على محّك الوضع الدولي وقراراته، يبدو الوطن في مواجهة أسئلته الكبرى: ساحة أم وطن؟ جسر التقاء مع العالم أم موقع انعزال؟ احتمال وحدة أم مآل انفكاك؟ عروبة الممكن أم مغامرة العروبة؟
إن "الوضع العربي"، في الشوارع وعلى المنابر، يخلط بين التأييد المطلوب والمشروع، لحقّ اللبنانيين في الدفاع عن أرضهم، وبين الطلبات غير المشروعة من اللبنانيين، بأن يظل بلدهم بلد المواجهة الوحيد، وشعبهم شعب المقاومة المفرد، إسناداً ...
هل مطلوب من لبنان واللبنانيين، هذا الشكل من الانخراط في ميدان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وفق نسخته الحالية؟ أي وفق لوحته وتوازناته وظروفه واحتمالاته ومراميه؟
الذين تصارعوا تحت يافطتي اليمين واليسار كانوا حريصين على عدم الوصول إلى التفريط بالكيان؛ أما ما هو مرئي من أحوال لبنان اليوم لا يقدم إلاّ جموحاً أهليّاً، تغذيه الأنا المتضخمة، تعبويّاً وتسليحياً، وعقيدة ظفر ونشوة انتصار...
المشاركة القتالية من قبل حزب الله، خطيرة داخلياً، وخطيرة في المدى العربي. وجه الخطورة في الداخل اللبناني، يتأتّى من كون التدخل يقترب من نمط من الحرب الأهلية الباردة البديلة.
لعل الشرط الأول للصناعة التأسيسية الجديدة، إهمال كل المواد المتآكلة القديمة، من يسار ومن يمين، وما يمتّ إليهما بصلة نسب فكرية، وإهمال كل الكلام الرائج الذي يصير بعيد انطلاقة، إلى هباء.
من رحلة التأريخ والترسيم، والخطوط والأرقام واللجان والمفاوضات، يخلص اللواء عبد الرحمن شحيتلي إلى تحديد أساسيات ضرورية لا تستقيم معالجة المسائل اللبنانية من دونها
الإضافة الجماهيرية، لا تعدو كونها تعويضاً عن ضعف الذات بقوة الإكليروس السياسي، الذي أنيطت به شؤون الدين والدنيا، واستبدالاً لدنس الدولة، الملعونة والمذمومة، بقدسية الرمز الأهلي...
تابعنا عبر مواقع التواصل الإجتماعي
إشترك في النشرة الإخبارية ليصلك كل جديد
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث