الأحد 2023/10/29

آخر تحديث: 10:05 (بيروت)

مهاب نصر..رحيل مفاجئ

الأحد 2023/10/29
مهاب نصر..رحيل مفاجئ
increase حجم الخط decrease
 
رحل الشاعر المصري مهاب نصر، بعد تعرضه لأزمة صحية مفاجئة، والشاعر من مواليد الإسكندرية، وصدرت له دواوين "أن يسرق طائر عينيك -1997"، "يا رب أعطنا كتابا لنقرأ- 2012"، "لا توقظ الشعب يا حبيبي-2018".

وقدم الراحل العديد من الإسهامات الثقافية، وكتب لمجلات "أمكنة" و"الكتابة" والعديد من المجلات الأدبية المصرية والكويتية. 

 وتختلف الأراء في قراءة تجربة مهاب، يكتب الروائي يوسف رخا حين ظهرَت نصوص مُهاب نصر على الإنترنت في أواخر الألفينية، "بدت وكأنها معجزاتٌ صغيرة. كانت تؤكّد وجود الشعر وتدفع إلى الإيمان به وقت كفرت الغالبية العظمى من القرّاء بالقصيدة". و"لم تكن قصيدة النثر بالنسبة إلى مهاب إيماءة تحرُّر أو قطعاً مع الماضي بقدر ما كانت، كما يُسمّيها، مساحةً بيضاء خاليةً من تأثير الصيَغ الجاهزة والاستعارات المتوارَثة التي ما إن يُمسك عوده ليغنّي حتى تتكاثر تلقائياً في رأسه.
لذلك، ولأنه ينفرد بخبرات دينية وأخلاقية جديرة بريلكه، لا يمكن أن يُنظَر إلى هذه النصوص في ضوء التجربة التسعينية وحدها. فرغم قربه من علاء خالد والراحل أسامة الدناصوري، وهما بمثابة أبوين روحيَّين لجيل التسعينيات، يبدو مهاب أقرب إلى الأجواء الفكرية لألمانيا في بداية القرن العشرين (نيتشه ثم والتر بنيامين) منه إلى أميركا "البيت جينيريشن".

ومن قصائد الشاعر الراحل قصيدة بعنوان "أمطار" يقول:
لا علاقة لي بالأمطار
 وحين تتقدم السماءَ غيمةٌ
أقول لأصدقائي
لست أنا.. صدقوني
إنني أجفل حتى من قطرة
إن قطرتين منه يمكن أن تدمرا حياتي
أما ما يحدث الآن فهو الجنون بعينه
يسألني أحدهم
ماذا تريد الأمطار منا؟"

وفى إحدى قصائده بديوان "لا توقظ الشعب يا حبيبي" يقول:
كانت القبور 
مثل أعقاب سجائر مطفأة 
وحذائي 
يصطف بين أحذية أخرى 
يدي ممدودة 
وأبي في التراب 
أبي الصغير الذي لم يولد بعد 
أبي الذي كان ينتظرني في البيت 
بقعة سوداء مكان اتكاء ظهره 
على المسند الخشبي للفراش 
والدخان فوق رأسه 
مثل ضحكة تتسع 
أبي الذي يقبض كفه أثناء النوم 
كأنما يقبض على حياة لم يعشها 
الآن عليّ أن أكون رجلًا 
حذاءً بين أحذية كثيرة 
تتريث عند المدخل 
وتمسح الغبار العالق لأنه هكذا يكون الرجال 
طابور في جنازةْ. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها