الأربعاء 2015/03/04

آخر تحديث: 14:06 (بيروت)

"داعش" يستعد لحرب استعادة الموصل.. بتفخيخ حدودها

الأربعاء 2015/03/04
"داعش" يستعد لحرب استعادة الموصل.. بتفخيخ حدودها
مقاولون حفروا خندقاً حول الموصل مقابل 6 ملايين دينار لكل كيلومتر
increase حجم الخط decrease
تواصل الآليات عملها في الطرف الشمالي، والشمالي الشرقي، من الموصل لحفر خندق عمقه مترٌ ونصف، وعرضه مترٌ واحد على طول الحدود الشمالية والشرقية للمناطق التي تسيطر عليها قوات البيشمركة. وبعد حفر "الخندق" يقوم عدد من العمال بملء الحفرة بالعبوات، ثم تقوم الآليات ذاتها بردمه.

هذا الخندق هو أحد الحواجز الذي يحاول تنظيم "الدولة الاسلامية" صنعها لعرقلة تقدمٍ متوقعٍ للقوات الكردية باتجاه مدينة الموصل، حيث يخطط التنظيم لتفجير هذا الحاجز المفخخ عندما تتقدم القوات في عملية تحرير الموصل مستقبلاً.

ويشرف على حفر "الخندق" مقاولون من الموصل تمت تزكيتهم من قبل عناصر التنظيم المتشدد ـ وهم بالغالب مؤيدون لهذه المجموعة ــ ويتقاضى هؤلاء المقاولون 6 ملايين دينار عراقي (أربعة آلاف وسبعمائة دولار) مقابل حفر الكيلومتر الواحد. وينتشر عدد غير محدود من المقاولين والعمال وصانعي العبوات الناسفة وسائقي الآليات على مساحة كبيرة من الأراضي التي يأمل التنظيم حفرها وتفخيخها خلال مدة قصيرة من الزمن.

مصدر من سكان الموصل، يعمل في هذه المجالات داخل المحافظة قال لـ"المدن" إن "تنظيم داعش لم يهتم بتفخيخ حدوده الجنوبية مع محافظتي بغداد وصلاح الدين لبعد القوات العراقية عن الموصل"، موضحاً أن "تنظيم الدولة أحال مهمة حفر الخندق الى مقاولين تمت تزكيتهم من قبل عناصره، وتعهد المقاولون بالسرية وعدم التعاون مع القوات التي ستدخل المنطقة وكشف المناطق المفخخة بالمستقبل".

ويخشى عناصر التنظيم من تعاون أهالي الموصل مع الحكومة العراقية، حيث منعوا المواطنين من مغادرة الموصل، ودمروا أبراجاً للهواتف النقالة، كما أنهم يواصلون اعتقال الأشخاص الذين كانوا يعملون في مؤسسات الحكومة.

وتقول المصادر إن "تنظيم داعش أمر أصحاب المولدات بإطفاء مولداتهم في الساعة التاسعة مساءً، مبررين ذلك بأن الناس يجب أن تنام مبكراً لكي تستيقظ لصلاة الفجر ولكن الحقيقة أن عناصر داعش يخشون من حراك مناوئ لهم في الليل".

وقال مواطنون من الموصل إن "الكهرباء الوطنية (التي تقدمها الدولة) منقطعة منذ أكثر من 4 أشهر عن جميع أحياء الموصل، كما أن مياه الإسالة (التي تقدمها الدولة) تصل كل منطقة يوماً واحداً وتنقطع أربعة أيام".

وكان عناصر التنظيم قد حطّموا أبراج الهواتف النقالة بمدينة الموصل في 26 من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، بذريعة أن البعض يسرّب معلومات عن تواجد زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، إلى جهات أمنية.

ولم تصل شبكات الاتصال بعد تحطيم الأبراج، إلا في أطراف المدنية، حيث تلتقط أجهزة الاتصال هناك الترددات من الشبكات القريبة من الموصل. الأمر الذي يدفع السكان إلى السير بمركباتهم مسافة كبيرة، يتطلب تجاوزها وقتاً لا يقلّ عن 60 دقيقة، لغرض إجراء اتصال، غالباً ما ينقطع بعد لحظات بسبب ضعف الشبكة.

شبكة الانترنت الضعيفة هي إحدى الوسائل القليلة الباقية لسكان الموصل من أجل التواصل مع الآخرين، ولكن السكان يتخوفون من الاشتراك في هذه الخدمة لأن "داعش" يحاسب كل من يعرف أنه يتصل بأشخاص خارج حدود سيطرته، خصوصاً بعدما أعدم عدداً من الأشخاص بتهمة إفشاء المعلومات "للعدو".

في هذا الشأن، يذكر مصدر "المدن" كيف أن الموصلين كانوا يذهبون إلى مرتفعٍ في منطقة الحي العربي، سُمّي بـ"التلة" لغرض إجراء الاتصالات، حيث يتوفر الإرسال اللازم للشبكة الهاتفية، لكنه يقول إن "عناصر التنظيم منعونا من الوصول إلى هذا المكان بعدما عرفوا أن الناس تجري اتصالاتها منه". ويضيف "عناصر تنظيم الدولة يبررون عدم السماح للمواطنين بالاتصال بأن المتعاونين مع الحكومة سيكشفون أسرار دولة الخلافة إلى الأعداء"، ويُعدم كل من يُعتقد أنه سرّب معلومات إلى الحكومة العراقية أو التحالف الدولي بعد محكمة صورية لا تطول ــ في الغالب ــ أكثر من نصف ساعة.

ويذكر المصدر مثالاً على ذلك، عندما قام التنظيم بإعدام ثلاث رجال وامرأتين وعلّق جثثهم على أحد جسور المدينة بذريعة نقل المعلومات إلى الأعداء، مؤكداً أن هذا الفعل أرعب المواطنين ودفعهم إلى ترك الاتصال وعدم الذهاب إلى منطقة "التلة" لغرض الاتصال.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها