ان المؤسسة القضائية قد أسقطتها منظومة التحالف المالي – الميليشياوي منذ حقبات، لذلك، أصبح المشهد القضائي الرديء الآن، واحداً من تجليّات الانهيار العام، مثله مثل التجليّات الواضحة على الخطوط الماليّة، والاقتصاديّة، والثقافية، ...
أن الصيغة البنيانية اللبنانية كانت هشّة في أصلها، وظلّت كذلك، حتى في حقبات الازدهار الداخلي، الذي ظنّه كثيرون أنّه ممرّ إلى بناء لبنان، أرسخ صيغة وأقوى اجتماعاً، لكن الظنّ هذا، سرعان ما بدَّدته النزاعات الأهلية المتوالية.
بات مٌحَقَّقًا أن المزاج الشعبي اللبناني كان ينقصه البيان الرقمي، الذي يؤشّر بالخَطِّ البياني الواضح إلى الدَرْكِ الأسفل الذي تقيم فيه الأحوال الشعبية، وإلى الهوَّةِ السحيقة التي سقطتْ فيها "المزايا" اللبنانية.
في لبنان تكتسب الخيبة تعريفها، فهي "عدم تحقيق ما كان يُرجى"، وإلى التعريف يضيف الواقع الخارجي الحقيقي، غير المتوَهِّم، تخييب اللبنانيين، أي تخسيرهم وإفشالهم وحرمانهم مما كانوا يحلمون بالحصول عليه.
الممارسة الجمهورية الحالية، للأحزاب المسيحية الكبرى، ترفع سدوداً، وهي تدّعي فتح السبل أمام الحلول، وتقفل أبواباً، وهي تبالغ في طرح مطالب لن تعرف طريقها إلى صندوق الاقتراع تحت قبّة البرلمان.