الأربعاء 2015/07/29

آخر تحديث: 17:09 (بيروت)

تركيا: توسع الحملة على الاكراد.. وفتح "أنجرليك" رسمياً

الأربعاء 2015/07/29
تركيا: توسع الحملة على الاكراد.. وفتح "أنجرليك" رسمياً
اردوغان أعلن أنه سيجري تدريب حوالى 5 آلاف مقاتل من تركمان سوريا (أ ف ب)
increase حجم الخط decrease
وقع اشتباك، الأربعاء، بين الشرطة التركية وحزب "العمال الكردستاني"، لمدة 20 دقيقة في قضاء "يوكساك أوفا"، بولاية هكاري جنوب شرقي البلاد. وقالت وكالة "الأناضول" التركية شبه الرسمية، إن الاشتباك حدث عقب اعتداء "العمال الكردستاني" بالقذائف الصاروخية والأسلحة النارية على سكن موظفي القصر العدلي في القضاء. وشنت الشرطة التركية عملية أمنية موسعة من أجل إلقاء القبض على منفذي الاعتداء.

من جهته، قال نائب رئيس الوزراء التركي أقدوغان: "إن منظمة بي كا كا، تقوم بحملة قذرة بالتعاون مع الكيان الموازي، مستغلة وجود تنظيم داعش، من أجل وضع تركيا في موقف صعب أمام العالم، واتهامها بدعم التنظيم. إنهم يعملون على استغلال داعش كمطية لتحقيق مصالحهم. كما يسعون لشرعنة بي كا كا من خلال الاختباء وراء ما يدعون أنه مشاركةٌ المنظمة في مكافحة داعش".

وأعلنت رئاسة الوزراء التركية توقيف 1302 مشتبه به، حتى الأربعاء، خلال عمليات أمنية شملت 39 ولاية ضد التنظيمات الإرهابية. وأفاد بيان صادر عن المنسقية العامة لرئاسة الوزراء التركية، أن العمليات الأمنية متواصلة داخل وخارج الحدود، ضد تنظيمات "داعش" و"العمال الكردستاني" و"جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري"، التي تستهدف "الأمن الوطني للجمهورية التركية، وقوات الأمن وتهدد استقرار وسلامة المواطنين المدنيين".

وذكر البيان أن الطائرات الحربية المشاركة في الطلعات الجوية، "قصفت الليلة الماضية مخابئ، ومساكن ومخازن، ومواقع لوجستية، ومغارات، تابعة لمنظمة بي كا كا الإرهابية داخل وخارج البلاد، تم تحديدها سابقاً". وقال مكتب رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، الأربعاء، إن الطائرات التركية شنت غارات خلال الليل، ضربت خلالها ستة أهداف لـ"العمال الكردستاني" داخل تركيا وشمال العراق.

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، حضّ البرلمان على تجريد السياسيين المرتبطين بجماعات إرهابية من الحصانة لمقاضاتهم. جاء ذلك قبل الاجتماع الطارئ للبرلمان، الأربعاء، والذي دعت المعارضة لعقده من أجل مناقشة الحملة العسكرية التي أطلقتها الحكومة ضد "داعش" و"الكردستاني". وقَبِلَ مدعي عام الجمهورية، طلب نواب "العدالة والتنمية" فتح تحقيق في وجود رابط بين حزب "الشعوب الديموقراطية" و"الإرهاب"، ما قد يُمهد لحلّ الحزب. لكن أردوغان عارض فكرة حلّ الحزب الكردي "لأنها لا تفيد في شيء عملياً".

وردّ زعيم "الشعوب الديموقراطية" صلاح الدين دميرطاش، قائلاً: "نحن جاهزون للمحاكمة لأننا نعلم أننا لم نفعل شيئاً ضد الوطن، بينما أنهى اردوغان نفسه مسيرة التفاوض ودفع البلاد إلى الحرب". دميرطاش دعا الأربعاء، إلى وقف القتال فوراً، وطالب الأطراف كلها بالتصرف بعقلانية.

اردوغان أعلن أنه سيجري تدريب حوالى 5 آلاف مقاتل من تركمان سوريا، وتسليحهم لحماية مناطقهم، فيما أفادت صحف موالية للحكومة التركية، بأن قادة في الجيش والاستخبارات التركية اجتمعوا مع ممثلي أحزاب تركمانية سورية في أنقرة، لبحث انشاء هذا الجيش، بعد الاختلاف مع واشنطن حول "المعارضة المعتدلة" التي يجب أن تحمي المنطقة. أردوغان أكد أن "المنطقة الآمنة" ستسمح بعودة 1.7 مليون لاجئ سوري من تركيا، للمكوث فيها بحماية غطاء جوي.

الرئيس التركي السابق عبدالله غل، طالب البرلمان بالعمل لـ"وقف الحرب وإراقة الدماء"، وإيجاد حل سلمي للقضية الكردية. غل لم يدعم تحميل الرئيس وحكومة "العدالة والتنمية" للأكراد مسؤولية تدهور الوضع والعودة الى القتال وإنهاء وقف النار. في حين قال الناطق باسم "العدالة والتنمية" بشير أتالاي، إن "عملية السلام مع الكردستاني قد تستأنف إذا ألقى عناصره أسلحتهم وتركوا البلاد".

من جهة أخرى، طالب البرلمان العراقي الحكومة التركية، بإيقاف عمليات القصف الجوي لقرى حدودية عراقية، مؤكدا أنه "انتهاك لسيادة وأجواء العراق". وأفاد بيان للبرلمان العراقي أن "الطائرات العسكرية التركية أقدمت خلال عمليات قصف داخل الاراضي العراقية بإلحاق أضرار جسيمة بأرواح وممتلكات المواطنين العراقيين والقرى المجاورة الحدودية". وأضاف البيان أن المجلس "يؤكد رفضه واستنكاره لانتهاك سيادة العراق وأجوائه ويدعو دولة تركيا لوقف الانتهاك إذ أن استمرار هذه السياسات سيؤثر سلباً على العلاقات الثنائية بين البلدين". وتابع البيان أن المجلس "يشيد بأي جهد صادق لمواجهة داعش ويطالب تركيا باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة التي من شأنها منع تسلل الإرهابيين عبر الحدود".

وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، قد تلقى الثلاثاء، اتصالاً هاتفياً من أردوغان، بحسب بيان للديوان الملكي الأردني. وأفاد البيان أن الرئيس التركي وضع العاهل الأردني في صورة العمليات التي ينفذها الجيش التركي مؤخراً ضد تنظيم "داعش". وأكد الجانبان على "أهمية التعاون الوثيق بين البلدين في مكافحة الإرهاب والقضاء على هذه العصابة الإرهابية"، وفق البيان.

كما تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، اتصالاً هاتفياً الثلاثاء من الرئيس التركي، تم التطرق فيه إلى العلاقات الوثيقة بين البلدين. وأوضح أردوغان خلال الاتصال تفاصيل العمليات العسكرية، التي اتخذتها الحكومة التركية ضد تنظيم "داعش" وإصرار تركيا على مواجهة الإرهاب ومكافحته بكل الطرق والوسائل.

من جانبه، "حلف شمال الأطلسي" (ناتو) أكد تضامنه الكامل مع تركيا في "الحرب على الإرهاب" التي اعتبر أنها "تمثل تحدياً للمجموعة الدولية"، لكنه نبّه أنقرة من عواقب "استهداف المقاتلين الأكراد الذين ساهموا في الدفاع عن السكان الأيزيديين الذين شردهم تنظيم داعش في العراق، ونسف الحوار السياسي مع حزب العمال الكردستاني إذا واصلت استهداف قواعده في العراق وسوريا". ونأى الحلف الأطلسي بنفسه من الانخراط عسكرياً في خطة تركيا لفرض منطقة عازلة داخل سوريا. واعتبر أمينه العام ينس ستولتنبرغ ان هذه "المسأله تبحثها الولايات المتحدة وتركيا".

وأعلنت وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، أن أنقرة وقعت رسمياً اتفاقاً مع الولايات المتحدة يفتح قاعدة "إنجرليك" الجوية أمام التحالف الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم "الدولة الإسلامية". وقال الناطق باسم الخارجية تانجو بيلجيتش، إن الاتفاق يختص فقط بقتال تنظيم "الدولة الإسلامية"، ولا يتضمن توفير دعم جوي للمقاتلين الأكراد شمالي سوريا.

 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها