أهمية الحدث الذي تمثل باتفاق بكين بين العربية السعودية وإيران، أنه الحدث الأول منذ العدوان الثلاثي بعد غزو العراق الذي يماثله من حيث الجوهر والقوة، لناحية التنافس على النفوذ الدولي والإقليمي في المنطقة.
الخطير في المحنة الحالية أن نتائجها تطال البنية التحتية الاقتصادية والاجتماعية اللبنانية. وهي تحفر عميقاً باتجاه ضرب مختلف عناصر القوة لدى الفئات الاجتماعية كافة.
إنها حرب تسفك فيها دماء كل الشعب اللبناني وتنتهك حياته وتزهق أرواح مواطنيه، على أبواب المصارف بدل الحواجز المسلحة، ونقاط التفتيش والتدقيق الإجرامية والميليشياوية الشرهة في التعاونيات والمتاجر.
نحن وسط أوجّ مواجهة، وفي لحظة الذروة لحرب بين محورين متقاتلين. فمن جهة تقف الولايات المتحدة ومعها إسرائيل والغرب عامة، فيما تقابلها إيران وروسيا وحزب الله والأطراف المؤيدة له في الجهة المقابلة.
ما هو غير مفهوم وغير طبيعي وغير مقبول، أن يعود لبنان لكي يصبح مرة أخرى مع سكانه وقبائله وطوائفه الكريمة مطروحاً ومشرعاً على طاولة تعاد صياغة خريطتها بين يدي القناصل.