الأحد 2020/08/16

آخر تحديث: 20:03 (بيروت)

رحيل مرسيدس برشا... أرملة ماركيز وملهمته

الأحد 2020/08/16
رحيل مرسيدس برشا... أرملة ماركيز وملهمته
مرسيدس وغابو
increase حجم الخط decrease
 رحلت مرسيدس بارشا "أرملة ماركيز" وملهمته، وكانا تزوجا في 1958 وعاشا معاً حتى وفاة الكاتب عام 2014... وأشار مركيز إلى مرسيدس في الكثير من أعماله، وذكر اسمها الصحيح في رواية "مئة عام من العزلة"... وأهداها روايته الفريدة "الحب في زمن الكوليرا"، بجملة: "إلى مرسيدس، طبعا"...

اسطورة العلاقة الزوجية بين "غابو" ومرسيدس تكمن في كتابة "مئة عام من العزلة" وشهرتها الأدبية، اذ تحدث كاتبو السيرة الذاتية لماركيز عن الدور الذي لعبته مرسيدس أثناء تأليفه روايته، اذ تفرغ لكتابة العمل الملحمي بينما تولت الزوجة مهمة إدارة شؤون الأسرة الاقتصادية في تلك الفترة التي امتدت لـ18 شهراً.

وأبعد من ذلك، أبعد من صبر الزوجة على الزوج، في مدينة "نيو مكسيكو" المكسيكية، بالتحديد أمام مكتب البريد عام 1966. كان "غابو" واقفًا هو ومرسيدس بهدف إرسال نسخة من الرواية بعد أن انتهى من كتابتها، إلى دار النشر "سود أمريكانا" في العاصمة الأرجنتينية. وتشكلت من 510 صفحات، وبعد وزن موظف البريد للصفحات وحساب التكلفة كانت 85 بيزو، ولسوء الحظ كل ما كان يملكه هو  زوجته 50 بيزو، وبعد التفكير خرجا بحل وهو تقسيم الرواية إلى جزئين وقاموا بإرسال الجزء الأول من الرواية، وعادا إلى المنزل بالنصف الثاني.

وبحسب الحكاية الماركيزية، بعد عودتهما إلى منزلهما ظلا يبحثان عن أي شيء يمكن رهنه ليحصلا على ثمن إرسال الجزء الثاني من الرواية، فلم يجدا سوى الآلة الكاتبة، لكنهم سريعًا تخلّوا عن تلك الفكرة، فهي مصدر رزقهم الوحيد، وبعد التفكير في الاقتراض من الأصدقاء لم يجدا أحد لم يقترضا منه طيلة السنة ونصف السنة الماضية. حسمت مرسيدس الأمر باقتراحها رهن خاتم زواجها، لكن ماركيز رفض بشدة تنفيذ تلك الفكرة فرأى أن رهن خاتم الزواج فأل سيء، لكن مرسيدس أصرت ونفذت اقتراحها، وبعد رهن الخاتم أصبح معهما ثمن إرسال الجزء الثاني من الرواية وفاض منه أيضًا، وبالفعل ذهبا لإرسال نصف الرواية الثاني بعد ثلاثة أيام من إرسال نصفها الأول. "الشيء الوحيد الذي ينقصنا هو أن تكون الرواية جيدة".. كانت جملة مرسيدس نهاية لحياة "المعاناة" التي تحملتها في سبيل الوصول الى حلم مشترك بينها وبين ماركيز.

بعد نشر الرواية عام 1967 تجاوز عدد طبعاتها الـ 53 مليون نسخة، كما تمت ترجمتها إلى أكثر من 30 لغة مختلفة، كما حصل ماركيز على جائزة نوبل للآداب عن تلك الرواية، وراجت اسطورة أنه لولا خاتم مرسيدس لما خرجت الرواية الى النور.

وكان ماركيز تعرف الى مرسيدس، أثناء زيارة لوالديه. يقول ماركيز إنه وجد فيها “أكثر إنسان ممتع قابله في حياته”، وبعد تخرجه من الليسيه ناسيونال، أخذ إجازة قصيرة مع والديه قبل الذهاب إلى الجامعة، أثناء تلك الفترة طلب يدها للزواج. وافقت على شرط أن تنهي دراستها أولاً... ومرسيدس بحسب المعلومات هي حفيدة جد مصري ولد في الإسكندرية... قالت مرسيس لمجلة كولومبية إن ذلك الجد المهاجر من الإسكندرية "كان مصرياً خالصاً (..) كان يحملني على كتفيه لألعب، وكذلك في حضنه. وكان يغني لي بالعربي، ودائما يرتدي القطنيات البيضاء، وكان يملك ساعة من ذهب ويضع قبعة قش على رأسه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها