الخميس 2015/03/05

آخر تحديث: 13:11 (بيروت)

حلب: ماذا يعني نسف فرع المخابرات الجوية ؟

الخميس 2015/03/05
حلب:  ماذا يعني نسف فرع المخابرات الجوية ؟
استمرت الاشتباكات حتى ساعة متأخرة ليلاً، وتزامنت مع إشغال المعارضة لأكثر من جبهة على امتداد خطوط القتال في حلب
increase حجم الخط decrease
شنت المعارضة المسلحة، مساء الأربعاء، هجوماً عنيفاً على مبنى فرع المخابرات الجوية شمال غربي مدينة حلب. وابتدأ الهجوم بتفجير نفق ملغم تحت المبنى، تمّ حفره طيلة شهرين بشكل سري، وتجاوز طوله الـ400 متر تقريباً، ليحيل ثلثي مبنى الجوية إلى ركام.

وتلت التفجير معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة، وقتل خلال العملية أكثر من 100 عنصر من القوات الموالية للنظام، عدد كبير منهم إيرانيون، ومن مليشيا "حزب الله" اللبناني، ومليشيا "لواء القدس" الفلسطيني، وذلك بحسب تصريح لقائد "غرفة عمليات تحرير حلب" الرائد ياسر عبد الرحيم.

شارك في العملية "الجبهة الشامية" و"جبهة النصرة" و"أحرار الشام" و"جبهة أنصار الدين" و"كتائب فجر الخلافة". واستمرت الاشتباكات حتى ساعة متأخرة ليلاً، وتزامنت مع إشغال المعارضة لأكثر من جبهة على امتداد خطوط القتال في حلب؛ ففي حي الراموسة القريب من كلية المدفعية، حدثت انفجارات هائلة، نتيجة استهداف المعارضة المسلحة لمحطة الغاز بالأسلحة الثقيلة. كما شهدت أحياء الخالدية والبريج وحندرات اشتباكات بين المعارضة وقوات النظام، كاجراءات تكتيكية ناجحة، أربكت النظام ومليشياته التي فوجئت بالعملية، وبالأداء المنظم لغرفة عمليات المعارضة، ما دفعه لإرسال تعزيزات ضخمة من "الأكاديمية العسكرية".

وليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها المعارضة المسلحة في حلب السيطرة على مبنى فرع المخابرات الجوية في المدينة، فقد سبقتها محاولات عديدة باءت بالفشل. وعُرف فرع الجوية بـ"معتقل الموت"، وقتل فيه آلاف السوريين تحت التعذيب منذ انطلاق الثورة، ورُميت جثث بعضهم في مجرى نهر قويق، وآخرون وجدت جثثهم في البراري المحيطة بالفرع، الواقع في جمعية الزهراء؛ الحي السكني الذي يقطنه جنود وضباط النظام.

مع طول أمد الانتفاضة السورية، تحول الفرع إلى غرفة عمليات متقدمة، تُدار عبره معارك النظام في حلب. وعززت قوات النظام تواجدها في الفرع بالعتاد والجنود، باعتباره نقطة نهاية مناطق سيطرته شمال غربي حلب، وخط الدفاع الأول عنها. ويضيف القائد في "الجبهة الشامية" العقيد أبو فراس، في تصريح خاص بالـ"المدن": "الجوية كانت الفرع الأكثر اجراماً وقمعاً لكل فئات الشعب، وقد تجاوزت مهام اختصاصها، وتحكّمت بكل مفاصل الحياة المدنية والعسكرية، ولطالما تباهى النظام بها". أبو فراس يؤكد أن ضباطاً متخصصين ومدربين على أنواع التحقيق غير القانونية والأخلاقية، عملوا في الفرع الذي يعتبر قلعة من قلاع النظام الحصينة، والمبني على أسس هندسية عسكرية، يصعب اختراقها. ويضاف إلى ذلك احتلال قوات النظام للأبنية السكنية التي تحيط بالفرع بعد افراغها وتهجير سكانها، ما سمح لها بتوسيع دائرة النيران للدفاع عنه. وبحسب أبو فراس ذلك هو "السبب الرئيسي بتأخر المعارضة في السيطرة عليه، وفشلها أكثر من مرة".

وشدد أبو فراس على أهمية العمل العسكري الأخير؛ الذي يمكن اعتباره رداً عملياً للمعارضة التي أجمعت على رفض مبادرة المبعوث الأممي إلى سوريا ستفان دي ميستورا، حول تجميد القتال في حلب. كما أن للتفجير أهمية كبيرة من الناحية المعنوية؛ حيث بدا المشهد أكثر هدوءاً، يسوده الترقب الحذر، بعد أن أعادت المعارضة سيطرتها على بلدتي رتيان وحردتنين، بالتزامن مع أنباء تفيد باستقدام النظام لتعزيزات بغرض تكرار محاولته العسكرية باتجاه بلدتي نبل والزهراء شمالي مدينة حلب.

وإذا ما تحقق هدف المعارضة بالسيطرة الكاملة على الفرع والمنطقة المحيطة، ستكون ضربة موجعة للنظام، كما قال لـ"المدن" مدير المكتب الإعلامي لحركة "أحرار الشام" عمار نصار. وذلك لأن فرع المخابرات الجوية يعتبر أهم النقاط العسكرية المتقدمة في الدفاع عن الأحياء الغربية من المدينة التي تخضع لسيطرة قوات النظام. وبحسب نصار فإنه من الطبيعي أن تستنزف هذه الجبهة الجديدة طاقة قوات النظام التي ركّزت طوال الفترة الماضية أعمالها للوصول إلى نبل والزهراء شمالي حلب. ويضيف نصار بأن ذلك "في صالح المعارضة التي تسعى جاهدة لتشتيت قوى النظام والمليشيات الأجنبية التي كثفت من تواجدها على أكثر من محور في جبهات حلب، وبالتحديد في حندرات والمدينة الصناعية".

من جانب آخر، كثّف طيران النظام الحربي والمروحي من طلعاته الجوية، وسجلت مساء الأربعاء، أكثر من عشر غارات على محيط فرع المخابرات الجوية، كما قصف الطيران المروحي أحياء حلب الشرقية بالبراميل المتفجرة. كما ذكرت مصادر بأن قصف المعارضة للأحياء التي يسيطر عليها النظام غربي حلب أوقع قتلى وجرحى، في شارعي النيل والأشرفية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها