الأربعاء 2015/12/02

آخر تحديث: 22:05 (بيروت)

تركيا وقطر: تعاون إستراتيجي.. يواجه التوتر الروسي

الأربعاء 2015/12/02
تركيا وقطر: تعاون إستراتيجي.. يواجه التوتر الروسي
أردوغان: جيشينا أجريا أول مناورات عسكرية مشتركة (اسوشيتد برس)
increase حجم الخط decrease

ترأس أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاجتماع الأول للجنة الاستراتيجية التركية-القطرية، الأربعاء، في الدوحة، ووقعت خلاله 15 اتفاقية بين البلدين.

وعقد الزعيمان مؤتمراً صحافياً، قال أردوغان خلاله إنه بحث مع الشيخ تميم العلاقات الثنائية والتعاون بين البلدين، مؤكداً على وجود "تعاون مشترك بيننا في مجال التجارة والاقتصاد، إلا أن تعاوننا في المجال العسكري مهم للغاية". وكان الرئيس التركي قد أعلن قبيل الاجتماع عن مناورات عسكرية بين جيشي البلدين. وقال إن"جيشينا أجريا أول مناورات عسكرية مشتركة، كما بدأ قسم من جنودنا، الذين سيتم نشرهم في القاعدة العسكرية المزمع إقامتها في قطر، عملهم".


وأشار أردوغان إلى أهمية دور قطر في حل الأزمات التي تعصف بدول المنطقة "لا سيما وأنها تترأس دورة مجلس التعاون الخليجي". كما أعلن الرئيس التركي إلغاء تأشيرات الدخول المتبادلة بين تركيا وقطر. وأضاف للصحافيين "إن اللجنة الاستراتيجية العليا، ستعقد في تركيا العام المقبل، وأنّ وزراء البلدين سيبذلون جهوداً مضاعفة لتطوير العلاقات الثنائية بينهما".


من جهته، أكد الشيخ تميم على تطابق الرؤية القطرية مع تركياً قائلاً: "نعلم جميعاً أن الأنظمة الاستبدادية كانت السبب في ظهور المنظمات الإرهابية في منطقتنا، حيث أن الربيع العربي كان بمثابة بصيص أمل للشعوب العربية، لكن تم إطفاء هذا البصيص للأسف، وانشغل العالم بعدها بحوادث الإرهاب". وأكد أمير قطر على العلاقات الرفيعة التي تجمع البلدين قائلاً: "قطر وتركيا تتمتعان بعلاقات رفيعة المستوى، في مجال التنسيق إلى جانب الأمن"، مضيفاً: "كررنا مراراً ترحيبنا بالمواقف التركية حيال الأزمة السورية، والقضية الفلسطينية، وتطرقنا إلى سبل مكافحة الإرهاب، ووقفنا عند أهم نقطة في هذا الإطار، وهي الأسباب القابعة وراء ظهور المنظمات الإرهابية".


وتأتي زيارة الرئيس التركي إلى قطر على وقع تطورات عديدة في المنطقة، في مقدمتها حادثة إسقاط الطائرة الروسية "سو-24"، ما تسببت بأزمة بين تركيا وروسيا، دفعت موسكو إلى فرض إجراءات ضد أنقرة، وفرضت قيوداً على الصادرات التركية، وجمّدت بعض الاتفاقيات. في هذا السياق، أفضى اجتماع اللجنة التركية-القطرية الى توقيع البلدين 15 اتفاقية، حيث وقّعت شركة خطوط أنابيب نقل البترول التركية "بوتاش"، وشركة النفط الوطنية القطرية، مذكرة تفاهم أولية لاستيراد تركيا الغاز الطبيعي المسال على المدى الطويل وبشكل منتظم من قطر.


وقال أردوغان في هذا الخصوص "إن شركة البترول القطرية كانت لديها نية بالاستثمار في هذا المجال بتركيا، وقد تباحثنا حول الخطوات التي من الممكن أن نقدم عليها في هذا الخصوص، كما أبلغنا الجانب القطري عن إمكانية امتلاك تركيا لبنية تحتية تمكنها من تخزين الغاز الطبيعي".


وكانت وزارة الدفاع الروسية قد استبقت الاجتماع في الدوحة، بنشر صور ادّعت أنها "تثبت تهريب النفط بكميات هائلة من مناطق سيطرة داعش في سويا إلى تركيا"، مقابل توريد الأخيرة الأسلحة والذخيرة للتنظيم. وقال نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنطونوف في مؤتمر صحافي: "تعتبر العائدات من الاتجار بالنفط من أهم مصادر تمويل أنشطة الإرهابيين في سوريا. وتبلغ عائداتهم قرابة ملياري دولار سنويا، إذ يتم إنفاق هذه الأموال على تجنيد المرتزقة في أنحاء العالم كافة، وتسليحهم وتزويدهم بالمعدات. وهذا هو السبب وراء حرص تنظيم "داعش" الإرهابي على حماية البنية التحتية للإنتاج النفطي اللصوصي في سوريا والعراق".


في المقابل، رد الرئيس التركي على الادعاءات الروسية من الدوحة. وقال أردوغان خلال خطاب ألقاه عقب الاجتماع في جامعة قطر: "نراقب بكل أسف ردة فعل الروس غير المتزنة، والعالم بأسره يعلم أننا على حق، وسنضطر نحن أيضاً لاتخاذ عدد من التدابير إذا استمرت ردود الأفعال هذه". مضيفاً: "التصعيد ليس لصالح أحد، ونحن لم ولن ننقاد وراء عواطفنا، وسنتحرك وفق ما تقتضيه الدبلوماسية الدولية، ولا نرغب في أن تؤثر الأزمة على علاقاتنا بشكل سلبي".


ووجد أردوغان رفض بلاده للاتهامات الروسية حول شراء تركيا النفط من تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال "لا يحق لأحد توجيه اتهامات إلى تركيا بهذا الخصوص، فتركيا لم تفقد قيمها الأخلاقية حتّى تشتري النفط من تنظيم إرهابي". واعتبر أن التصرفات الروسية "غير متزنة" مؤكداً على عدم رغبة تركيا بالتصعيد، لأنه لن يكون بصالح أحد، على حد تعبيره.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها