الأحد 2021/12/19

آخر تحديث: 09:50 (بيروت)

"اليسوعية" تطلق دبلوم "كتابة السيناريو بالعربية": نحو لغة سليمة

الأحد 2021/12/19
increase حجم الخط decrease
تزامنًا مع مناسبة اليوم العالمي للغة العربية، أطلق معهد الآداب الشرقية في جامعة القديس يوسف في بيروت، بالتعاون مع معهدها للدراسات المسرحية والسمعية المرئية والسينمائية، الدبلوم الجامعي في "كتابة السيناريو باللغة العربية".


وبعد أن كانت تقنيات كتابة السيناريو بالعربية تُعطى كمادة ضمن التخصصات الجامعية المسرحية أو السينمائية أو السمعية المرعية، ارتأى معهد الآداب الشرقية تخصيص دبلوم لها وعام دراسي كامل، متوجهًا لطلاب يتمتعون بموهبة الكتابة، وضرورة صقلها كأساسٍ في صناعة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية والمحتوى الرقمي.  


محتوى الدبلوم 

وفي حديث لـ "المدن"، تروي صاحبة فكرة الدبلوم ومصممة محتواه، رئيسة قسم اللغة العربية وآدابها في جامعة القديس يوسف ندى معوض، دوافع المشروع الأكاديمي، انطلاقًا "من حاجة ماسةٍ وضرورة إعادة الاعتبار لكتابة لغة عربية سليمة".

وقبل اطلاق الدبلوم، تواصلت معوض مع عدد من المؤسسات الاعلامية والناشرين وصناع المحتوى، واستنادًا إلى دراسة لسوق العمل في المجالات التي تعدّ فيها اللغة العربية ركنًا أساسيًا. فـ"وجدنا أن عددًا كبيرًا من الخريجين والعاملين لا يملكون أساسيات اللغة العربية، ويقع معظمهم بأخطاء جوهرية تشكل عائقًا في إيصال الفكرة"، وفقها.  

وتربط معوض زعزعة الأخلاقيات في المحتوى الرقمي، بالضعف الكبير في استعمال صنّاع المحتوى للغة العربية، والتعبير عبرها بشكل مشوّه؛ و"الوقوع في أخطاء جسيمة تتجاوز الأصول اللغوية إلى المضامين والمعنى رغم أنها أداة للتواصل بالفضاء العام وفي الإعلام".  

وقالت معوض إن أزمة اللغة العربية في لبنان تحديداً، هي بالمناهج غير المحدثة، في المدارس والجامعات، وعدم محاكاتها للواقع ولغة العصر، وعدم إعطاء القراءات، بمختلف وسائطها، الأهمية الكافية لرفع مستوى الخطاب اللغوي.  

وترى معوض أن الأزمة تتفاقم مع صغار السن في هذا الجيل، في ظل شحّ المحتوى الرقمي الذي يحاكي ذكاءهم ويحفز فضولهم بالاكتشاف والمعرفة باللغة العربية، فـ"أصبحوا أكثر ميلًا لمحتوى رقمي باللغات الأجنبية".  


لمن يتوجه دبلوم "كتابة السيناريو باللغة العربية" إذن؟  

يشترط التسجيل في هذا الدبلوم أن يكون الطالب حائزًا شهادة ليسانس بأي اختصاص جامعي، وأن يكون طامحاً لتنمية مهارات الكتابة، وسيبدأ دروته السنوية الأولى في كانون الثاني 2022.  

ويتألف الدبلوم من ثمانية مواد: تقنيات الكتابة حول تطبيقات كتابة السيناريو، تتضمن كيفية كتابة سيناريو (فيلم طويل، فيلم قصير، وثائقي)، تقنيات كتابة سيناريو مسلسل ، اللغة العربية المحكي والمكتوب، دراسة الشخصيات (كيفية تركيب الشخصية)، سيميولوجيا (دراسة الرموز اللغوية وغير اللغوية)، قراءة وتحليل (دراسة نصوص سيناريو)، ورشة عمل أولى: كتابة سيناريو فيلم وورشة عمل ثانية: كتابة سيناريو مسلسل تلفزيوني  

وما يميز هذا الدبلوم، بحسب ندى معوض، أنه سيضع الطلاب على تماس مباشر مع مؤسسات انتاجية واعلامية ورقمية إفساحًا لمجال انتاج السيناريوهات المميزة وتطويرها، وتتوقع أن يشهد مسارًا تطوريًا بناءً على تجاربته في العام الأول.

وتلفت معوض أن ورش العمل في الدبلوم ستكون مع كتاب لبنانيين، ومن بينهم شكري أنيس فخوري ولينا خوري، ويجري التوصل مع آخرين أيضًا.  


أهداف المعهد 
ومعهد الآداب الشرقية الذي يعود تأسيسه الأول للعام 1936، يهتم بالدراسات العليا في اللغة العربية وآدابها والفلسفة والحضارة العربية والإسلاميات، كما أضاف المعهد الدبلوم الجامعي في المحتوى الرقمي العربي. 

وتشير ندى معوض إلى أن الجامعة تسعى لتعزيز دورها وتطويره في المجتمع والتعاطي مع الشباب في كيفية مقاربة الأزمة الراهنة. وقالت إن انهيارات لبنان أثبتت أن بناء الإنسان هو أهم الأولويات التي افتقدناها بعد الحرب الأهلية، "في حين نحتاج لإعادة هيكلة القطاع التعليمي وأن تحاكي متطلبات القرن 21، رغم كل التحديات الصعبة التي نواجهها وتهدد قدرتنا على الاستمرار".  

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها