الجمعة 2014/10/24

آخر تحديث: 16:27 (بيروت)

وزير الخارجية التونسي السابق لـ"المدن": الانتخابات قد تحسم لـ"النهضة"

الجمعة 2014/10/24
وزير الخارجية التونسي السابق لـ"المدن": الانتخابات قد تحسم لـ"النهضة"
رفيق عبدالسلام (المدن)
increase حجم الخط decrease

يعترف وزير الخارجية التونسي السابق، رفيق عبدالسلام، بوجود بعض الأخطاء في حكومة حمادي الجبالي التي كان جزءاً منها، لكنه يبرر ذلك بأنها جاءت في ظروف صعبة جداً (بعد الثورة مباشرة)، إضافة إلى أن خبرة مكوناتها السياسية كانت قليلة، مؤكدا بالمقابل أن أداء حكومة الجبالي كان عموما أفضل من الحكومات السابقة واللاحقة.

يقول عبد السلام لـ"المدن": "حُمّلت حكومة الترويكا أكثر مما تحتمل، كان لدينا مشكلات متراكمة منذ الاستقلال ولا تستطيع أي حكومة حلها دفعة واحدة، فما تم إفساده خلال ستة عقود لا يمكن إصلاحه في عام أو اثنين".


ويفند أيضاً التصريحات المنسوبة للجبالي حول "الخلافة السادسة"، مشيراً إلى أنها جزء من التوظيف السياسي ضد حركة "النهضة"، التي يُعد من أبرز قيادييها، كما يبرر أيضاً السماح بدخول بعض الشخصيات الدينية المتطرفة لتونس في تلك الفترة بقوله: "تونس بعد الثورة انفتحت على الجميع واستقبلت الأدباء والفنانين والدعاة بأنماطهم، ولكن حينما تبين أن مساحات الحرية هذه يمكن أن تستغل من بعض وجوه التشدد قمنا بالإجراءات اللازمة لمنع دخولهم".


بعض الخصوم السياسيين يتهمون عبدالسلام باستغلال علاقة المصاهرة التي تربطه برئيس حركة "النهضة"، راشد الغنوشي، للحصول على مناصب سياسية هامة، إضافة إلى بعض قضايا الفساد، وخاصة ما يُعرف بـ"شيراتون غيت" و"الهبة الصينية".


عبدالسلام يفنذ هذه الادعاءات، ويؤكد أنها جزء من المعارك السياسية ضد حركة "النهضة" مذكّراً بأن القضاء برأه من جميع هذه التهم. ويضيف: "النهضة حركة مؤسسات، ولست اكتشافاً جديداً فيها، فأنا موجود منذ كان عمري 18 سنة حيث كنت عضواً في الحركة الطلابية ومن ثم في المكتب التنفيذي ومجلس شورى النهضة".


ويبدو عبدالسلام متفائلاً بحظوظ الحركة في الانتخابات التشريعية الأحد المقبل. في هذا السياق يقول "المشهد السياسي تغيّر كثيراً عن مرحلة انتخابات 2011 حيث حاولت قوى النظام القديم تجميع صفوفها لملء الفراغ السياسي، لكن هذا لن يؤثر كثيراً في نتيجة الانتخابات التي أعتقد أنها قد تحسم لصالح النهضة".


المراقبون يُبدون تخوفاً من "تغوّل" حركة النهضة ومحاولتها لاحقاً الانقلاب على التجربة الديموقراطية وتحويل البلاد إلى دولة دينية في حال فازت بأغلبية ساحقة في الانتخابات التشريعية، لكن عبدالسلام يؤكد أن الحركة "سجّلٌ مفتوح وليس لدينا أي أجندة سرية، ومن يتابع أدبيات حركة النهضة وأطروحاتها السياسية منذ تأسيسها قبل ثلاثة عقود، يُدرك أنها حركة وطنية تقدمية تلتزم بالثقافة العربية الإسلامية وتتطلع للمستقبل وتريد بناء مؤسسات ديموقراطية سليمة، ومن يريد العودة بنا للخلف هم الأطراف المحسوبة على المنظومة السابقة".


عبدالسلام ينفي أيضاً وجود صراعات داخل حركة "النهضة" بين الأجنحة المعتدلة والمتطرفة، مشيراً أن الحركة "حزب ديموقراطي كبير فيه تنوع في الأفكار والتوجهات، والقرار السياسي داخلها يُتخذ عبر التشاور ومن ثم تقرر المؤسسات على ضوء ذلك ويلتزم الجميع بالقرار، والحديث عن وجود أجنحة أو معسكرات متقابلة داخل الحركة ليس صحيحاً".


ويبرر الهجوم الكبير على الحركة بوجود "قوى كثيرة لديها قلق من عملية التغيير"، وتريد الاستثمار في "سياسة الخوف" عبر مهاجمة حركة "النهضة" ومشروعها. ويقول "في السابق قالوا إننا معادون للمشروع الديموقراطي وحرية المرأة لكن تبين أنها ادعاءات كاذبة، فنحن يمكن أن ننتقد في كل شيء إلا موضوع واحد هو المس بنمط عيش التونسيين والتدخل بحياتهم الخاصة، كما أن تونس مجتمع مفتوح يتقبل جميع أنماط الحياة، تستطيع المحجبة التعايش مع غير المحجبة، ومن أراد الذهاب للمسجد يستطيع الذهاب، ومن أراد الذهاب لمكان آخر يمكنه ذلك أيضاً".


عبدالسلام الذي أصدر حتى الآن كتابين، أحدهما عن العلمانية والدين والديموقراطية، والآخر عن العلاقات الدولية، يستعد اليوم لإصدار كتاب جديد يقدم فيه "تأملات في تجربة الربيع العربي".


تأملات عبدالسلام حول الظاهرة تبدو متفائلة، فرغم أنه يقر بالمخاض العسير الذي يعيشه العالم العربي في هذه الآونة، لكنه يؤكد أنه لن يعود إلى الوراء، مشيراً إلى أن النتائج الإيجابية لن تظهر قبل سنوات عديدة. ويضيف "هناك الكثير من التصدعات الاجتماعية والدينية والطائفية تشق العالم العربي، لكنه بالتأكيد لن يعود للخلف. والسبب هو أن القديم لم يعد يمتلك مقومات الاستمرارية، والجديد لم يولد بعد في هيئة معلومة وواضحة".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها