خطوط خامنئي الحمراء تمدد المفاوضات النووية

شارف شهر حزيران/يونيو على الانتهاء من دون توصل إيران ومجموعة دول "5+1" إلى اتفاق نهائي وشامل حول برنامج طهران النووي، بعد تفاهم الطرفين على تمديد مهلة المحادثات إلى الشهر المقبل، من دون إعطاء أي مهلة محددة للتوصل إلى الاتفاق الذي سيقيّد قدرات طهران النووية مقابل رفع العقوبات الغربية المفروضة على اقتصادها.

ولا يزال الماراثون النووي قائماً، منذ 13 يوماً، في العاصمة النمساوية فيينا، حيث يعقد مساعدا الخارجية الإيرانية والأميركية، والاتحاد الأوروبي، اجتماعاً في إطار الجولة الثامنة للمفاوضات المتعلقة بصياغة مسودة نص الاتفاق النهائي، استناداً إلى "اتفاق الإطار"، الذي توصلت إليه طهران مع الغرب في لوزان، والذي يتمحور بشكل أساسي حول المسائل التقنية، بينما يبدو أن المفاوضات حالياً عالقة عند مسألتي رفع العقوبات وتفتيش المنشآت الإيرانية المدنية والعسكرية، وهي "الخطوط الحمراء" التي رسمها المرشد الإيراني علي خامنئي، بالإضافة إلى خلافات سياسية بين الطرفين.

وكان وزراء خارجية السداسية وإيران قد اجتمعوا الأحد في فيينا لتقييم نتائج المباحثات، وغادر محمد جواد ظريف إلى طهران بعدها، لغرض "التشاور مع القيادة" حول القضايا العالقة، على أن يعود إلى فيينا مساء الإثنين. وقبل مغادرته، صرّح ظريف بأن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية والمرشد الأعلى ورئيس الجمهورية وسائر مسؤولي البلاد يريدون اتفاقاً دائماً جديراً بالاحترام"، فيما قال وزير الخارجية الأميركية جون كيري، بعد لقائه رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، الإثنين، إنه من "المبكر جداً" جزم ما إذا كانت المفاوضات مع إيران ستنجح.

وبعد جولة الأحد، اعتبرت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فريديركا موغريني أن بعض تفاصيل المفاوضات ليست تقنية، بل "مرتبطة بالإرادة السياسية"، وأوضحت أنه "سيتم الخوض في تفاصيل أكثر ارتباطاً بالجوانب التقنية في غضون الساعات والأيام المقبلة للتأكد من أن وزراء الخارجية سيتباحثون حول الشؤون السياسية فقط وهو ماسيتم التركيز عليه خلال الأيام المقبلة".

في المقابل، رأى وزير الخارجية البريطانية فيليب هاموند، أن "خلافات كبيرة" لا تزال عالقة في المفاوضات، وأبلغ الصحافيين لدى وصوله إلى فيينا الأحد، أن "هناك عدداً من النقاط المختلفة التي ما زال لدينا بشأنها تفسيرات مختلفة حول ما اتفقنا عليه في اتفاق الإطار في لوزان"، مجدِداً قوله إن "عدم التوصل إلى اتفاق أفضل من اتفاق سيئ".

من جهة أخرى، أفادت صحيفة "همشهري" الإيرانية، الإثنين، نقلاً عن نائب إيراني قوله إن الرئيس الأميركي باراك أوباما، بعث مؤخراً بـ"رسالة خاصة" إلى القيادة الإيرانية بواسطة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، تمحورت حول المفاوضات النووية، من دون الإفصاح عن فحواها. وقالت الصحيفة إن العبادي تسلّم الرسالة من أوباما في لقاء على هامش قمة مجموعة السبع في ألمانيا في أوائل الشهر الحالي، قبل أن يزور طهران يوم 17 حزيران/يونيو، حيث التقى المرشد الأعلى علي خامنئي والرئيس حسن روحاني.