاذه خلال أسابيع وربما أيام، غير أن صدوره ليل الأربعاء شكّل صدمة وإرباكاً بين المواطنين. فمصرف لبنان أعلن في بيان له الاستمرار بتأمين الاعتمادات اللازمة لاستيراد المحروقات، وفق الآلية السابقة، اعتباراً من صباح يوم الجمعة 12 آب. لكن باحتساب سعر الدولار على الليرة اللبنانية تبعاً لأسعار السوق.
فماذا يعني ذلك؟ هل رفع الدعم كلياً؟ وما المقصود بتأمين الاعتمادات وفق الآلية السابقة؟ وهل سيرتفع سعر صرف الدولار بعد قرار رفع الدعم؟ والأهم من كل ذلك، كم سيبلغ سعر صفيحة البنزين والمازوت. وهل ستصبح متوفرة في الأسواق؟

أسئلة كثيرة تدور في أذهان المواطنين القلقين على معيشتهم، واللاهثين وراء صفيحة بنزين أو علبة دواء. أما الأجوبة فربما باتت اليوم أكثر وضوحاً من أي وقت مضى. فقرار رفع الدعم اتخذه اليوم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة منفرداً، من دون الرجوع إلى المجلس المركزي للمصرف، ومن دون قراءة وتصور لما يمكن أن ينتج عن رفع الدعم قبل دخول البطاقة التمويلية حيز التنفيذ، وفي ظل غياب تام لأي دعم مالي أو عيني للأسر الأكثر حاجة، وعموم اللبنانيين. لكن قرار رفع الدعم الذي اتخذه سلامة اليوم مُنح الضوء الأخضر من السلطة السياسية اليوم في خلال اجتماع المجلس الأعلى للدفاع.

آلية الاستيراد
أما آلية استيراد المحروقات فستستمر على حالها، مع اختلاف سعر صرف الدولار. بمعنى أن مصرف لبنان سيستمر في فتح الاعتمادات الدولارية للمستوردين في المصارف اللبنانية، مقابل سداد المستوردين قيمة الدولارات المؤمنة لهم بالليرة اللبنانية، وفق سعر صرف السوق. ما يعني بالتالي أن التجار أو المستوردين سيحدّدون بالاشتراك مع وزارة الطاقة والمياه أسعار المحروقات وفق سعر صرف الدولار المتغيّر بشكل مستمر.

أما مصرف لبنان فسيستمر بتأمين الدولارات -كما يفعل اليوم- من مصدرين: من الاحتياطات الإلزامية ومن السوق. ووفق مصدر من مصرف لبنان في حديث إلى "المدن"، فإن مصرف لبنان لم يرفع يده كلياً عن ملف المحروقات. فهو لم يترك للتجار مسألة الحصول على دولارات الاستيراد من السوق، بل سيستمر بتأمينها، إنما وفق سعر صرف السوق السوداء. وحسب المصدر، فإن هذه الآلية، وإن كانت ستؤدي إلى ارتفاع أسعار المحروقات بنحو 5 أضعاف سعرها الحالي، غير أنها لن تؤدي إلى انفلات سعر صرف الدولار في السوق السوداء.
استمرار تدخل مصرف لبنان في ملف المحروقات، على هيئة وسيط بين السوق السوداء والمستوردين، قد يلجم انفلات سعر صرف الدولار. لكن من غير المتوقع أن يتمكن من منع ارتفاع سعر الصرف في المرحلة المقبلة.

أسعار المحروقات وتوفرها
أما لجهة أسعار المحروقات، فقد أوردت "الدولية للمعلومات" اليوم، ما يمكن أن تسجله أسعار صفيحتي البنزين والمازوت مع رفع الدعم، وباحتساب سعر صرف الدولار كما هو اليوم، أي في محيط 20000 ليرة. ومن المتوقع أن يبلغ سعر صفيحة البنزين نحو 336 ألف ليرة والمازوت حوالى 278 ألف ليرة.
ووفق مصدر في قطاع المحروقات، قد يُتخذ قرار رسمي غداً الخميس 12 آب، يقضي بمواكبة أمن الدولة لمحطات المحروقات لبيع كميات المحروقات المتواجدة في خزاناتها، وفق سعر الصرف المعمول به سابقاً، أي 3900 ليرة، قبل أن يتم استيراد الشحنات الجديدة ومنعاً لبيع الكميات المخزنة وفق الأسعار المرتفعة.
وعما إذا كان البنزين والمازوت سيتوفران في الأسواق اللبناينة بشكل طبيعي بعد رفع الدعم كلياً، يأمل المصدر بتوفر المواد، معرباً عن تخوفه من استمرار التهريب إلى سوريا "ذلك لأن أزمة المحروقات في سوريا لا ترتبط بفارق الأسعار فقط، إنما بعدم توفر المواد أيضاً".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها