الخميس 2023/10/05

آخر تحديث: 14:04 (بيروت)

هيثم شمص لـ"المدن": "كرامة بيروت" دعوة للتضامن وعدم الاستسلام

الخميس 2023/10/05
increase حجم الخط decrease
منذ تأسيسه، عمل مهرجان "كرامة بيروت لأفلام حقوق الانسان" على رفض التمييز والعنصرية وخطاب الكراهية، عارضاً في كل عام أفلاماً وثائقية عربية وعالمية، تسلّط الضوء على مجتمعات تنشد العدالة والمساواة بين جميع الفئات المختلفة والمهمشة. بعد عناوين حَمَلتها الدورات السابقة مثل "احتلوا الفراغ" و"تكلم معها" و"هويات جديدة"... يأتي مهرجان "كرامة بيروت" هذا العام تحت عنوان "تماسكوا" (من 5 إلى 8 تشرين الأول/اكتوبر الجاري في مسرح "دوار الشمس" ببيروت)...
عن البرنامج، أجرت "المدن" حواراً مع مدير المهرجان، هيثم شمص.

• لماذا هذا العنوان بالذات في الفترة الصعبة التي نمر بها؟

- هي دعوة للتكافل والتضامن والصبر وعدم الاستسلام. ما مر علينا ليس باليسير من الانهيار الاقتصادي الى وباء الكوفيد الى انفجار المرفأ. خرجنا جميعاً بحالة نفسية سيئة وثقة مهتزة في مستقبل هذا البلد. أردنا عنوان هذه السنة أن يكون دعوة للتماسك والأمل في أن الإرادة الحقة لا بد أن تقول كلمتها في النهاية، وقد مر علينا الكثير خلال العقود الماضية وخرجنا منها، شأننا شأن جميع البلدان العربية المحيطة بنا، إضافة الى شعوب العالم التي تعاني التوحش والحروب والتهميش والاستغلال. "تماسكوا"، دعوة الى التمسك بأساسيات ميثاق حقوق الإنسان، والتنوع وشمول الفئات المهمّشة. فعلى الرغم من وضوح نصوص الميثاق الدولي لحقوق الإنسان، إلا أن فهمه الحقيقي وممارسته يتعرّضان للكثير من سوء التفسير والعراقيل، ما يؤدي إلى الحرمان العملي من هذه الحقوق. وقد عبّرنا عن هذه العناوين، مثل التنوع وإدماج الفئات المهمشة، حقوق العمال، الحرب، حقوق اللاجئين، حقوق المرأة، والهجرة والعبودية، عبر مجموعة أفلام متنوعة سنشاهدها على مدى أربعة أيام.


• عادة تختارون بعناية الفيلم الذي يفتتح المهرجان، فماذا سيكون هذا العام؟

- الافتتاح مع فيلم "أسماك حمراء" للمغربي عبد السلام الكلاعي، الذي نستضيفه في بيروت ليدير نقاشاً حول فيلمه. فيلم روائي درامي، يروي قصة "حياة" التي تغادر السجن بعدما أمضت عقوبة طويلة المدة. تعود إلى مسقط رأسها في شمال المغرب لتجد نفسها في مواجهة أخٍ يرفضها خوفاً من العار. رغبتها الوحيدة هي أن تقابل ابنها وتحكي له حقيقة ما حصل. تلتقي حياة بأمل التي تعمل في مصنع للفواكه وتتولى رعاية شقيقتها هدى التي تصغرها بعامين وتعاني من إعاقة شديدة. شجاعة وإصرار هؤلاء النسوة الثلاث هما مصدر قوتهن في مواجهة الإقصاء والاستغلال والتهميش.

• من الأفلام الطويلة يعرض المهرجان فيلم "قلق في بيروت" الذي يوثق لثلاث سنوات شهدتها بيروت.

- فيلم "قلق في بيروت" سيعرض في اليوم الثاني للمهرجان، وبعدما شاهدت أول عروضه في بيروت، ارتأينا أن يكون في برنامجنا هذا العام، لنقدم ملخصاً عن سيرة مدينة بأعوامها الثلاثة الماضية ومع مخرج شاب هو زكريا جابر الذي يدمج الخاص بالعام، ويقدم لنا سيرة مدينة على ألسنة كبارها وأطفالها، تروي لنا لماذا نعيش القلق في هذه المدينة. هذا الفيلم سيكون الثاني في اليوم الثاني من المهرجان بحضور مخرجه ليناقشه مع الجمهور، ويسبقه فيلم جميل عن الموسيقى داخل فلسطين من خلال أربعة أجيال ومن خلال أماكن مختلفة تعيش تحت الاحتلال. نشاهد موسيقى الراب والروك والموسيقى الكلاسيكية والتقليدية. الفيلم من إخراج الفرنسيَين أنطوان بونزون وميشال بيزار، ويلي الفيلم لقاء مع الباحثة الموسيقية الفلسطينية، سلوى جرادات التي نستضيفها للحديث عن الموسيقى الفلسطينية بين الرسالة السياسية والهم الفني. 

• الهجرة والحروب من المواضيع التي تأخذ حيزاً هذا العام؟

- مخرجون لبنانيون شباب يقدمون مجموعة أفلام، منها خليل زعرور عن انفجار بيروت، ورشا فرج تقدّم فيلماً عن الاغتراب والهجرة. وأيضاً فيلم "ألماظ" للمخرجة اللبنانية – السودانية ميا بيطار، ويحكي قصة ملايين الأشخاص الذين يغادرون منازلهم سنوياً بحثاً عن حياة جديدة، والشابة ألماظ البالغة من العمر 24 عاماً واحدة منهم، وفي الفيلم تعطينا فكرة عن محطة رئيسة في أحد أكثر مسارات الهجرة استخداماً في أفريقيا، حيث يعبر الآلاف السودان كل عام. لا صفة رسمية ولا مال لدى ألماظ التي تحارب العزلة والتمييز، في حين تجد الدّعم والقبول بطرق غير متوقعة. وحتى لا أنسى فيلم "تحت أشجار التين"، الذي فاز بالعديد من الجوائز في مهرجان البندقية السينمائي للمخرجة التونسية أريج السحيري. وفيلم الختام يوم الأحد، مع المخرج التشيكي روبن كفابيل، بعنوان "ميكو"، السائق الذي وقف بوجه حكومته وقام بمساعدة الأطفال اللاجئين. نستقبل "ميكو" بعد العرض ليروي لنا تجربته القاسية ويكشف لنا سياسات العنصرية التي تواجهها الحكومات تجاه لاجئين عزل. 

• ماذا عن الأنشطة الموازية للمهرجان؟

- أردنا هذا العام ان ننظم صفاً تدريبياً مع الصديقة الرائعة، أمل الشريف، هدفه دحض الخرافات والمغالطات الشائعة في الميديا تجاه الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة، وأمل واحدة منهم، ولديها تجربة واقعية في الموضوع ترغب في نقلها إلى الآخرين. أمل التي تعطينا الأمل دائماً هي جزء من شعار "تماسكوا"، الذي نقدمه مثل الأعوام الماضية في قاعة تعرضت منذ أشهر قليلة للحريق، في مسرح "دوار الشمس"-الطيونة، وما زالت آثار الحريق على مدخلها. لكننا، مثلها ومثل بيروت، محكومون بالأمل كما قال الراحل سعد الله ونوس. 

(*) للاطلاع على البرنامج الكامل للمهرجان السينمائي ودعوته المجانية، النقر هنا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها