غادة والي تسرق جورجي كوراسوف

وبدأت الأزمة حين تداول نشطاء صوراً للوحات التي زينت محطة مترو الأنفاق "كلية البنات" شرقي القاهرة، والتي "صممتها" غادة والي، وقال بعضهم إن الرسوم مقتبسة من لوحات الفنان الروسي المعروف بالأسلوب التكعيبي. وأعرب الفنان التشكيلي محمد عبلة عن أسفه لما حدث، مؤكداً أن لوحات محطة كلية البنات مأخوذة بالنص من الفنان الروسي... وقال عبلة في تصريحات صحافية إن مصر فيها أفريقيات كثيرات، لكن ذلك ليس مربط الفرس في هذه القضية، وإنما في اقتباس عمل روسي وتلبيسه ملابس مصرية، مشيراً إلى أنه كان يجب تشكيل لجنة لقبول واستلام هذه الأعمال.

بدورها، قالت نقيبة التشكيليين وعميدة كلية الفنون الجميلة السابقة، صفية القباني، إن ما حدث من استنساخ لأعمال الفنان الروسي من دون تصريح منه هو تعدٍّ عليه وعلى حقوق الملكية الفكرية. وأضافت القباني -في تعليق فايسبوكي– إن المسؤول المباشر عما حدث هو من أوكل لها العمل في مشروع قومي على مرأى ومسمع من العالم كله، من دون الرجوع لأرباب الفن وهم كثيرون، خصوصاً أنها ليست فنانة جداريات.

وفي مقال بعنوان "في محطة كلية البنات"، قالت الكاتبة عبلة الرويني إن غادة والي، اختيرت ضمن أقوى 100 امرأة في أفريقيا، وتم تكريمها في المجلس القومي للمرأة بصفتها نموذجاً للفتاة الموهوبة، لكن من المؤسف أن تبدأ خطواتها بالسطو على أعمال الفنانين من دون أدنى جهد في البحث والتقصي. وأضافت الرويني إن أسئلة كثيرة بحاجة إلى رد واضح من المسؤولين عن أعمال المشروع الثقافي والجمالي لتطوير مترو الأنفاق، مثل: ما فلسفة ورؤية المشروع لتجميل محطات مترو الأنفاق؟ وعلى أي أساس ومعيار يتم اختيار الفنانين؟ وما معنى نقل أو استخدام أعمال فنان عالمي أو أي فنان آخر من دون الحصول على موافقته، ومن دون الإشارة إليه، سوى أن يكون ذلك سرقة وفي وضح النهار؟ والأهم كيف يتم تصويب الخطأ؟".

وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد أشاد بالمصممة المتهمة بالسرقة في "منتدى شباب العالم"، في شرم الشيخ العام 2017، وقال "إنها تقدم أفكاراً واعدة يتبناها". وطالب السيسي مجلس الوزراء بـ"تبني فكرتها لتنشيط السياحة في مدينة الأقصر باستخدام رسوم من حضارة قدماء المصريين".
  

وتعليقا على السرقة، كشف مصدر مسؤول بالشركة الفرنسية لإدارة وتشغيل الخط الثالث للمترو RATP، أن الشركة كانت متعاقدة بالفعل مع غادة والي، صاحبة اللوحة، وأن العقد فُسخ لأسباب مهنية. وأكد المصدر أن الشركة الفرنسية لم تكن تعرف أن هذا التصميم "مسروق" من تصميم الفنان الروسي. وأوضح أن الشركة ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة الآن، بعد اكتشافها الأمر، على الرغم من فسخ التعاقد مع غادة والي.

وعلّق الصحافي المصري، ماجد عاطف، في فايسبوك: "ألطف حاجه في حوار الفنانة غادة والي، اللي لطشت تصميم فنان روسي، واتسببت لنا في فضيحة جديدة، مش إنها حرامية ولا إنها جايه بالتغريــ س، لا خالص. المضحك المبكي بجد، إنها ما ضربتش فُرشة في التصميم الأصلي، ما غيرتش فيه أي حاجه، إلا حاجه واحده بس... جيبة (تنورة) الست، بدل ما الخواجه كان ملبسها جيبه قصيرة ومعرية فخادها، قامت الاستاذة غادة ربنا يكرمها سترتها بجيبه طويلة، احتراماً لقيمنا وتقاليدنا النبيلة. الفنانة عارفه زبونها، وفاهمها ايه اللي يشغل تفكيره".

وكتب عباس أبو الحسن: "يا أستاذة غادة والي. أيتها الفنانة بالنسبة الى لوحاتك.. انتي مش محتاجة فعلا تردي على جورجي كوراسوف اللى بيتهمك بسرقة لوحاته اللى في محطة مترو كلية البنات.. دة الأعمى يشوفها. طب غادة والي إختفت، لكن اللوحة مش هتختفى وجريمة الاعتداء على الملكية الفكرية وقعت خلاص! فين وزارة النقل ووزارة الثقافة من دة.. لأن فى الآخر الدولة المصرية هتشيل التهمة والسمعة السيئة والتقاضي والتعويض مناصفة مع الفنانة".

وغادة والي زوجة الممثل حسن أبو الروس، من مواليد العام 1990، وتخرجت في الجامعة الألمانية في القاهرة العام 2011، ثم لمع نجمها فجأة عبر وسائل الإعلام والقنوات الموالية للنظام المصري إثر انضمامها إلى "البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب". أعدت والي شهادة ماجستير في التصميم من فلورنسا، إيطاليا، وفازت بها كمنحة دراسية. ودرّست التصميم الغرافيكي في كل من الجامعات الألمانية والأميركية في القاهرة. وطورت غادة خطًا عربيًا تم اختياره كواحد من أفضل 100 قطعة تصميم غرافيكي في العالم من قبل جمعية فنون الطباعة في شيكاغو.