الإثنين 2022/03/07

آخر تحديث: 15:16 (بيروت)

معرض "بيروت لا تنكسر".. يكسره سليماني وحظر الأغاني

الإثنين 2022/03/07
معرض "بيروت لا تنكسر".. يكسره سليماني وحظر الأغاني
increase حجم الخط decrease
التوتر الذي حصل حول ملصق/مجسم الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في معرض بيروت للكتاب، يختصر جانباً كبيراً من ثقل السياسة الايديولوجية الذي لا يحتمل، على الحياة العامة في لبنان، سواء في الثقافة أو السياسة نفسها أو المدينة ونمط عيشها.. إنه يختصر جانباً من الواقع السياسي اللبناني في السنوات الأخيرة، في ظل قوّة "حزب الله" وتمدده وثقافته على أكثر من صعيد... فالمعرض العربي "العريق"، الذي تشارك فيه 10 دُور إيرانية، ورغم كثرة الرموز الثقافية والشعرية والأدبية في إيران (من الشيرازي الى الخيام)، ولم تجد هذه الدور رمزاً ترفع صورته في أروقة المعرض، غير الحاج قاسم سليماني، أحد رموز الحرب والانقسام في الشرق الأوسط، وأحد مؤسسي الحشد الشعبي في العراق، وأحد منظّري حرب اليمن، وأحد القادة الميدانيين في حرب تهجير السوريين، مع ما تعنية هذه الحروب في وجدان الجمهور، ومع ما تلتصق به من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية...

وسليماني الذي أحرقتْ بعض أنصابه في إيران نفسها، صورته كانت كافية لاستفزاز جمهور كبير. ورغم أن الاحتجاج الفايسبوكي ضد الصورة (بالحجم الطبيعي!) في معرض بيروت للكتاب، إلا أن إدارة المعرض لم تنتبه، وربما فضلتْ أن تراعي مصلحتها مع الدور الإيرانية، ربما طنّشت، ربما لم تجرؤ، ربما اعتادت على رفع الملصقات السياسية (غيفارا، كاسترو، موسى الصدر، لينين..). لكنها لم تنتبه إلى حساسية الواقع الراهن في لبنان والمنطقة، لم تنتبه إلى الحروب المشتعلة. الأمر لا يتعلق بمجرد مجسّم، فنحن على برميل بارود، كما يقال، وكانت النتيجة أن اقتحم الشاب شفيق بدر، الجناح الإيراني، مهاجماً المجسّم وهاتفاً "بيروت حرّة حرّة، إيران اطلعي برّا".

واكتمل المشهد بأن هجم قبضايات الجناح على الشاب المعترض لصفعه ولكمه وضربة، والقول له: "تعال لقلّك كيف بتكون الحرّة".. في معرض الكتاب المقام هذا العام تحت شعار "بيروت لا تنكسر". وذلك قبل أن تتجدد الإشكالات بوصول دعم من المتضامنين مع الشاب المبادر إلى تكسير مجسّم سليماني. ثم أعلنت إدارة المعرض أنه مستمر في فتح أبوابه كالمعتاد، وان الإشكال انتهى.


وفي تعليق لاحق له، قال بدر: "نريد صور شهداء المرفأ في الداخل ولا نريد صور من قتلوا خارج لبنان"، لافتاً إلى أنّ "الشبّان سرقوا هواتفنا". وأضاف: "لم يتركوا طريقة لم يتعرّضوا لي فيها بالضرب، على ضلوعي ورأسي، وبطريقة وحشية على الوجه، وصار أحدهم يدعس على رأسي، مستخدماً تعبير: اقتله واخلص منه".

وعقب الإشكال، حضرت قوّة من قوى الأمن الداخلي إلى المعرض وسط عودة الهدوء إلى المكان.
 
ولم يقتصر الأمر على إشكال المجسّم، فقد كتبت فرقة بيكار بيروت - BIKAR Beirut في صفحتها الفايسبوكية: "شكراً لكل شخص ساهم في نجاح حفلة بيكار بيروت ولكل شخص دعمنا بحضوره واستماعه واستمتاعه بموسيقانا، وما قدمناه بالرغم من منعنا تأدية المدلي الأخيرة وانزعاج بعض دور النشر من ثقافة الموسيقى والحياة في معرض بيروت العربي الدولي للكتاب". ولم توضح الفرقة مَن المنزعج ومَن منعها. وسرعان ما كتبت مؤسسة سمير قصير: "منع أحد منظمي معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، يوم السبت 5 آذار/مارس 2022، فرقة بيكار بيروت الفنية من استكمال حفلتها الغنائية في المعرض في قاعة "سي سايد" للمعارض، وقام بقطع التيار الكهربائي عن الحفلة قبل انتهائها.

وفي التفاصيل، قالت مديرة الفرقة هلا رمضان لمركز "سكايز": "كنا قد وصلنا تقريباً إلى ختام الحفلة، إذ لم يبقَ إلا 3 اغنيات وطنية لبنانية، عندما دخل علينا شخص يُدعى عدنان حمود وهو عضو في النادي الثقافي العربي، أي الجهة المُنظمة للمعرض، وصرخ علينا بعصبية قائلاً (خليه يسكت)، بالإشارة إلى الفنان حسام ترشيشي الذي كان ضيف شرف الحفلة، ثم تابع حمود بالقول أن (دور النشر رح تسكّر وتفل، يا المعرض أو الحفلة)، فأجبته المعرض أو بيروت، حيث كانت أغنية يا بيروت للفنانة ماجدة الرومي قد تمّ عرضها، وتفاعل الناس معها بشدة، وفجأة تم قطع التيار الكهربائي عنّا وتوقفت الحفلة ومُنعنا من استكمالها قبل ربع ساعة من ختامها"...

وقال أحد أعضاء الفرقة لـ"المدن" إن دور النشر الإيرانية انزعجت من الفرقة لسببين، السبب الأول: أن بعضهم يحرّم الموسيقى، والسبب الثاني أننا كنا نغني لبيروت ودَورها، والدُّور الإيرانية معظم اعلاناتها عن إيران ودورها في الشرق الأوسط. وبالتالي ضُغط على مدير المعرض ليوقف الحفلة، وفي النهاية قطعوا الكهرباء.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها