الثلاثاء 2023/04/25

آخر تحديث: 14:57 (بيروت)

في "شاشات الواقع"... بيروت صارت أفلاماً

الثلاثاء 2023/04/25
في "شاشات الواقع"... بيروت صارت أفلاماً
increase حجم الخط decrease
تنظّم جمعية متروبوليس سينما مهرجان "شاشات الواقع"، الذي سينعقد بين 27 نيسان و7 أيار 2023 في "سينما مونتين" (المعهد الفرنسي في لبنان) و"غالاكسي غراند سينما".
تتضمّن الدورة الـ18 من مهرجان "شاشات الواقع" بانوراما متنوّعة من السينما التسجيلية، مع برمجة مؤلّفة من 25 فيلماً. كما يذكر أن معظم الأفلام اللبنانية سَتُعرَض بحضور مخرجيها (برنامج المهرجان في بيروت هنا).

والملاحظ كثرة الأفلام التي تتطرق إلى بيروت وواقعها وقضاياها وناسها ورموزها وأزماتها وذاكرتها وامكنتها وانتفاضتها، فمن بين الأفلام المشاركة فيلم "قَلِق في بيروت" لزكريا جابر الذي يحاول مدفوعًا برغبته العميقة بالتواصل مع بيروت وتصويرها وفهمها، نسج قصة متناسقة ومترابطة عن مدينته؛ قصةٌ تسمح له بالتواصل مع ذاته أيضًا... ويشارك المخرج من خلال مذكّراته الشخصية، موثّقًاً الأحداث التي طبعت تاريخ لبنان خلال العامين المنصرمين (الثورة وفترة ما بعد الحرب والتفجيرات والمظاهرات...). كما يروي الشاب، أسير القلق الدائم، قصة حياته ومحاولاته المتكررة لمغادرة البلاد.

وفيلم "عزاء الذاكرة" لشادي هزيمة... بعد مرور زمن طويل على إغلاق سينما هيلتون في منطقة المريجة، يدعو المخرج عامة الناس لمشاهدة العرض الكبير الذي سيعرض في هذه السينما، لكنه يُفاجأ بعرض آخر واقعي، فيدخل من خلاله الى ماضي وتاريخ سينما هيلتون التي كانت شاهدة على الكثير من الاحداث التي حصلت في هذه المنطقة.

و"قلب ضائع أحلام كبيرة لبيروت" لمايا عبد الملك، أولادٌ يغوصون في الماء... قططٌ تموء وسيدةٌ عجوز تختلي بسيجارتها... شبابٌ يبتدعون الرقصات وحارس قبورٍ يتنهّد بحسرة... هؤلاء هم سكّان بيروت؛ مدينة الأشباح التي ما عادت موجودة إلا كطيف حلم. 

Behind the Shield لسيرين فتوح، يرسم الفيلم لوحةً سينمائيةً لمدينة بيروت على مدار السنوات الثلاث الماضية. ويوثّق اللحظات الرئيسية التي طبعت تاريخ لبنان الحديث (من ثورة تشرين الثاني إلى انفجار الميناء في الرابع من آب) بالتوازي مع تسليط الضوء على التفاصيل الروتينية للحياة اليومية. وذلك، من خلال لقطات من إحدى كاميرات "داش كام"، التي ثبّتتها سيرين فتّوح في سيارتها في العام 2018. وتتيح هذه الكاميرا التي تعمل ببطارية السيارة، تسجيل اللقطات دون توقّف، حتى عند إطفاء المحرك. وبمجرّد أن تستهلك شريحة الذاكرة، تتخطّى الصور القديمة تلقائيًا وتستبدلها بلقطاتٍ جديدة. ولا ينقل الفيلم صورة بيروت في إحدى أكثر الفترات حرجًا من تاريخها الحديث فحسب، بل يعكس تناقضاتها أيضا؛ بين الروتين والذهول، وبين العظمة والصغر، وبين كل ما هو ريفي وحضري. كما يسلّط العمل الضوء من جملة أمورٍ أخرى، على دور الكاميرا، كمراقب ومشارك صامت في أحداث المدينة. ويستكشف بشكل حاسم، تحوّل الكاميرا من جهازٍ يُستخدم لمراقبة الجماهير والتحكّم فيها وقمعها، إلى أداةٍ تمنح هذه الأخيرة سلطةً وصوتًا.

"ما بعد النهاية" لنديم مشلاوي... تعاني مدينة بيروت، العالقة بين ماضٍ عنيف ومستقبل مجهول، من حاضر تسوده الهشاشة والغموض. ويعكس الفيلم مذكرات المرحلة التي أعقبت وفاة والد المخرج، وتجاربه في المدينة التي يطاردها شبح الخسارة. وينظر الفيلم إلى ما هو أبعد من المشهد السياسي في بيروت، ليصوّر المدينة كتجربة حضرية مدهشة. كما يرسم التناقض بين أطلال الماضي القريب وتدفقات الحداثة، بورتريه مدينة على شفا الزوال.

The Soil and the Sea لدانيال روغو.. يوجد في لبنان أكثر من 100 مقبرة جماعية مغفًلة تعود إلى الحرب الأهلية، وهناك آلاف العائلات التي تنتظر ذويها المفقودين أو رفاتهم  من أجل دفنها بطريقة لائقة على الأقل.

و"الشاطئ الآخر" لماهر أبي سمرا... لطالما أحبّ الصديقان سيلفانا ومحمد السير معاً. هي بإعاقتها الجسدية جالسة على كرسيها المتحرك، وهو بإعاقته البصرية، يدفع كرسيها فترشده إلى الطريق. وعلى الرغم من أنهما عاشا العزل المُمَأسس، وتشاركا التجارب المؤلمة نفسها، أيضًا يتشاركان التصميم على أن يكونا في العالم - بشكل مستقل، وعلى الاستمرار في الكفاح والنضال، والضحك والرقص. على كورنيش البحر في بيروت، يدفع محمد زميلته سيلفانا الجالسة على كرسي متحرك. سيلفانا تنظر إلينا. خلفهما أضواء الجبل وصولاً الى البحر. على طرفي ملصق الفيلم نرى فتاتين تسيران على رصيف الكورنيش.

"اثنا عشر سريراً" لرين متري، تتمحور القصة حول الأيتام؛ حول أطفال الشّهداء الذين قضوا، والذين باتوا يُعرفون باسم أطفال الثورة إبّان الثورة الفلسطينية في أواخر الستينيات. قضى هؤلاء الصّغار حياتهم وتابعوا دراستهم في دار للأيتام في بلدة "سوق الغرب" بجبل لبنان. ووجد البعض منهم الخلاص في الفرقة الشعبية التي أسّسها الفنان عبد الله حدّاد في مطلع السبعينيات. وسرعان ما أصبحوا يمثّلون رمزًا للثورة، حيث جابوا العالم في حقبةٍ تميّزت بالحشد العالمي للقضية الفلسطينية. وعرفوا وهج الشهرة قبل أن تذهب ذكراهم طيّ النسيان. ما زال مبنى دار الأيتام الذي يحمل ندوب الحرب قائمًا في "سوق الغرب". أما أطفال الشّهداء، الذين باتوا راشدين اليوم، فتفرّقوا في عدة دول حول العالم. وفي العمل، يعود كلٌّ من فايز وبشار وهيام وعريفة وحوريّة وغسان وسميحة، إلى مكان الطفولة العابق بالذكريات، ليشاركوا رواياتهم الخاصّة عن التّهجير والاستشهاد والضياع والحرمان؛ رواياتٌ تثير الكثير من التساؤلات حول قضايا الهوية والتضحية والوطن.

Letters to Huguette لفؤاد خوري يدور الفيلم حول هوغيت كالان، رسامة لبنانية هاجرت إلى فرنسا في السبعينيات قبل أن تنتقل إلى مدينة لوس أنجليس الأميركية. وفيه، تتحدث هوغيت عن نفسها وعن مهنتها. كما يرسم مؤلف العمل المقرب من كالان أوجه الشبه بين حياتها والأزمة التي عصفت بلبنان في العام 2019 ثم المعاناة التي أثقلته خلال جائحة كورونا. يعدّ هذا العمل فيلمًا حميميًا يغتني بالبناء على طبقات من الأصوات والصور.

ومن الأفلام الاخرى، "السهل الممتنع: عن الحوار مع سمر يزبك" لرانيا اسطفان، من خلال حوار مع الكاتبة السورية سمر يزبك التي تعيش في المنفى، يطرح الفيلم أسئلة جوهرية حول دور الأدب والسينما في مواجهة مآسي الحرب والعنف والموت. بين اللغة المكتوبة والنص الأدبي وعناصر الصوت، يستكشف الفيلم عالم الكاتبة بأدواتها الخاصة: الكلمات. شهادة شاعرية وسياسية عن حاضرنا المضطرب.

"ودّعيني" لسامي عبد الباقي، يروي الفيلم قصة "القوّالة" أم رامي في مدينة السويداء السورية، التي تشارك أهل الميت في تخطي محنتهم من خلال إنشاد أشعار متوارثة عن الفقدان. يتبع الفيلم أم رامي في روتينها اليومي وهي تستيقظ باكراً تهيئ نفسها ليوم طويل من الجنازات وترديد أقوال وقصص الرثاء التي تهون المصاب عن عائلة الفقيد. نكتشف في ما بعد قصة أم رامي والخسائر الشخصية التي تكبدتها في حياتها، وكيف تستحضرها أثناء تأدية مهنتها. نرى من خلال عيني أم رامي، طقوس العزاء الخاصة بالمذهب الدرزي وكيف يساعد هذا الطقس في الشفاء من بعد الندب والرثاء. تماشياً مع هذا السياق الثقافي الخاص، يصور الفيلم تجربة الحزن والفقدان الإنسانية التي يتشاركها البشر أجمع متجاوزةً كل الحدود الثقافية. مع عودة أم رامي إلى منزلها في نهاية اليوم، مرهقة وراضية في آن واحد، يتركنا الفيلم مع رسالة واحدة: لا يسعفنا في وجه الفقدان إلا بعضنا الآخر.

علماً أنه ستقام أيضاً سلسلة عروض في المناطق التالية: طرابلس (الرابطة الثقافية في 10 و11 أيار)، وصيدا (مسرح وسينما إشبيلية في 12 و13 أيار)، وحمّانا (بيت الفنّان حمّانا في 19 و20 أيار).

سعر البطاقة: 200,000 ألف ليرة لبنانية 
بطاقة شاملة: 2,600,000 ليرة لبنانية
سعر البطاقة للطلاب: 100,000 ليرة لبنانية
بطاقة شاملة للطلاب: 1,600,000 ليرة لبنانية
التذاكر عند الباب، لا ضرورة للحجز مسبقاً.
ينظّم "شاشات الواقع" بالتعاون مع الوكالة السويسرية للتنمية والتعاون.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها