نَشْوَة الشَّمول في السَّفر إلى إسلامبول
ونشوة المدام في العود إلى مدينة السّلام
أبي الثناء محمود شهاب الدين الآلوسيّ
(1217 هـ/ 1802) - (1270 هـ/1854)
حققها وقدم لها: أ.د. هيثم سرحان
تعتبر هذه الرحلة علامة أدبية وتاريخية وضعها أبو الثناء الألوسيّ الكاتب ومفتي بغداد في النصف الأول من القرن التاسع عشر. وحسب السجل التاريخي للأدباء العرب في العصر الوسيط والعصور المتأخرة، فإن أبا الثناء الألوسي يمثل امتداداً طبيعيا للمثقف الإصلاحي، وهناك من يعتبره علامةً فارقةً في السياسات الثقافيّة في العصر العثمانيّ، وهو، وفقَ هذا التوصيف، يشكل امتداداً لمُثقّفي السلطة الأوائل بدءًا بعبد الحميد الكاتب (ت 132 هـ)، وابن المقفّع (ت 142 هـ)، والجاحظ (ت 255 هـ)، وأبي حيّان التوحيدي (ت 414 هـ). لا سيما أنْ الألوسي ظفر بتوقير الوزير العثماني علي باشا الذي امتدّت ولايته على مدينة بغداد إحدى عشرة سنة (1831 – 1842)، وهو ما مكنه من أن يشكل جسراً بين الإصلاحيين والسلطنة العثمانية في بداية عهد الإصلاحات التنظيمية، وبفعل ذلك حقق مكانة رفيعة بين مثقفي عصره في الثقافة العربية، ما جعل بيته قبلة روّاد العلم والشّعر وتهافت عليه الطّلاب من كلّ صوب. كما أنّ شهرته فاضت خارج بغداد وانتشر أثرها في الآفاق؛ فراسله أدباء عصره وعلماؤه من سائر الأقطار والأمصار العربيّة والإسلاميّة، وحظي بمدح عدد من شعراء عصره.
من المهم أن نشير إلى أن هذه الرحلة، التي قام بها الألوسي إلى الآستانة، إنما جاءت في فترة كان قد خبا فيه نجم سعده وزالت عنه الحظوة، فقد نزع عنه منصب الإفتاء، وبات جليس بيته يؤلف الكتب، وذلك بفعل أفعال الوشاة والحاسدين الذين أوغروا عليه صدر السلطنة العثمانية، حتى سلبوه مكانته لديها. لكن نص رحلته يجعلنا على بينة من بأس هذه اللغة ومكانته عند نفسه. فهي نص يمكن أن يعتبر تحفة أدبية في السرد. وعلى رغم لجوء صاحبها إلى فن المقامة ولغة المقامة في السرد، إلا أن لغته رائقة وبعيدة عن التكلف إلا في مال ندر. وقد استطاع أن يرسم لنا صورا قلمية بديعة عن المناظر والوقائع عبر ملاحظات حرة وفائقة الجمال لغويا.
وقد منح عليها محققها جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة -فرع تحقيق المخطوطات، لما بذله من جهد علمي وأدبي في تحقيقها ودراستها، والكشف عن بعض غوامضها لتكون في متناول القراء العرب ومحبي هذا اللون الأدبي.
هيثم سرحان (الأردن)
باحث أكاديميّ وأستاذ علوم العربيّة وآدابها وحضارتها في قسم اللغة العربيّة في جامعة قطر. وعمل باحثًا زائرًا في جامعة كاليفورنيا – بيركلي، وجامعة تورنتو، وأستاذًا مساعدًا في جامعة فيلادلفيا. للمؤلف سرحان ثلاثة كتب مؤلّفة هي: "استراتيجية التأويل الدلالي عند المعتزلة، (2012)"، و"خطاب الجنس: مقاربات في الأدب العربيّ القديم، (2010)"، و"الأنظمة السيميائية: دراسة في السّرد العربي القديم، (2008)". وله بحوث في كتب جماعية، وعدد من الدراسات المنشورة في مجلات علمية محكّمة. علاوة على مشاركته في عدد من المؤتمرات الدولية، والندوات المحليّة والإقليميّة. وهو عضو في رابطة الكتّاب الأردنيين، وعضو في هيئة تحرير عدد من المجلاّت.
أسفار فتح الله الصايغ:
المقترب في حوادث الحضر والعرب
1830-1842
حققها وقد لها أسامة بن سليمان الفليّح
صاحب هذه اليوميات شخصية شامية رافقت أحد أشهر الرحالة المحسوبين على الفرنسيين في القرن التاسع عشر (المالطي لاسكاريس دي فنتيميل) والتقت بلامارتين الشاعر الفرنسي الشهير خلال زيارة قام بها الصايغ إلى باريس صحبة لاسكاريس. وقد ارتبطت هذه الشخصية الحلبية بعلاقات مهمة مع خواجات وقناصل عصره الفرنسيين بوصفه ترجمانا ومرافقا للخواجات والرحالة الذين دأبوا على زيارة بلاد الشام، في النصف الأول من القرن التاسع عشر.
يمكننا من خلال هذا العمل، وكذلك من خلال عمل آخر سابق عليه مكتوب بقلم لاسكاريس عن رحلة أخرى قاما بها معا، وكان خلالها رفيقا ودليلا للاسكاريس، أن نتعرف على ملامح زمن وعلى وقائع واهتمامات وموضوعات طبعت حقبة من النشاط الفرنسي والأوروبي في بلاد الشام، فالصايغ الذي عرف الغنى والفقر، ارتبط منذ نهاية العام 1809 مع لاسكارس مرافقا ودليلا له خلال تجواله في الديار الشامية. سوريا الحالية خصوصا.
وعلى رغم ما يعتور هذه اليوميات التي دونها الصايغ بنفسه وهي تتضمن روايته الشخصية وتعكس جانبا من أخباره واهتماماته كمثقف شعبي، فإنها تتضمن معلومات جغرافية واجتماعية ووقائع وحوادث تاريخية عايشها، وأخباراً نقلها، تحتاج كلها إلى فحص، لغياب الدقة عن بعضها، وبسبب الخلل الذي يعتور بعضها، فإن هذه الصفحات تعتبر عملا قيما ونادرا كوثيقة من شاهد عيان ينتمي إلى القرن التاسع عشر، وكدليل لشخصية مهمة لعبت دورا في التاريخ الاستعماري في لحظة مهمة من لحظات النشاط الاستشراقي الغربي.
كانت البداية بالنسبة إلى الصايغ الذي كان يجيد الفرنسية هي تقديم دروس في الغة العربية مدفوعة الاجر للرحالة المالطي، وقد شرع في ذلك، لكن وبيسر كبير استطاع لاسكاريس، وكان ذا طبع مغامر، إقناع الصايغ المحب للتجارة والأرباح أن يمول له تجارة تسمح للاسكاريس بالطواف بصحبته متنكرا في مدن وبلدات الشام. وهكذا انطلقا من حلب إلى معرة النعمان، إلى حماه، فحمص وتدمر ودمشق، والمزيريب، وأجزاء كبيرة من البادية السورية وصولا إلى الدرعية في الصحراء العربية. من ناحية أخرى زار الصايغ ولاسكاريس العراق وتجولا حتى بلغا حدود بلاد فارس، وقضيا في تجوالهما الذي لم يكن دائما آمنا قرابة الثلاث سنوات.
الواضح أن هذه الرحلة، كما هو الحال بالنسبة إلى أخواتها من النصوص التي كتبت ما بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، إنما دونت بلغة ركيكة يصفها الدارسون بأنها لغة وسطى، لكونها تمزج بين العامية والفصحى، وتسودها فوضا انشائية وبنائية واصطلاحية. نجد الأمر نفسه، وإن بدرجة أقل، لدى الياس حنا الموصلي الحلبي الأصل في سياحته الأوروبية والأميركية في القرن السابع عشر، ونجدها، كذلك، في يوميات الأمير بشير المعني المدونة في الفترة نفسها.
تجدر الإشارة إلى أن كثيراً من الخرافات والأحكام الطائشة بحق بعض الطوائف السورية ترد هنا، وهي تحتاج عمليا إلى بحث يفكك مصادرها ودوافعها ودلالات وجودها في النص.
وقد منحت اللجنة التحقيق جائزة ابن بطوطة للأهمية التي يتمتع بها النص في فترة لا نجد فيها كثيراً من النصوص الرحلية رفقة رحالة أوروبي في الديار الشامية.
أسامة بن سليمان الفليّح (السعودية)
شاعر وكاتب من مواليد 1981، صدر له: "عدسة التاريخ"، 2015، "مدائن وما حولها"، 2017. نشر العديد من الابحاث والمقالات، ويهتم بالصورة التاريخية والوثيقة، وأدب الرحلات والاستشراق، ولديه أعمال بحيثة قيد الطبع.
جائزة الرحلة المعاصرة
مَرَحُ الآلهة: 40 يومًا في الهند
مهدي مبارك
كيف نسافر في الهند، كيف نتعرف على عالم كل ما فيه عجيب، وكل خطوة فيه خطوة في ارض العجائب ومصدر للدهشة؟ الهند، بلد آلاف الديانات والآلهة وعشرات آلاف القديسين الذين يرتمي المذنبون والمتضرعون والعشاق والمرضى والباحثون عن الذات الضائعة على أعتاب أضرحتهم وصورهم وتماثيلهم الملونة، طالبين الشفقة والحب والشفاء والربح؟
فكيف نسافر في الهند، إن لم تكن بوابتنا إليها لا الطعام والملابس وصور الراقصين في الاحتفالات الدنيوية، وحسب، وإنما معابد الآلهة، ومسارح احتفالات الروح بقداسة الوجود، وبما يبعث على فرحها بوجودها وطمأنينتها إلى هذا معنى هذا الوجود؟ فلندخل الهند، إذن، من بوابات الشعور المرهف بجمال العالم في ما ابتكر لنفسه من صور وطرائق اتصال بالماوراء، بالقوى الخفية حاملة الأسرار، ومن بوابة ألوان من المعتقدات تفضي كلها إلى السعادة بما هو ميتافيزيقي. كيف نسافر في حياة مليار ومئات الملايين من البشر، إن لم يكن ذلك على أجنحة التجليات الروحية لما وراء العالم المرئي، وعبر قوة الاعتقاد بالروح والأسرار، ومن خلال صور أرضية لشطح الروح وسفر الخيال؟
كيف نسافر في الهند؟
صاحب هذه اليوميات اختصر الطريق من مصر إلى الهند عبر رحلة شيقة في ميتافيزيقا القارة الروحية للهنود، رحلته سفر في الناس، وسفر معهم في بحثهم اللامتناهي في ما وراء عالمهم القاسي، بينما هم يتزاحمون على الأضرحة والقبور والصور المجنحة للقديسين، لعلها تحقق لهم في ما وراء المنظور ما لم يتمكنوا من بلوغه في عالم بلا رحمة.
بلغة مرحة وساخرة، وقدرة لغوية وتعبيرية على تصوير المرئيات والوقائع والأخبار التي يختلط فيها الواقعي بالحلمي، والمنطقي بما هو غير معقول، ينجز صاحب هذه اليوميات كتابا شيقا لقارئ لم يزر الهند. وقد استحق عليه بامتياز بالاشتراك مع كاتبة من سوريا جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، وأدب اليوميات.
مهدي مبارك (مصر)
كاتب قصصي وصحفي مواليد 1994. درس الإعلام بالقاهرة، ويعمل مساعد رئيس تحرير صحيفة "الدستور" المصرية. صدرت له مجموعة قصصية واحدة، القاهرة 2010. له كتابات أدبية وصحافية منشورة في عدد من الصحف والمواقع العربية. متخصص في مجالات الثقافة والرحلات وشؤون الإسلام السياسي.
أسفار استوائية: رحلات في قارة إفريقيا
عثمان احمد حسن
تغطي هذه اليوميات جولات كاتب ودبلوماسي سوداني يتنقل في شرق ووسط إفريقيا، مدونا انطباعاته الشخصية عما يعرض له ويلاحظه خلال تجواله، الذي غالبا ما يبدو سريعا وعابرا. الكاتب نادراً ما يخبرنا عن أشيائه الخاصة، أو عن مهماته التي يحل من أجلها في المكان. حتى لكأنه يصل لا لشيء آخر سوى ليخبرنا عما يراه ويلاحظه في هذا البلد أو ذاك، في نيروبي، وممباسا، وزنجبار، الحبشة، وغيرها من عواصم ومدن وسط إفريقيا وشرقها. يهتم الكاتب بما تنتجه البلاد وتمتاز به طبيعتها وما يهتم به ناسها.
وعلى رغم اللغة المقتضبة التي يدون بها الكاتب يومياته، فهو غالبا ما ينقل لقارئه صورة تكفي لبناء تصور عن المكان وناسه، وعن الأحوال العامة في البلاد، وما تمتاز به من خصوصيات يجدر به أن يعرف عنها.
لا ينشغل الكاتب بالأحوال السياسية أو الثقافية كثيراً، ولكنه أقرب في اهتماماته إلى أن يكون سائحا يهتم بمعارف عامة، وهو ما يجعل من هذه اليوميات مادة للقارئ الراغب في الحصول على صورة أدبية مبسطة وعن قرب للأمكنة التي كانت مسرح هذه اليوميات.
جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة المعاصرة يقتسمها الكاتب مع كاتب آخر من مصر، وبها تكافئهما على شغفهما بفكرة الرحلة، وعلى التطلع الجاد لكتابة اليوميات وتسجيل الانطباعات في دفتر السفر.
عثمان أحمد حسن (السودان)
كاتب قصصي ورحالة ومترجم وصاحب عمود صحفي ساخر، من مواليد 1963، خريج كلية القانون ماجستير علاقات دولية. صدر له: "حواشي الغواية"، مجوعة قصصية، الخرطوم 2010، "ليالي سخريار"، حكايات ساخرة، الخرطوم 2016.
في بلاد السامبا: يوميات عربي في البرازيل
مختار سعد شحاته
هذه يوميات كتبت خلال رحلة إقامة أدبية لكاتب من مصر يحاول أن يلتقط المفارق والمختلف والمشترك معا في حياة البرازيليين، عبر المدن وفي الأرياف. يسجل الكاتب كروائي أولا، وكسائح ثانياً، تلك الصور والملامح اليومية لواحد من أكثر شعوب العالم اختلاطاً وتنوعاً. وهو لا يكف عن إعمال المقارنة بين ما يراه هنا في عالم طالما سمع به عبر وسائل الإعلام وتراءى له في تلك الصور الشائعة والأحاديث المتواترة، وبين عالم مدينته القاهرة، والفضاء الإنساني لمصر، التي تبدو بدورها أقرب ما تكون إلى برازيل العرب لما تذخر به من تنوع إنساني وثقافي.
هذه اليوميات، الأقرب في بنيتها وصيغها إلى التقارير الرحلية التقليدية، تمنح فرصة للقارئ العربي ليسبر عالما مليئا بالعناصر المولدة للشغف بالمدهش والمختلف من حياة البرازيليين. وقد نال صاحبها عنها، بالاشتراك مع كاتب من السودان، جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة المعاصرة.
مختار سعد شحاته (مصر)
كاتب وسينمائي ومحرر أدبي وباحث في قسم التاريخ والدراسات الأفريقية والشعوب الأصيلة، جامعة باهيا -البرازيل.من رواياته "لا للإسكندرية"، 2010، "تغريبة بني صابر" 2014. ومن مجموعاته القصصية: "رب يحب النساء" 2015، "ذو الحقيبة الحمراء" 2017. له أفلام قصيرة: "الناحية التانية"، فنتازيا، قصير 2010، "العاصمة السرية"، وثائقي قصير، 3013، "النُص الحلو/ الإسكندرية، وثائقي/روائي، قصير 2015.
جائزة اليوميات
من دمشق إلى حيفا: 300 يوما في الأسر الإسرائيلي
خيري الذهبي
هذه يوميات فريدة من نوعها، كتبت استناداً إلى قصاصات وأوراق وضعها مؤلفها في محاولة لاستعادة زمن بات اليوم جزءا من ماض لا يريد أن يمضي. إنه زمن استيلاء حزب قومي تشبع بالأفكار الاشتراكية المشبعة بنزعة قومية لم ينقصها شيء حتى تحولت إلى واحدة من أسوأ فاشيات العالم وأكثرها دموية. إنه الماضي البعثي المقيم إلى اليوم، حتى ولو على شكل حطام للقيم والأفكار والناس. وعلى رغم الصوت المفرد لكاتب هذه اليوميات، والذي يبدو باستمرار صوتاً مفرداً وأعزل، إلا أنه يعبر في الوقت نفسه عن الآلام والمآسي والمساخر التي رافقت حياة السوريين منذ أن تحركت دبابات البعث لتسيطر على دمشق عاصمة المشرق العربي، وتقحم البلاد في بلاء مريع.
نلاحظ من خلال هذه اليوميات، التي يدور جزء منها في الأرض السورية، والجزء الآخر في فلسطين المحتلة، وفي فضاء عسكري عموماً، كيف يمكن للفرد أن يفقد صوته، ولا يعود له أي قيمة شخصية في ظل تحولات كابوسية قادت السوريين من دولة الاستقلال الوليدة والحلم بنموذج برلماني يستحقه مجتمع مدني متحضر، إلى دولة القطيع التي تهيمن عليها أجهزة الأمن السري وتقودها عصبة مافيوية ورأس مريض بفكرة السيطرة الأقلوية على أكثرية مغدورة ومحطمة.
تتكشف لنا من خلال هذه اليوميات جذور المسألة، التي مكنت مجموعة صغيرة من العسكريين من تبديل عقيدة الجيش الوطني السوري ليلعب، بدلا من دوره في حماية البلاد، دور الأداة الطيعة الغاشمة والعمياء في قمع الشعب وحراسة نظام فاشي على الطريقة اللاتينية. وتكشف هذه اليوميات عن أن لا غرض من وراء الصورة الوطنية الزائفة التي روجت للجيش في ظل حكم آل الأسد سوى حراسة نظام تحول من زمرة عسكرية فاسدة إلى طغمة عائلية حاكمة أكثر فساداً وهمجية تدير مزرعة خاصة بها اسمها "سوريا الأسد"، يسكنها قطيع مرعوب على مدار نصف قرن، ويخيم عليها صمت القبور.
يوميات خريج جامعي دمشقي يقوده قدره الشخصي إلى الإقامة في أنحاء مختلفة من سوريا، وينتهي به المطاف ضابط ارتباط مع القوة الدولية على خط الهدنة مع إسرائيل في منطقة الجولان المحتل، وأسيراً لدى الجيش الإسرائيلي لـ300 يوم.
نال عنها صاحبها الكاتب الروائي المعروف خيري الذهبي جائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات.
خيري الذهبي (سوريا)
كاتب روائي من مواليد دمشق 1946. غادر إلى مصر في بداية الستينيات وتلقى تعليمه الجامعي القاهرة ويحمل الاجازة في اللغة العربية. درس الأدب العربي وتتلمذ أدبياً على يدي يحيى حقي ونجيب محفوظ وطه حسين. عاد إلى سوريا وساهم في الحركة الثقافية السورية. حاز على جائزة أدب الأطفال الأولى في السبعينات، وشارك في تحرير العديد من دوريات وزارة الثقافة واتحاد الكتاب. صدرت أعماله الروائية في دمشق وبيروت وعمان والقاهرة. وتحول عدد منها إلى أعمال درامية وسينمائية.
من رواياته: "ملكوت البسطاء" 1975، "طائر الأيام العجيبة" 1977، ليال عربية" 1980، "المدينة الأخرى" 1983، "فخ الأسماء" 2003، وآخر رواياته صدرت هذا العام في الأردن تحت عنوان " خرائب اليازجي الأخير".
رحلة العودة إلى الجبل: يوميات في ظلال الحرب
خلود شرف
تطمح هذه اليوميات إلى التعبير عن هموم وهواجس شاعرة تنوس تجربتها الشخصية في الكتابة، وفي العلاقة مع عالمها، بين صور الجمال مقرونة بالألم، والتطلعات مجروحة بالإحباط، وذلك جراء ما أصاب عالمها من دمار وما آلت إليه طموحات الجيل الذي تنتمي إليه من خسارات.
يوميات كتبت على خلفية حرب مرعبة دارت رحاها في وطن الكتابة، أتت على الحجر والبشر، وأسفرت عن مئات آلاف القتلى وضعفهم من الجرحى، وملايين المهجرين داخل سوريا وداخلها، في ظل خلل أخلاقي لم يسمح بوقف تلك الحرب.
تتميز هذه اليوميات بلغتها التي تسعى إلى التأسيس لمعنى خاص تحاول صاحبتها بلورته عبر لغة موحية، واستعارات تدين في نزوعها الجمالي إلى ميل شعري غير تقليدي. فاللغة هنا تطمح إلى تحقيق ذاتها من خلال أفق شعري للنثر مهما حاولت الكاتبة أن تسنده بالوثيقة اليومية وتدعمه بالشاهد التاريخي.
مع هذه اليوميات نحن بإزاء صوت الأنثى وقد تاقت إلى التعبير عن ذاتها العميقة، بعيدا عن الكليشيهات التي تشيعها في حالت كثيرة كتابات نسوية دارجة، وبالتالي فيه محاولة جادة لكاتبة تمثلت عالمها واستوعبت قدرها العصيب في مجتمع لم يغادر بطرياركيته، ولم يتخل عن قسوته بإزاء الأنثى وحقوقها وتطلعاتها وكذلك اختلاف صوتها ونظرتها إلى نفسها وعالمها.
ولهذه الاعتبارات منحتها لجنة التحكيم بالاشتراك مع كاتب من مصر جائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات.
خلود شرف (سوريا)
شاعرة، وناقدة فنية، وناشطة حقوقية واجتماعية. خريجة جامعة دمشق، حاصلة على دبلوم فني تقني. درست اللغة العربية في جامعة دمشق. لها مجموعة شعرية تحت عنوان "رفات فراشة"، دمشق 2016. تُرجمت مختارات من شعرها إلى اللغات: الإنكليزية، والفرنسية، والبولونية، والأوكرانية، والإيطالية. أكملت دراسة نقدية بعنوان "القناع المأساوي في شعر نوري الجراح، ما بعد 2011". تعمل في مكتبة موتساك في بولندا للفن المعاصر على انجاز قاموس عربي بولوني لتأمين التواصل بين الثقافتين.
جائزة اليوميات المترجمة
وراء الشمس
يوميات كاتب أحوازي في زنازين إيران السرية
يوسف عزيزي
ترجمة: د. عائض محمد آل ربيع
هذه يوميات كاتب منفي ينتمي إلى أرض عربية محتلة هي أرض الأحواز التي كانت حتى ثلاثينيات القرن الماضي بلادا مستقلة ولها كيان سياسي معترف به إقليمياً ودولياً. لكن السياسات الاستعمارية لإنكلترا اقتطعت تلك الأرض العربية المتاخمة للعراق، والمطلة على الخليج العربي، وضمتها إلى مملكة في الجوار، وجعلتها جزءا مما سيعرف لاحقاً بالشاهنشاهية الإيرانية التي يحكمها الشاه رضا بهلوي. ناضل يوسف عزيزي كاتب هذه اليوميات هو وجيله ضد السياسات العنصرية للشاه الفارسي، وعرف التوقيف شابا بسبب مطالبته بالحقوق العربية للأحواز، واعتقل في سجون ضمت نخبة من الاحوازيين والكرد واللوريين والبلوش وغيرهم من أبناء القوميات غير الفارسية المطالبين بحقوقهم القومية. وعندما قامت الثورة على الشاه في أواخر السبعينات شارك فيها الكاتب وكان قادتها قد وعدوا القوميات غير الفارسية بإعادة حقوقها المسلوبة.
لكن النظام الجديد الذي شكلت نواته النخب الثائرة ونادى الأحوازيين كما نادى أبناء القوميات الأخرى إلى المشاركة في الثورة على الشاه، سرعان ما تنكر للمبادئ التي على أساس منها دعا الأهوازين للمشاركة في الثورة. ولم تفي "الجمهورية الإسلامية" بوعودها، لا بل سارت على نهج الشاه نفسه في قمع الشعوب الأخرى وزج المعارضين في السجون.
يوسف عزيزي كان واحدا من آلاف الكتاب والمفكرين والمثقفين والفنانين والطلاب الذين شاركوا في الثورة على الشاه، ثم عرفوا المعتقلات والمحاكمات الجائرة التي أقامها نظام الثورة الإسلامية، وصار من نزلاء السجون المرعبة التي شهدت إعدام آلاف الشباب المؤمنين بالثورة، ومنها سجن إيفين الرهيب في طهران، ويومياته هذه هي أوسع وأكثر أهمية من أن تروي وقائع في حياة شخص واحد. فهي أولا تروي جانباً من حكايته وحكاية جيل من المثقفين المعبرين عن الشعوب الإيرانية المضطهدة من قبل النظام الثيوقراطي العنصري العسكري المتسلط في إيران. ومن ناحية ثانية تشكل وثيقة فريدة من نوعها تكشف عن طبيعة التحولات التي وقعت منذ وصول الخميني من منفاه الباريسي مع نهاية السبعينات محمولا على أكتاف من سيصبحون ضحاياه وضحايا نظامه، مروراً بالمحاكمات والإعدامات الميدانية الجائرة لنظامه، وصولاً إلى التدخلات السافرة لملالي إيران في الشؤون العربية وإرسال حرسهم الثوري إلى أربع عواصم عربية لقمع انتفاضات شعوبها على أنظمتها المستبدة. وقد نال عنها مترجمها جائزة ابن بطوطة لأدب اليوميات.
د. عائض محمد آل ربيع (السعودية)
باحث مختص في اللغة الفارسية من جامعة الأزهر كلية اللغات والترجمة، قسم اللغة الفارسية، وله أبحاث ودراسات عديدة في ترجمة الألفاظ متقاربة الدلالة والصيغ المتشابهة في القرآن الكريم إلى اللغة الفارسية. وله ابحاث في شؤون إيرانية متعددة سياسية واقتصادية واجتماعية. أحدث ترجماته من الفارسية إلى العربية كتاب " كتابخانه هاى مرو در قرون ميانى ومؤسسين آنها" لآلماز يازبردى يف، عالم الكتب الرياض 2018. عضو هيئة تحرير مجلة مكاشفات الصادرة عن مركز البحوث والتواصل المعرفي.
يوسف عزيزي (الأهواز-إيران)
كاتب ومترجم وناشط سياسي من مواليد عام 1951 في مدينة الخفاجية (سوسنجرد) باقليم عربستان (الأهواز) جنوب غرب إيران. خريج كلية الادارة التابعة لجامعة طهران وعضو مؤسس في اتحادي الكتاب والصحفيين الإيرانيين. أنتخب في سنة 2008 عضوا في هيئة ادارة اتحاد الكتاب الإيرانيين. عضو فخري في رابطة القلم البريطانية (أنغليش بن)، وعضو في رابطة الكتاب السوريين. يعمل الكاتب في مجال الصحافة منذ 3 عقود، وصدر له حتى الان 25 كتاباً ومئات المقالات باللغتين الفارسية والعربية. وتشمل دراساته ومقالاته الشؤون السياسية والثقافية في إيران. وقد تُرجمت بعض آثاره الى اللغات التركية والانجليزية والإيطالية والألمانية. له كتابان في القصة القصيرة هما: "حتة والنهر والهور"، "عيون شربت" وله العديد من كتب الدراسات منها: "إیران: الحائرة بین الشمولیة والدیمقراطیة"، "أساطير الشعب العربي الأهوازي"، "القبائل والعشائر العربية في إقليم الاهواز". من ترجماته إلى الفارسية: "أوراق الزيتون" لمحمود درويش، "منتخب الشعر العربي المعاصر: عبد الوهاب البياتي، محمود درويش، محمد الفيتوري"، "الولد الفلسطيني"، مجموعة قصص قصيرة لعدد من الكتاب العرب، "عائد الى حيفا" لغسان كنفاني، "يوم قتل الزعيم"، لنجيب محفوظ، "بقايا صور" لحنا مينه.
خلال الأعوام 2005 -2008 تم استدعاء يوسف عزيزي لوزارة الأمن والمحكمة الثورية في إيران.
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها