الإثنين 2020/10/19

آخر تحديث: 15:29 (بيروت)

صندوق النقد: اقتصاد لبنان الأشد خطراً وسوءاً

الإثنين 2020/10/19
صندوق النقد: اقتصاد لبنان الأشد خطراً وسوءاً
لبنان: تضخم مفرط بسبب نقص الغذاء والكهرباء وانهيار سعر الصرف (علي علّوش)
increase حجم الخط decrease
زاد صندوق النقد الدولي من نظرته السوداوية تجاه اقتصادات منطقة الشرق الأوسط، في أحدث تقاريره الاقتصادية عن "الشرق الأوسط وآسيا الوسطى"، والصادر اليوم الإثنين 19 تشرين الأول 2020، بما يتسق مع مخاوفه العامة حيال الاقتصاد العالمي، مشيراً إلى أن الندبات الإقتصادية الناجمة عن تفشي وباء "كوفيد-19" قد تستمر آثارها بالمنطقة لما قد يصل إلى خمس سنوات. وربما تقترب بعدها معدلات النمو من مسارها السابق لتفشي الجائحة.

ويضع محللو الصندوق الانخفاضات الشديدة في الطلب على النفط وأسعاره، في صدارة  الأسباب التي تكمن وراء توقعاتهم للنمو بنسبة سالب 6.6 في المئة في عام 2020 لمصدري النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان، إضافة إلى الضرر الذي لحق بالتجارة والسياحة، والذي يعوض في الغالب الفوائد من انخفاض أسعار النفط لمستوردي النفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأفغانستان وباكستان، ما يؤدي إلى تراجع النمو بنسبة متوقعة تبلغ سالب 1 في المئة لهذه البلدان. كما تأثرت منطقة القوقاز وآسيا الوسطى مع انكماش متوقع بنسبة 2.1 في المئة في عام 2020، مدفوعاً بتباطؤ كبير بين مستوردي النفط في المنطقة.

أولى المخاطر
وحول أخطر أوضاع المنطقة، يقول الصندوق إن لبنان لا يزال على وجه الخصوص يمر بوضع صعب، حيث يبلغ حجم الإنكماش المتوقع 25 في المئة خلال 2020، فقد شهد البلد اضطرابات سياسية في تشرين الأول 2019،‏ وتفاقمت مع التخلف عن سداد دين سيادي في آذار الماضي‏ للمرة الأولى في تاريخ لبنان. ووقع البلد في دوامة التضخم المفرط نتيجة تدهور العملة المحلية (التي تراجع سعر صرفها الموازي بنسبة 70 في المئة‏ منذ نهاية 2019)،‏ وفرض ضوابط رأسمالية غير رسمية من جانب فرادى البنوك، ونقص في النقد الأجنبي، مما تسبب بدوره في نقص الغذاء والكهرباء وارتفاع مستويات الفقر. وفي آب، اندلع انفجار هائل في مرفأ بيروت نتجت عنه خسائر جسيمة في الأرواح والممتلكات. وأدى ذلك إلى استقالة الحكومة وتجدّد الاحتجاجات؛ ما ساهم في تفاقم الصعويات وحالة عدم اليقين في البلاد.

عن المستقبل
وفي ما يتعلّق بتوقعات الصندوق المستقبلية، تشير التوقعات إلى تغير مستوى إجمالي الناتج المحلي الحقيقي في البلدان المصدرة للنفط بالشرق الأوسط بنسبة سالب 6.6 في المئة في 2020، ويأتي ذلك الضعف‏ عقب أداء فاتر في 2019 الذي شهد تراجعا ًطفيفاً في مستويات النشاط بنسبة 0.3 في المئة وهو ما يتجلى في القطاعات النفطية وغير النفطية على حد سواء.

وفي بيئة يشوبها تراجع الطلب، يُتوقع استمرار انخفاض التضخم في معظم بلدان المنطقة. ويعد كل من لبنان والسودان المتأثرين بأزمات اقتصادية عميقة استثناء ملحوظاً، حيث يواجه لبنان تضخماً مفرطاً بسبب نقص الغذاء والكهرباء وانهيار سعر الصرف، بينما لا توجد في السودان أي بوادر على انحسار التضخم، الذي تسارعت وتيرته بدءاً من عام 2018. وبوجه عام، فإن مخاطر ارتفاع التضخم نتيجة تراخي السياسات النقدية لا تزال منخفضة، بسبب تباطؤ النشاط الاقتصادي.

‏وفيما بعد عام 2020،‏ ستظل التحديات مخيمة على آفاق مختلف بلدان ‏المنطقة، على الأرجح. ففي عام 2021 يُتوقع تسجيل نمو موجب ولكن بطيئاً في جميع بلدان المنطقة، ما عدا لبنان وعُمان. وبالنسبة للبلدان المستوردة للنفط، سيشهد عام 2021 تعافياً كافياً لعودة إجمالي الناتج المحلي الحقيقي إلى مستواه عام 2019، وإن كان سيظل أقل كثيرا مقارنة باتجاهات ما قبل الأزمة.

وفي المقابل، ستتراجع مستويات إجمالي الناتج المحلي في بلدان الشرق الأوسط المصدرة للنفط عن مستويات عام 2019 بحوالى 4 في المئة، لكن حتى هذه النتائج المتواضعة يتوقف تحققها على مسار الجائحة، الذي ينطوي على درجة كبيرة من عدم اليقين. وعلى المدى المتوسط، لن تكفي معدلات النمو لعودة مستويات إجمالي الناتج المحلي إلى الاتجاهات العامة لما قبل الأزمة، نظراً لأنه من المتوقع استمرار الأثر الغائر للأزمة على الاقتصاد في المستقبل القريب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها