الثلاثاء 2024/06/11

آخر تحديث: 12:54 (بيروت)

اللاتجذُّر أو المؤلفُ لاجئاً

الثلاثاء 2024/06/11
اللاتجذُّر أو المؤلفُ لاجئاً
الفرنسية كارولين فوريست، زارت كردستان العراق لتعود بفيلمها العجيب حول الكرديات المقاتلات على طريقة هوليوود
increase حجم الخط decrease
كل يومٍ أغدو مختلفا حتى عن نفسي…"سقراط"

لكنةُ الألم
ولِدّتُ على أرضٍ منهوبة. أشبه بمستعمرة داخلية جرفتها الجغرافية إلى مكان متنازع التسمية. ليبقى كل ما هو هناك، معلقاً قي التاريخ كإرجاءٍ أبدي لهوية قاطنيه. ضمائرُ الجماعات فيها مشوبة بالخرافات المفككة للمكان إلى أمكنة متنابذة. لكل حارةٍ نظامها الفريد وفقا لمدى المطابقة أو التنافر مع الثلة المهيمنة على الدولة. منتجة بذلك الزمنُ الخاص بكل مكان في سوريا، التي غادرتها مدفوعا بأهوامٍ خصّبت سبل العيش فيها بالهرب منها.

وكشخص بلا وطن مرجعي، لم يكن لدي الحق حتى في النظر خلفي. معفياً من الحسرة على خسارة ما تركته. فلم يبق هناك شيء سوى بعض المجازات اللغوية لتورية الندوب النافرة في هويةٍ مكلفة. ولدتُ مسبوقا بتجريم التعليم بلغتي الأم، ليظلّ والدي يبحث في المراثي الكردية عن تعويض شفاهي لتاريخٍ يدون به جذوره، في أرضه المتنقلة بين التسميات. من أنت؟ تركةٌ استفهامية أورثها لابني الحائر أمام اللغات المتقاطعة في لسانه كخدرٍ للغته الأصل.

كانت سوريا أرضاً لجماعات أهلية مفتتة، دون أن تكون تلك الأرض هي الوطن ذاته للجميع. تأقلمت الحدود الداخلية فيها لدرجة أحالتنا معها أجانب بذهنيات ثقافية متضاربة. تأصّل هذا التمايزُ بين الأرض والوطن، وأعاد معه صياغة سوريا كحقل لحرث الكراهية. جاءت الدولة بإكراهات العزل. الجماعة ضد الجماعة، والفرد ضد ذاته. فرضت الدولة صفاتها على الضمائر: الأنا مسبوقا بالرفيق والطليعي والشبيبة والعنصر والعضو العامل.إلخ. ليتم تفريغ الذات لأجل تعبئتها بإملاءات النظام. وبهذه الرفقة القسرية بين الأنا والعنصر الآخر الدخيل للنظام، ظهرت لغة جديدة متمحورة حول سؤال الهوية. أأنت كردي أم مسلم؟ سؤالٌ تلقيته خلال استجواب عابر في شوارع الحسكة التي كانت أيضا فضاءات عامة للاحتجاز والإذلال.

فمع وصول حزب البعث للسلطة 1963. تحولت الكراهية إلى نظام للحكم. وتَهَيّكل الإرهاب في كيان الدولة، لتجعل من وظيفة كل مؤسسة فيها، هي مراقبة المواطنين المصنفين كـ "أعداء داخليين». هذه العبارة المحفورة على قبر أتاتورك، والتي وظفها هتلر أيما توظيف. انتقلت بسببها جبهات الصراع إلى الداخل، فاختفى التمييز بين المدني والعسكري. وازداد الوشاة زهوا في الشوارع، واصطفتنا الأقدار لتمثيل الفئة المصنفة كـ "خطر على أمن الدولة". العبارة التي دمغتها الدولة على وثائقنا كوشمٍ لسجل الفصل العنصري في سوريا.

لم يكتف نظام البعث بمطالبتنا بأن ننكر أنفسنا ككُرد، بل وأيضاً أن نكره أنفسنا. كأن ندين لغتنا الأم، وندعي بأن خرافة الأصل الشبحي للكرد هي تاريخنا. وقد كانت مدينة الحسكة مختبراً بعثياً للتحقق من فعالية الهمجية كنظام للحكم. أُعلنت الأحكام العرفية الخاصة، وجيء بالعناصر الأمنية الأكثر تخلفاً إلى المنطقة، لتبدأ عروض الترهيب في الحيز العام. المدرسة أولاً، فرز الكردي عن غيره في درس الرياضة. وإدانته في حصة التربية العسكرية كعميل لإسرائيل التي لم نكن نعرفها حينذاك سوى كتجلٍ لنظام البعث على أرضنا.

ينحدر الجنون العقائدي لنظام البعث من الخلط الكارثي بين العقيدة الدينية والعصبية العرقية التي قدمها ميشيل عفلق في محاضرته على مدرج جامعة دمشق 1943، في المناسبة التي أطلق عليها "ذكرى الرسول العربي"، ودعوته للمسيحيين بأن يتشبعوا بروح الإسلام لتكتمل عروبتهم. هذه الدعوة المناقضة للنص القرآني القائل بأن الرسول قد بُعث كرحمة للعالمين أجمع، وليس لأمةٍ دون غيرها (سورة الأنبياء/آية 107)، أفضت إلى تحديث فكرة الغزو الداخلي بمسميات معاصرة. فتشابكَ ما كان يجب أن يبقى متمايزاً حتى تبقى للناس القدرة على مبادلة بعضها البعض حسن الجوار. وغدت الرغبة في تدمير الآخر مرضاً مستحباً في النظام الاجتماعي والذي تعزز بوفرة في الشخصيات الإجرامية التي أخذت على عاتقها مسؤولية تنظيم القتلة في جهاز للدولة اسمه الأمن. لتتكرس مذّاك الكراهية كعصب للوجود في سوريا.

تركتُ سوريا نحو كردستان العراق. بلاد غارقة في العنف حدّ التخريف، مع هوية مشوشة ومجبولة بالتناحرات العقيمة والأجندات الإقليمية المغذية لفساد الطبقة الحاكمة. كانت كردستان مشحونة بالحرب الأهلية التي تحولت من الرصاص إلى اللغة، ولم تفارق مطلقاً الانفعالات الاجتماعية. وصلتُ إليها مسبوقاً بصفة الأجنبي في الأرض التي يفترض أنها كانت حُلماً. كان الهوس بالعداوة ملموساً في الهواء. فالحرب الأهلية تعيد خلق الناس بالتوجس والرغبة في افتراس الآخر بأي ثمن.

لم أُعامل مطلقاً كسوري في سوريا. وبالمثل، لم أُعامل ككردي في كردستان العراق. بل كنت كردياً في سوريا، وسورياً في كردستان. قبل أن تتلاشى الصفتان أمام الإطار الفارغ لعبارة اللاجئ في فرنسا. هذه الصفة المشتغلة كممحاة لكل ما هو سياق في تاريخك الاجتماعي والثقافي. تحتجزك في إطارٍ إداري فارغ، يعمل كآلة حمقاء، تحصر كل ما لا يقبل الجمع في بوتقة واحدة.

النظرة التي تنتظرك هي الثقل الذي لا يحتمل في أوروبا. نظرة الماضي ـ ماضيكما المختلف ـ المتدفق كموجةٍ من الأفكار النمطية. تفرضها عليك منظمات اللجوء المقتنعة بانحدارك من البرية الخالية من عبوة الكوكا كولا. وغيتوهات اللاجئين المتمركزين في العالم الأوروبي الثالث بتعبير بول فيريليو. والتي يدخل  فيها اللاجئ مجال المشتبه فيه دائماً.

ثمة صمت ثقيل لا يخففه صخب الحفلات في أوروبا، تستيقظ عبره التهديدات كأفواه موزعة في الفراغ. لا شيء يمسكها ولا ينهيها قانون. أنت أمام إكراهات الذهنية المبرمجة ثقافياً برؤيتها الخاطئة إلى ذاتها وإلى الآخر على حدٍ سواء. غير أن رؤية أوروبا لنفسها مخدرة بأفيون الحرية المفرطة وأثر السوق المتشعب في كل شيء، وفي مقدمتها سوق القيم الثقافية. والتي تأخذك قرباناً لمعايرها الجمالية المتحولة كموضة معززة بالدعاية الإعلامية.

فالحكم النمطي يتقدّم على كل نقاش أو نص. التصنيفات الثقافية منجزة ومقيدة مسبقاً. ولا تغيرها سوى صرعة بعض الأحداث المتوافقة مع التصور السطحي للشرق في المخيلة الغربية. كما يتوافر تصنيف شاغر للعقل الفارغ، المستعد للتكيف مع أي نمطٍ ذهني تقترحه منصة الاندماج. يهرع إليها الكثيرون من المهووسين بفكرة السيلفي الثقافي، التقاط صورة الاندماج الثقافي وتقديم المادة التي تروج لها سياسة الإندماج. كأن يكون الموضوع الإعلامي متعلقاً بمدينة كوباني، فتصدر رواية عن كوباني، وهكذا دواليك عن الأيزيديين والدواعش والنساء الكرديات والأفغانيات..إلخ.

أنت حصراً موضوعاً للشيء الدارج. مُكره على تقبل صورتك في عقلٍ لا يفهمك. مثلما فعلت المخرجة الفرنسية كارولين فوريست، بزيارتها الخاطفة إلى كردستان العراق ـ داخل سيارة مفيمة ـ لتعود بفيلمها العجيب حول النساء الكرديات المقاتلات على طريقة هوليوود. وهي تجهل كيف تعقد الكردية طرحة رأسها، ولا تفهم أي شيء يتعلق بالسياق الاجتماعي الذي مكّن المرأة الكردية لتكون مختلفة في بيئة محافظة. سلبت المخرجة الفرنسية كدح فتياتنا غير المكترثات بصورتهن في الإعلام. وقطفت الأضواء الإعلامية المشغولة بتصوير جرائم داعش في حدود الفظاعة وحسب، دون الأخذ في الاعتبار المرويات التي خلقت هذا التنظيم، والذي يتحول من هيكلٍ سياسي إلى آخر، ضمنها دولة مجاورة لسوريا، وتعاملها أوروبا كحليف.

في المقابل، ستبقى خارج الصورة، إن كانت مادتك الأدبية مجارية للنصوص الأوروبية المعتمدة كأطر عقائدية  للقياس الجمالي. فالجدارةُ أيضاً تكاد تكون مجرد تصنيف نسقي. وقد سبقك إليها الآسيويون، حتى وإن كانوا بسطحية هاروكي ميراكامي. انظر هناك في حدود الخداع، وتظاهر بأنك تتحدر من جغرافية أخرى. لتحصل على مقعد في العشاء الثقافي.

اللاجئ في حدود الكلمة
خيّبت اللغة الاصطلاحية دلالة هذه العبارة "لاجئ". يعيدك القاموس إلى القانون لتتعرف على نفسك لاجئاً أم مهاجراً في الأفق البيروقراطي. لن تعثر على تأويل كاف لوقع كلمة "اللاجئ" على أولادك الذين تمننهم بالحياة فيما يموت الآخرين. حياتك كموضوع للإندماج والظهور في هيئة السيد "كوهين" الذي سردت حنة آرندت جزءاً من سيرة تكييفه المستمر مع هويات البلاد التي لجأ إليها. ذاك الاستعداد القبلي لوضع الجسد في خدمة الشيفرة الثقافية للبلد المستضيف. سيؤخذ عدم اندماجك في اعتبار الشبهة المهددة لاستقرار النظام. شبهة الجمود أو الانتماء إلى ثقافة ساذجة، فطريةُ الأدوات. وهذه الأخيرة تكاد تكون بمثابة الهدية إن اعترف بها اللاجئ لمضيفه الذي يبادر إلى تقديم وصفته الخاصة بالتحضر، وصفة الغطرسة الغبية. والتي تتلاشى عندما يكتشف أنه بالنسبة لك مجرد آخر ثقافي مختلف وليس أخاك الكبير. ويجد أن ابنك يتقن خمس لغات بعمر العاشرة. ويعرف ـ ابنك ـ ملخص تاريخ الحضارات والحروب المؤسسة للعالم الحديث، وتاريخ الفن الحديث، بينما يجهل هو كل شيء عنك.

ستبقى تبحث عن كلمات لشرح الذعر الذي يتوسط قدميك والأراضي التي عبرتها بحثاً عن رائحة الأرض التي تركتها وتركتك حطاماً. كلمات لمفهمة الصورة التي تراودك، حينما تحمل سكين الطبخ، لتجد بين لائحة الأشياء التي ترغب في تقطيعها جسدك الأعزل. كلمات تعللُ بها، تجنبك الخروج من البيت لأيام طويلة تتعفن فيها وحدتك الخرساء. حيث يلاحقك خوف الخروج حتى هنا، في هذه الأرض التي تعجز عن التمييز فيها بين الـ"هنا" والـ"هناك". فالأمكنة متداخلة في مشيك الطرفي على حافة الشارع/ الهاوية. وتكتشف بعد سنوات، أنك لم تعد تضحك. أهلك بداخلك، يتحلل عذاب حياتهم اليومي إلى نخرٍ مبثوث في عظامك. إذ ليس هناك نجاة إلا لؤلئك المتمرغون في النسيان. بذاكرة فاسدة، تتبخر منها صور الذين خسروا، لإيصالنا إلى برّ الأمان، خسروا القدرة على الهروب.

في كتابها الصغير"نحن اللاجئين" 1943، مررت آرندت ملاحظة صغيرة حول تنامي ميول الانتحار بين الشتات اليهودي. موضوع الانتحار معقد ولا يمكن إسقاطه على محور واحد من جملة الأسباب التي تخمره كمعبر أخير للهروب. فعلها والتر بنيامين على الحدود الفرنسية الاسبانية سنة 1940. وتبعه صادق هدايت في باريس سنة 1951 في شقته المعزولة بالإدمان والصمت. وهنا، يفضي بك المعبرُ ذاته إلى وسط المدينة، حيث تتراءى سكة القطار كسريرٍ للنوم.

حاولت آرندت عرض إشكالية التأرجح بين صفتين لا يمكنك فيها العثور عليك: لاجئ ومندمج. وعرضت إشكالية اللغة التي تنتقل إليها لتظهر عبرها مندمجا أكثر من غيرك. ولتنسى عبر اللغة أنك مندمج. وأنت تبحث  في اللغة عن الحالة الطبيعية لوجودك في الجماعة. لأن التصنيف، رسميا كان أم شعبيا، يحجب فرادتك كصوت مسكون بالخسارة، صوتٌ يترجمه الصمت كرغبة في إعادة الربط بين الذاكرة وأشيائها التي صقلت أصواتنا بالنبرات.

غير أن آرندت لم تنتبه إلى التلعثم. فاللغة بالنسبة إلى المؤلف هي "مسكن الوجود" ـ بتعبير هايدغر ـ. لذلك يشلُّ التلعثم في اللغة الجديدة وجودك. وتغدو اللغة حجبا مضاعفا للقيود الأخرى التي تحجبك. تتبدى تأتأتك كشفرات تسلخ اللغة في لسانك. وتضعك داخل قوقعة صغيرة أكثر من اللازم، صغيرة بما يكفي لتخسر رغبتك في الهرب مجددا من هذه الأرض الرخوة بما يكفي لطمر آثار قدميك. هذا اللامكان الذي ينهشك بترو.

نكثت فرنسا بعهودها مع أجدادي العزل، وتركتهم مشتتين على أرضهم التي باتت ملحقاً لأوطان ٍ أخرى. ولأغدو بسببها أجنبياً على أرضي. وللمفارقة، كان جاك جان روسو، وبعده مونتسكيو، أول من تعرفت عليهما كممثلين لفرنسا في مخيلتي. قبل أن تنضم إليهما، في تأسيس رؤيتي الفلسفية إلى الحق، لائحة طويلة من المفكرين الفرنسيين الحريصين على الخير. لا تتجنب فرنسا النظر إلى الماضي، بل تستقطع، كغيرها، النظر إلى ما تريد مواءمته مع تحدياتها الاقتصادية الراهنة.

وبالرغم من أن فرنسا كعموم أوروبا، أسيرة التصورات النمطية. إلا أنها تبقى كما وصفها فرنان بروديل في مقدمة مؤلفه "هوية فرنسا"، مكاناً للتعدد والتنوع. اشتقت عبارة إقليم Pays من لغة إحدى شعوبها الغالية/ الرومانية Pagus والتي تعني منطقة لها هويتها الخاصة(ص32/ج1). وهكذا يقدم كل إقليم نسخته المختلفة من فرنسا المكونة تاريخياً من طبقات ثقافية ولغوية متباينة. ساهمت الحروب والهجرة في تشكيل خصوصيتها كأمة متعددة الهويات. وفي هذا السياق، سأفترض بأن ريجيس دوبريه قد توصل إلى فكرته حول عدم وجود هوية في فرنسا، بل وإنما شخصية جماعية، مأخوذاً بقراءته للتاريخ وليس للفلسفة. غير أنك كلاجئ، أينما توجهت، ستجد في هذا التعدد الفرنسي لخصوصيات أقاليمه، تصوراً موحداً عنك. أنت المعشّقُ باللغات الشرقية والغربية، وبثقافات لم تعد تعرف أيهما أكثر تأثيراً في ميولك الغذائية والموسيقية والاجتماعية. لست سوى وجه مموه الملامح.

في الغرب، ينظر الغرب وحده إليك. أنت لا تؤسس نظرتك لنفسك، ولا تقدم نظرتك عنه. ثمة تابوهات أفرزتها الحداثة واستدمجت في الاعلام الغربي كحقوق سامية، لكنها تشتغل كحركات عقائدية، إن تجرأت ومسّتها بكلمة، لن ينقذك منها أي شيء. ثمة سلفية ذهنية خاصة بالغرب، متدرجة تاريخياً عبر الأشياء التي يفترض أنها أساس الحق. ثمة تفضيلات تؤرجح كفة نوعٍ ضد آخر، في نظام القيم وغالباً أمام القانون. ولن أخاطر سوى بالتلميح إليها.

وحدها الصداقة هي كوكبك. فيها، تغدو حراً من قيد كل عقيدة. عابراً حدود التصنيفات لتلتقي عبرها بأرضك المعفية من الأطر القسرية لهويات تغذي التناحر حتى مع نفسك. داخل هذه العلاقة، يعثرُ الوجود على ماهيته الأصيلة، ممثلة في الاطمئنان المطلق بتسليم نفسك إلى شخص آخر، يؤتمن على وجودك بنقاء قلبه. هذا الادخار الروحي المتبادل هو مساحة كينونتك الأصيلة، فيها يتكون وجودك، وينطبع بهوية متنامية القيمة. في الصداقة تعثر عليك كنباتٍ مائي يُشبكُ جذوره عبر الضوء، مع عروق نباتات أخرى، تنبسطُ نحوك كأجساد متممة لجسدك. أقم فيها هناك، في الوجوه الظليلة حول وجهك كالهالة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها