الثلاثاء 2019/07/02

آخر تحديث: 02:41 (بيروت)

هل تكون أحداث الجبل رصاصة الرحمة للموسم السياحي؟

الثلاثاء 2019/07/02
هل تكون أحداث الجبل رصاصة الرحمة للموسم السياحي؟
السياح لا يفضّلون عادة القرى الجبلية ومناطق الأطراف (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
يُطبِق لبنان الخناق على نفسه شيئاً فشيئاً، بكامل "وعيه". يؤكد أنه لم يعد وجهةً سياحية واقتصادية ملائمة للمغتربين من أبناء البلد، وللأجانب على حد سواء. ورغم بعض المؤشرات الإيجابية التي تكتسب بياضها مقارنةً مع سواد المؤشرات التي سبقتها، إلا أن المشهد الحالي للسياحة، يفتقد ما كان عليه القطاع في العام 2010 وما قبل ذلك. وما أحداث منطقة قبرشمون التي وقعت يوم الأحد 30 حزيران، سوى مؤشر إضافي على أن أحوال هذا البلد لن تستقيم إلاّ بمعجزة. والمعجزات أساطير غير علمية، لا تؤخذ كمعطيات تُبنى عليها السياحة، وحتى الاقتصاد عموماً.

السياحة في الجبل
نجحت قرى منطقة الجبل بعد المصالحة الدرزية المسيحية التي حصلت في العام 2001، بالتحوّل إلى مناطق اصطياف، تجذب المقيمين والمغتربين والسياح، بفعل المناخ غير الرطب والبارد صيفاً، بالإضافة إلى بعض الأماكن الأثرية، إلى جانب المهرجانات الصيفية، خصوصاً مهرجانات بيت الدين. 

لكن يبدو أن المغريات السياحية التي يمتلكها الجبل، تلاقي مثيلاتها في غير منطقة لبنانية، لجهة عدم قدرتها على الوقوف المستمر في وجه المتغيّرات. فالسياحة في الجبل تتراجع مع تراجع السياحة في لبنان عموماً. لذلك، ومع خسارة لبنان أكثر من 60 في المئة من سياحه الخليجيين، وامتعاض أبنائه المغتربين، وتفضيلهم قضاء أغلب أوقات عطلتهم الصيفية خارج لبنان، لم يعد الجبل مقصداً سياحياً يعتد به.

وما يزيد الوضع سوءاً، هو اتجاه السياح صيفاً نحو المسابح والمنتجعات في المدن الساحلية، أكثر من اهتمامهم بتلك الموجودة في القرى والأطراف. أما شتاءً، فمنطقة الجبل منفّرة للسياح، لأنها منطقة باردة جداً وتغطي الثلوج معظم قراها. وعدم وجود مركز للتزلج فيها كمثل الموجود في منطقة كفردبيان – فاريا، يجعل من الثلج في الجبل عائقاً وليس مقصداً سياحياً.

حادثة قبرشمون
حتى اللحظة لم تخرج حادثة قبرشمون التي استعرضت مشاهد الحرب الأهلية، ومعارك 7 أيار 2008، من دائرة الاحتواء إلى دائرة المعارك المستمرة والمتبادلة بين طرفي الإشكال، أي الحزب التقدمي الإشتراكي من جهة، والحزب الديمقراطي اللبناني، مدعوماً من حزب الله والتيار الوطني الحر من جهة أخرى.

لكن الحادثة كانت "رصاصة رحمة سياحية، تحتاج الى علاج سريع وليس الى خطابات تصعيدية"، حسب ما قاله وزير السياحة السابق، فادي عبود، الذي أشار في حديث لـ"المدن"، إلى أن "ما حصل يذكّر بالحرب الأهلية، وهو مدعاة "قَرَف" للمغتربين اللبنانيين الذين ملّوا هذه المشاهد". ولفت عبود النظر إلى أن الأخبار الكاذبة، التي تنتشر في ظل الأحداث الأمنية المشابهة، تساهم في تشويه صورة السياحة في لبنان، وتبث القلق في نفوس السياح.

كلام عبود جاء على خلفية تداول دعوة على وسائل التواصل الإجتماعي، منسوبة إلى السفارة الفرنسية في لبنان، تدعو فيها رعاياها إلى "عدم الاقتراب من منطقة الجبل لحين عودة الهدوء إليها". وبالتوازي، جرى تداول مقاطع صوتية على تطبيق واتسآب، يحذّر من وقوع تفجيرات في الجبل وبيروت. وهذه كلها مؤشرات تصيب السياحة بضربات موجعة. إلاّ أن السفارة الفرنسية نفت كل ما تم تداوله، موضحة أن القنصلية الفرنسية دعت الفرنسيين - وقت الحادثة - إلى تجنب منطقة قبرشمون فقط. فيما أكدت قوى الأمن الداخلي أن التسجيلات الصوتية قديمة ولا علاقة لها بحادثة قبرشمون.

حركة طبيعية
رصاصة الرحمة كما وصفها عبود، لم تُعلن وفاة السياحة والحركة التجارية داخل الجبل رسمياً، مع أنها رسمت معالم سوداوية، ليس من السهل إزالتها. فمن جهته، أكد رئيس جمعية تجار عاليه، حبيب خداج، أن "الحركة التجارية في الجبل طبيعية، ولم تؤثر أحداث قبرشمون على الحركة"، آملاً في حديث لـ"المدن"، أن "يُحل الموضوع في أسرع وقت. وأن لا يتطور نحو الأسوأ".

أما أمين عام إتحاد النقابات السياحية، جان بيروتي، فقد دعا أهل الجبل إلى "توخّي الموسم السياحي لما فيه من مصلحة للجبل ولبنان"، مشيراً في حديث لـ"المدن"، إلى أن "أي تصعيد يضر بالجبل". لكن مع عدم وجود أي أعمال مخلة بالأمن على الأرض، فإن "كافة الحجوزات في الفنادق والمطاعم مستمرة، وليس هناك تسجيلاً لحالات إلغاء حجوزات، لأن الإشكال بقي بطابعه الفردي والمحصور"!

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها