الخميس 2021/05/13

آخر تحديث: 17:34 (بيروت)

الصيدليات أقفلت: علبة دواء "رخيص" ستصير بـ600 ألف ليرة!

الخميس 2021/05/13
الصيدليات أقفلت: علبة دواء "رخيص" ستصير بـ600 ألف ليرة!
أكثر من 700 صيدلية أقفلت أبوابها نهائياً (مصطفى جمال الدين)
increase حجم الخط decrease
وصلت أزمة الأدوية إلى حائط مسدود، بفعل تراكم تداعيات التهريب وعدم تأمين الدولار المدعوم للاستيراد، وكذلك بفعل جشع كبار التجار. فما كان من الصيادلة في معظم المناطق اللبنانية سوى الإقفال، وانتظار المجهول بأقل خسائر ممكنة.

الإقفال كرهاً
قرر عدد كبير من الصيادلة، وخصوصاً في مدينتي صيدا والنبطية ومحيطهما، إقفال صيدلياتهم اعتراضاً على عدم تأمين الأدوية اللازمة، الأمر الذي يضعهم في مواجهة يومية مع المرضى وطالبي الدواء. كما أن استمرار فتح الصيدليات يعني بيع الأدوية المتوفرة وفق السعر المدعوم، فيما بوادر رفع الدعم باتت ظاهرة بوضوح. ما يدفع الصيادلة لاحقاً لشراء الأدوية وفق سعر مرتفع جداً، فيما بيعَت الأدوية المدعومة بأسعار منخفضة. وبالتالي "ما يحصّله الصيدلاني اليوم، لا يشتري أكثر من 10 بالمئة من حاجته في حال رفع الدعم"، حسب ما يقوله أحد الصيادلة، الذي يشير في حديث لـ"المدن"، إلى أن "كل دواء يُباع حالياً هو خسارة للصيدلاني. فعلى سبيل المثال، هناك دواء نشتريه اليوم بنحو 50 ألف ليرة للعلبة الواحدة، وفي حال رفع الدعم، يصبح سعر العلبة الواحدة نحو 600 ألف ليرة على الأقل، وبالتالي، مبيع نحو 10 علب، لن يشتري علبة واحدة مستقبلاً". فكان قرار الاقفال، "لتخفيف حدّة المواجهة بين الصيادلة والناس، ولتخفيف حدة الخسارة".

لم يُقفِل الصيادلة أبوابهم بطيب خاطر بل "مكرهين". ومع ذلك "يُحمِّل كل صيدلاني نفسه ذنباً داخلياً لأنه يمنع الدواء عن محتاجيه، مع أن المشكلة ليست عند الصيادلة بل عند كبار التجار الذين يخزّنون الأدوية أو يهرّبونها، وعند مصرف لبنان الذي يقنِّن تأمين الدولار المدعوم لاستيراد الأدوية".
الصيدلاني يريد حماية نفسه بوصفه فرداً متأثراً بالأزمة. وهو بمكانٍ ما "ضحية كأي شخص آخر". فعلى سبيل المثال "نطلب 10 علب من أدوية مرض السكّري، وهو مجموع الكوتا التي نحصل عليها بشكل روتيني. اليوم لا نحصل سوى على علبتين، ونُجبَر بالتالي على المفاضلة بين الزبائن، فعلينا اتخاذ قرار لمن نعطي العلبتين، لمن الأولوية؟ هل لأوّل شخص يطلبها أم للمريض ذي الحالة الصحية الأصعب؟ كيف نميز بين الأكثر حاجة للدواء وبين الأقل حاجة؟ كلّها أسئلة مشروعة لنا، وفي الوقت عينه من حق المريض الحصول على الدواء بغض النظر عن صعوبة الحالة الصحية أو بساطتها".

لا أمل
لا ينفصل الحل في قطاع الأدوية عن حل الأزمة العامة في البلاد. والأخيرة، لا أملَ لها في المستقبل القريب. ما يشي بطول فترة إقفال الصيدليات وزيادة عدد الصيدليات المقفلة. علماً أن أكثر من 700 صيدلية أقفلت أبوابها نهائياً، وخرجت من القطاع إثر تفاقم أوضاع البلاد.

لا يجد الصيادلة خياراً سوى الاضراب أحياناً، على غرار الإقفال مؤقتاً، في آذار الماضي. وصولاً إلى الإقفال الأطول أمداً، والذي بدأ يوم الخميس 13 أيار. فيما احتمال الإقفال النهائي قريباً، ما زال وارداً، وأسهمه في ارتفاع. وإلى حين اتخاذ القرار النهائي، يعمد بعض الصيادلة إلى فتح صيدلياتهم لنحو 5 ساعات يومياً.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها