كوكب حمزة... رحيل مكتشف النجوم

غيب الموت الملحن العراقي كوكب حمزة، في منفاه الدنماركي بعد معاناة من المرض وعن عمر ناهز 80 عامًا.

ولد كوكب حمزة في محافظة بابل ناحية القاسم في العراق في العام 1944 من عائلة كردية فيلية، ودرس في معهد الفنون الجميلة في بغداد، وأكمل دراسته في معهد الدراسات الموسيقية.

أصبح ملحناً في العراق منذ ستينيات القرن العشرين، وانسجاماً مع حركة التطور ظهرت موجة الأغنية العراقية الحديثة وكانت تحمل ملامح جديدة في أسلوب البناء الموسيقي والآفاق التعبيرية في الالحان وأصوات جديدة خالفت المألوف في شكل الأغنية.

هذه الموجة الجديدة كانت تقودها نخبة من الملحنين الشباب آنذاك ومن أبرزهم كان الملحن كوكب حمزة. وكانت أولى ألحانه مقطوعة موسيقية بعنوان "آمال". منع النظام العراقي لصدام حسين تداول أغانيه وعدّ حيازتها جريمة يعاقب عليها، لكنها بقيت تتداول في الجلسات الخاصة.

اضطر للهرب من العراق يوم 21 تموز/ يوليو 1974، وتوجه إلى تشيكوسلوفاكيا ومن ثم إلى الاتحاد السوفياتي، بعدها درس الموسيقى في أذربيجان وتنقل ما بين كوردستان وسوريا وأميركا، حتى استقر في الدنمارك منذ العام 1989.

في المهجر أصدر مقطوعة موسيقية بعنوان "وداعاً بابل" العام 1992 ثم قدم أغنية أخرى بعنوان "الجراد يغزو بابل".

بعد مكوثه في أوروبا قرر الانتقال للمغرب ودراسة الموسيقى، تعرف هناك على فاطمة القرياني التي قدمت بعض أغانيه وكذلك أسماء منوّر التي كان معجباً بها.

أطلق النقاد على الملحن كوكب حمزة لقب "مكتشف النجوم" فهو من اكتشف أفضل الأصوات العراقية، مثل حسين نعمة ورياض أحمد وستار جبار وسعدون جابر وعلي رشيد.

كما اكتشف المطربة المغربية أسماء المنور، فهو أول من قدمها للجمهور حين لحن لها أغنية "دموع إيزيس" العام 1997 والأغنية من كلمات الشاعر المصري أحمد فؤاد نجم.

لحن للعديد من الفنانين العراقيين والعرب مثل مائدة نزهت، سعدون جابر، حسين نعمة، ستار جبار، فاضل عواد، كريم منصور، فؤاد سالم، المطربة أصالة نصري حين كانت في بداياتها، المطرب الكويتي عبد الله رويشد وغيرهم الكثير. كما لحن العديد من الأغاني مثل (يا نجمة، والقنطرة بعيدة، ويا طيور الطائرة) بصوت المطرب سعدون جابر.

له العديد من الألحان التي وضعت للمسلسلات التلفزيونية والأفلام السينمائية. وكان قد عاد إلى العراق بعد سقوط نظام صدام حسين.