الإثنين 2019/12/23

آخر تحديث: 12:22 (بيروت)

"الشاويش" وليام حسواني.. بخاطرك

الإثنين 2019/12/23
"الشاويش" وليام حسواني.. بخاطرك
عن مقابلة تلفزيونية
increase حجم الخط decrease
رحل "شاويش المسرح الرحباني"، الفنان ​وليم حسواني​، عن عمر ناهز 86 عاماً. ونعى نقيب الممثلين اللبنانيين، جان قسيس، وليم حسواني بكلمات مؤثرة. وقال عبر "تويتر": "وين رحت يا شاويش؟ تركت البلد مبلبلًا ورحلت. أنت الذي كنت تحلّ المشاكل بأطيب وأظرف أسلوب، أما وجدت سبيلًا لحلّ مشاكل لبنان قبل أن ترحل؟".

وغردت الفنانة إليسا، قائلة: "خسر لبنان واحداً من أهم رموزه الفنية، وليم حسواني، شاويش المسرح الرحباني الذي كان أجمل حكاية في كل مواسم العز". وأضافت إليسا: "بخاطرك يا كبير، رايح بزمن، ناس بالخنادق وناس بالبارات، العدالة كرتون، الحرية كذبة، سلّم عا كبارنا بطريقك لعندن".

ولد حسواني في 22 تشرين الثاني 1933، وكان ميله الى الشعر منذ الصغر. في سن 14 عاماً، أخذ يتذوقه على يد أستاذه في المرحلة الإعدادية، الشاعر الراحل جوزيف نجيم، الذي دأب على توجيه تلاميذه نحو شعر سعيد عقل وميشال طراد، وتشجيعهم على كتابة الشعر. ولم يخيِّب حسواني ظن أستاذه، وأسمعه قصيدة عامية من تأليفه بعنوان: "لا تقلها حلوة". وزاول حسواني مهنة التدريس في مدرسة الفرير (فرن الشباك) ابتداءً من العام 1951، وفي العام 1971 أنشأ مدرسة "الأخوة اللبنانيين" (الحدث)، ومن ثم (1985) مدرسة "البيت التربوي" (الفنار). 


وعلاقته بالتمثيل لها قصتها. يقال إنه اتصل بالأخوين رحباني، يوم كانا يحضّران لمسرحية "موسم العز"، فقُبل بصفة راقص. لكن، عندما سمع صوته عاصي الرحباني، دعاه للمشاركة في المسرحية لكي يمثل ويغني. أطل يومها في "ديو" أغنية "هلّك ومستهلّك" مع جوجيت صايغ. من بعدها أدى وليم حسواني أدواراً عديدة في مسرحيات الأخوين رحباني، منها دور "الشاويش" في "بياع الخواتم" (1964) و"الشخص" (1968) و"يعيش يعيش" (1969) و"المحطة" (1975)، وكذلك في "ميس الريم"، حتى بات لقب الشاويش ملازماً له. كما لعب دور الشحاذ في "هالة والملك" (1967) ودور القاضي في "لولو" (1974)، ودور السمسار في "دواليب الهوا" و"الوصية"، ودور الشيخ خاطر الخازن في "أيام فخر الدين" (1965).

عن تجربته الفنية مع الأخوين رحباني، قال حسواني: "تجربتي مع الرحابنة أجمل أيام حياتي، تعرّفت خلالها الى عالم الجمال والفكر، الى عالم الموسيقى، والى الفن بوجهه الأجمل. عرفت من كثب مدى عبقرية عاصي ومنصور. هما شاعران مبدعان، عالمان بالموسيقى، وقد طوّرا الموسيقى اللبنانية ورفعاها الى العالمية. أما أعمالهما المسرحية فهي علامة مضيئة في تاريخ المسرح".

"ما بعرف هل إجا من الشعر ع المسرح.. أو كمَّل من المسرح صوب الشعر"، هذا رأي منصور الرحباني في وليم حسواني الذي لم يبرح عالم الشعر وأسس باسمه ليكون ملتقىً للشعراء والأدباء في بيته بمنطقة الحدث يجتمع فيه الشعراء كل يوم اثنين، حيث يقدم أحد الشعراء أمسية. وله مجموعة من الدواوين" "شريعة الغاب 1" (2000)، "شريعة الغاب 2" (2005)، و"نسمة عمر"(2009).

عن رحيله كتب الشاعر جوزيف عيساوي في "فايسبوك": "استقبلت وليم حسواني في احد برامجي. كان منصور الرحباني قد فارق الحياة قبل بضع ساعات وتحدث عنه بتأثر... هو شاويش مسرحيات الأخوين رحباني الغنائيّة. الشاويش اللطيف للنظام اللبناني كما لطالما صوّراه. حسواني شاعر محكيّة وأحد وجوه عالم فنّي من لبنان الازدهار المصرفي والخدماتي والثقافي، قبل أن تقصفه الحرب كاشفةً نقاط الخلل فيه كما في النظام الإقليمي الذي لم يسمح للجمهورية الديموقراطية العربية الوحيدة (على علّاتها وأبرزها طائفية النظام) بالعيش المديد. وكانت إحدى المعضلات التي فجّرت البلد، المسألة الفلسطينية، التي تبقى مثار سجالات ومتّكأ سياسات ومشاريع حربية داخلية وخارجية. وليم حسواني، شاويش الكراكون او الكراكول، شتّان ما بين الطيبة والسلطة الناعمة التي جسّدها، وبين السلطات التي أدارت وتدير حياتنا أمنيّةً وسياسيّة واقتصادية وماليّة وحتى فنّية".
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها