مثلما كتب سابقاً كتاباً عن "الأزرق"، يكتب الآن عن "الهواء"، ويقدم له تعريفات شديدة الاتساع ومتنوعة، إلا أنها متّفقة على تعريف راسخ؛ إنه الحي الذي "لا يشيخ"، كما في هذا المقطع:
مُتقدّمان في العُمْر نحْنُ، اليومَ، مُتقدّمان. برفْقٍ ننْظرُ
إلى بعْضنا بعْضاً كما لو كُنّا في المرْآةِ ننظُرُ
إلى ما لا يشيخُ، إلى الهواءِ بيْننا. هذا الهواءِ الذي
بالصّبْرِ ربّيْـناهُ على تبْديدِ ما تقسُو به الحياةُ. إخفاقاتٌ
ومآسٍ تتوالَى. هواءُ ابْتسامةٍ في دُروبِ الصمْتِ
ينْتشرُ. أقْبلْ عليْنا أيُّها الهواءُ منْ جميع جهاتِ
القناعةِ. نحنُ الطفْليْنِ، الوحيديْنِ، الحالميْنِ
بكَ. أيّها الهواءُ – يا بشارةَ الحياةِ على الأرْضْ.
عن الشاعر:
محمد بنّيـس شاعر مغربي، أحد أهم شعراء الحداثة في العالم العربي، ولد سنة 1948 في مدينة فاس. عمل أستاذاً جامعياً بكلية الآداب في الرباط (1980 ـ 2016). يعيش في المحمدية، متفرغاً للكتابة.
نشر أكثر من أربعين كتاباً، منها خمسة عشر ديواناً شعرياً، ودراسات عن الشعر العربي الحديث والشعر في زمننا، إلى جانب نصوص، وترجمة أعمال شعرية ودراسات عن الفرنسية، أبرزها قصيدة الشاعر ستيفان ملارمي «رمية نرد»، الصادرة في طبعة مزدوجة اللغة، عربية وفرنسية، في باريس سنة 2007. أنجز أعمالاً مشتركة مع رسامين من بلاد عربية وأروبا وأمريكا واليابان.
صدرت ترجمات لبعض أعماله إلى الفرنسية، الإيطالية، الإسبانية، الألمانية والتركية. قامت بتكريمه جمعيات ومهرجانات ومؤسسات. وشحته الجمهورية الفرنسية سنة 2002 بوسام فارس الآداب والفنون، ودولة فلسطين بوسام الإبداع سنة 2017، واختارته الجمعية العالمية للهايكو بطوكيو سنة 2006 عضواً شرفياً لها.
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها