سيظلّ الحقيقي، الذي لن تدمّره آلة القتل الصهيونية، هو القدوم الطارئ، لليهودي المطرود من دياره في "غرب الحضارة"، وهو العدوان الدائم على الفلسطيني الذي عَمَر الأرض وكتب سيرتها شجرة شجرة.
الأوضاع القائمة تطرح على العربي إعادة بناء حركة نهضوية شاملة، لها برنامجها الوطني الخاص في كل بلد بمفرده، ولها مشتركاتها مع البرامج المطروحة داخل البلدان العربية الأخرى.
الهجوم الاسرائيلي وعد بتغيير الشرق الأوسط والحشد العسكري الدولي أوحى بأنه هنا لأنه بصدد إعادة رسم الخرائط الجغرافية وترسيم الحدود السياسية وتقليص حجم نفوذ دولٍ ما والنفخ في أدوار دول أخرى.
كان نتنياهو مأخوذاً بأمرين إثنين أساسيين: أولهما الغطرسة المفرطة، التي قامت على نظرية "الجيش الذي لا يقهر"، وثانيهما نظرته إلى عدوِّه، بصفته موضوعاً للإبادة الشاملة.
الفلسطينية قضية حرية وقضية إنسانية وقضية عدالة وتحرير ذات وتاريخ وهويَّة، لذلك هي عنوان عام لا يمكن أسره ضمن تصنيف ديني، ولا يمكن سجنه بين جدران توظيف خارجي، باسم الدين أو باسم القومية.
الإصرار على تحقيق النصر، وإدامة المعركة حتى الوصول إليه، يجعل الحرب الحالية "حرب وجود"، كما وصفها الإسرائيلي، وهي على ذات المقدار من الأهمية والحسم لدى المقاومة الفلسطينية، التي تخوض حرب وجودها السياسي.
ما الذي ستجنيه الشيعية السياسية من عملية الفرز الذاتي الذي تقدم عليه، بعد أن سعت طويلاً وحثيثاً، من أجل اندماج عام، وطني وإسلامي وعروبي، كان وسيظل العامل الأهم من عوامل حمايتها؟
مركز وأطراف، جنوب وشمال، اشتراكية ورأسمالية، تحرُّر وتبعية، رجعيّة وتقدميّة... وحول كل العناوين السالفة، دارت نقاشات واسعة، واعتمدت سياسات متضاربة، وناصب المتنافسون بعضهم البعض العداء.
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث