الأربعاء 2018/08/29

آخر تحديث: 01:44 (بيروت)

تعقيدات إدارة مستشفى بيروت... الحل بإجازة مفتوحة

الأربعاء 2018/08/29
تعقيدات إدارة مستشفى بيروت... الحل بإجازة مفتوحة
مستشفى بيروت يدفع ثمن الصراع السياسي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
انتهت ولاية المدير العام لمستشفى بيروت الحكومي فراس الأبيض، في شهر أيار 2018، دون تعيين خلف له. بقي الأبيض في منصبه بعدما "طلب منه التريث قبل التوقف عن ممارسة عمله"، بحسب ما يقوله المدير العام لوزارة الصحة وليد عمّار في حديث إلى "المدن".

التريّث سار بهدوء، لكنه لن يستطيع الاستمرار لفترة طويلة، فالأبيض تلقّى عرضاً "من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت، لتولّي منصب رئاسة قسم"، وفق مصادر في مستشفى بيروت، والتي ترى في حديث إلى "المدن"، أن "قبول العرض سيخلق أزمة في إدارة المستشفى وسيؤثر في عملها".

وتشرح المصادر أن "الأبيض سيقدّم مطلع شهر أيلول المقبل، طلب إجازة مفتوحة دون راتب، على أن يقترح لخلافته، أمام مجلس الإدارة، اسمين لموظفتين تدير كلّ منهما قسماً في المستشفى. كما يتم تداول اسمين آخرين لطبيبين، أحدهما يتحفّظ من تلقاء نفسه حتى اللحظة على قبول ترشيحه، والآخر تربطه مع الأبيض قرابة عائلية".

الأبيض هنا يضرب عصفورين بحجر واحد، فالأسماء المطروحة تدور في فلكه، والإجازة المفتوحة تعني أنه "يترك الطريق سالكة أمام منصبه في مستشفى بيروت، في حال حصل شيء غير متوقع في مستشفى الجامعة الأميركية. فالأبيض يعلم أن تعيين مدير عام جديد للمستشفى يمر عبر مجلس الوزراء القابع حالياً في فترة تصريف الأعمال، ما يعني عدم القدرة على تعيين مدير عام أصيل، وبقاء الأبيض في منصبه، إلاّ اذا قامت وزارة الصحة بتعيين لجنة لإدارة المستشفى. وهو أمر مستبعد حتى اللحظة".

اللافت للانتباه أن ترشيح طبيب على صلة قرابة مع الأبيض، يعيد التفكير في الأسماء التي تسلمت إدارة المستشفى. فالأبيض على صلة قرابة مع المدير العام السابق شفيق الوزّان، الذي بدوره تربطه صلة قرابة عائلية مع المدير العام الأسبق فيصل شاتيلا. هذه الصلة، وفق المصادر "مقصودة، لتأكيد التغطية على ملفات في المستشفى، خصوصاً في عهد شاتيلا. فالأبيض مثلاً، لم يتورط بملفات فساد خلال ولايته، لكنه لم يفتح الملفات السابقة ولم يحاسب الفاسدين المعروفين".

في السياق، يؤكّد الأبيض في حديث إلى "المدن" تلقيه العرض من مستشفى الجامعة الأميركية، مع الإشارة إلى أنه في الأصل يعمل هناك من قبل توليه منصبه في مستشفى بيروت، لكنه لن يترك مستشفى بيروت "قبل إيجاد حل، لأن الخروج دون حل يعني هدم كل ما بنيناه في هذه المستشفى".

من الناحية القانونية "لا يوجد أي عائق لاستلامه عملاً في مستشفى آخر، لأن ولايته في إدارة مستشفى بيروت قد انتهت"، يقول عمّار. لكن الأبيض يصر على تغليب مصلحة مستشفى بيروت على مصلحته الخاصة كطبيب. وللتوفيق بين الجانب الأخلاقي الذي يقتضي عدم ترك مستشفى بيروت في ظل واقعه الصعب، والجانب القانوني الذي يعطيه الحق بالخروج من المستشفى ومتابعة مهنته كأي طبيب آخر، رأى الأبيض أن الإجازة المفتوحة هي الحل.

الخطوة الفردية التي قد يقوم بها الأبيض، تعني إزاحة الغطاء عن مستشفى بيروت الذي يعاني منذ سنوات من إهمال الدولة ومن الصراع السياسي عليه، فكل طرف يريد الانتفاع منه، على أن تُقفل ملفات الفساد مع مرور الوقت ويعود المدير العام الى وظيفته كطبيب، بعيداً من الصفة الرسمية في المستشفى.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها