الأحد 2017/01/22

آخر تحديث: 11:59 (بيروت)

قصّة أغنية "وحدن".. من اخترعها؟!

الأحد 2017/01/22
قصّة أغنية "وحدن".. من اخترعها؟!
increase حجم الخط decrease
منذ مدة، نقرأ في مواقع التواصل الاجتماعي، نصاً عنوانه "قصة أغنية وحدة" للشاعر الغنائي طلال حيدر، ومضمون النص أن "الشاعر اعتاد أن يشرب فنجان قهوته الصباحي والمسائي على شرفة منزله المطلّة على غابة تقع على مقربة من منزله. مرّت فترة من الزمن عندما كان طلال حيدر يشرب قهوته الصباحيّة، وهو يلاحظ دخول ثلاثة شبان إلى الغابة في الصباح وخروجهم منها مساء، و كلّما دخلوا وخرجوا سلّموا على طلال...

وكان هو يتساءل: ماذا يفعل هؤلاء الشبان داخل الغابة من الصباح الى المساء؟ إلى أن أتى اليوم الذي ألقى الشبان التحية على طلال حيدر في الصباح ودخلوا الغابة، و في المساء خرج طلال حيدر ليشرب قهوته لكنه لم يرَ الشبان يخرجون فانتظرهم لكنهم لم يخرجوا، فقلق عليهم، إلى أن وصله خبر يقول: إنّ ثلاثة شبّان فلسطينيين قاموا بعملية فدائيّة وسط الكيان الصهيوني، وعندما شاهد صور الشبّان الثلاثة فوجئ أنّ الشبان الذين استشهدوا هم أنفسهم الشبان الذين اعتاد ان يتلقى التحية منهم في الصباح والمساء.

فكتب قصيدته قائلاً: وحدن بيبقوا متل زهر البيلسان بسكرو الغابي... بيضلو متل الشتي يدقوا على بوابي"... التي غنتها فيروز ولحنها زياد الرحباني واختارها المخرج الفلسطيني - السوري فجر يعقوب عنواناً لفيلم وثائقي. والفدائيون الذين قيل إن القصيدة تتحدث عنهم نفذوا عملية ضد اسرائيل في مستوطنة كريات شمونة، شمالي فلسطين المحتلة، صباح 11 نيسان 1974، وكان أبطالها من مقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، وهم الفلسطيني منير المغربي (أبو خالد)، والحلبي السوري أحمد الشيخ محمود، والعراقي ياسين موسى فزاع الحوزاني (أبو هادي)، والذين استشهدوا في تاريخ العملية. هذه القصة قيل فيها الكثير من التعليقات والتأويلات، خصوصا أنها انتشرت بقوة بصوت الفنانة فيروز ولحن زياد، ومن دون شك كلمات الأغنية مميزة و"ضاربة". لكن في الارشيف، نجد أن القسم الأكبر من قصيدة طلال حيدر نشر في الملحق الثقافي لجريدة "النهار"، الأحد 16 تشرين الأول 1966 مرافقة للوحة للفنان التشكيلي الراحل رفيق شرف... بمعنى أن القصيدة كتبت قبل 8 سنوات من العملية الفدائية. وهل كتب طلال حيدر القسم الذي لم ينشر في "ملحق النهار" في زمن العملية الفدائية؟ هذه مجرد سؤال في زمن طوفان الانترنت الذي يغرقنا بالخداع والزيف، والارجح أننا نحن نُغرق أنفسنا فيه...
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها