الثلاثاء 2024/03/26

آخر تحديث: 13:32 (بيروت)

خلاف بايدن-نتنياهو..تحول إلى "هوة عميقة"

الثلاثاء 2024/03/26
خلاف بايدن-نتنياهو..تحول إلى "هوة عميقة"
increase حجم الخط decrease
حذّر مسؤولون إسرائيليون من أن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وضع إسرائيل على مسار تصادمي مع الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يؤثر على الحرب التي تشنها على غزة، بمساريها السياسي والعسكري.
ونقلت هيئة البث العام الإسرائيلية عن مسؤول رفيع المستوى انتقاده قرار نتنياهو إلغاء زيارة الوفد الإسرائيل إلى الولايات المتحدة، الذي كان من المقرر أن يناقش مع المسؤولين في واشنطن، "ملفات حساسة تتعلق بسبل العمل العملياتي في رفح"، وحذّر المسؤول من أن عدم مغادرة الوفد "يؤخر" العملية في رفح.

نتنياهو يضر إسرائيل
واعتبر موقع "واللا" أن الأزمة الحالية بين تل أبيب وواشنطن تعيد إلى الأذهان "الحرب" بين نتنياهو والرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما عام 2015، حول المشروع النووي الإيراني، أو المواجهة العلنية بين الجانبين في كانون الأول/ديسمبر 2016، حول قرار واشنطن الامتناع عن التصويت في مجلس الأمن لإسقاط مشروع قرار ضد الاستيطان.
ونقل الموقع عن مسؤول أميركي أن "ما فعله نتنياهو اليوم هو طريقة غريبة للتعامل مع حليف قدّم لإسرائيل الكثير من الدعم منذ بداية الحرب". وتابع المسؤول: "إذا كان نتنياهو يعارض إلى هذا الحد امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، فلماذا لم يتصل بالرئيس بايدن ويخبره بذلك؟".
وقال المسؤول الأميركي إن "السياسة الأميركية واضحة: نحن ننظر إلى القرار على أنه يدعو إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن في الفقرة نفسها". وشدد على أن "كل هذا لن يضرّ إلا إسرائيل". وقال: "كان بإمكان نتنياهو أن يختار طريقاً مختلفاً للتوافق مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بتفسير القرار الذي يربط وقف إطلاق النار بإطلاق سراح الرهائن. لقد اختار عدم القيام بذلك لأسباب سياسية داخلية على ما يبدو".

اتساع الخلافات
ويكشف قرار نتنياهو عن اتساع الخلافات بين رئيس الحكومة الإسرائيلية، وإدارة الرئيس بايدن، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ويعتقد كبار المسؤولين في إدارة بايدن أنهم أوضحوا لنظرائهم الإسرائيليين في محادثات متواصلة خلال عطلة نهاية الأسبوع، إمكانية امتناع الولايات المتحدة عن التصويت على قرار مجلس، بدلاً من استخدام "الفيتو".
وترى "واشنطن بوست" أن التحول الملحوظ في الأحداث أدى إلى تحويل الخلاف المتزايد بين بايدن ونتنياهو إلى "هوة عامة". فيما يشكل الغاء الاجتماع عقبة رئيسية جديدة في طريق الجهود التي تبذلها الولايات المتحدة، المنزعجة إزاء تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، لحمل نتنياهو على النظر في بدائل للغزو البري لرفح.
وبالنسبة لبايدن، الذي لديه ارتباط عميق إسرائيل وكان متردداً للغاية في الانفصال عن نتنياهو، كان هذا الخرق بمثابة تتويج لأشهر من الإحباط، دعم بايدن وكبار مساعديه إسرائيل في كل منعطف تقريباً منذ بداية الحرب.
واستمر الدعم حتى في الوقت الذي تحدى فيه نتنياهو الولايات المتحدة علناً في جميع القضايا الرئيسية تقريباً، بما في ذلك رغبة الإدارة الأميركية في عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة، وزيادة كمية المساعدات الإنسانية التي تصل إلى القطاع، وإنشاء دولة فلسطينية مستقلة، بحسب "واشنطن بوست".
وفي مواجهة العزلة الدولية المتزايدة بشأن عشرات الآلاف من الفلسطينيين الذين قتلوا في الغارات الجوية والبرية الإسرائيلية في غزة ومئات الآلاف الآخرين الذين يقتربون من المجاعة، ردت الإدارة مراراً وتكراراً بدعم "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، واستمرت في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل".

تحول خطير
ونقلت عن فرانك لوينشتاين، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والذي ساعد في قيادة المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية في عام 2014، أن عوامل رئيسية ربما أدت إلى اتساع الخلافات بين بايدن ونتنياهو، بينها العملية البرية الواسعة في رفح.
وقال لوينشتاين: "بذل بايدن كل ما في وسعه لأشهر لتجنب معركة عامة كبيرة"، مشيراً إلى "تحول خطير للغاية في موقف البيت الأبيض تجاه كيفية إدارة الإسرائيليين طوال الفترة المتبقية من هذه الحرب.". وأضاف "على الإسرائيليين إما أن ينتبهوا الآن أو أننا على الأرجح سنواصل السير على هذا الطريق".
من جهته، أكد جون ألترمان، مدير برنامج الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، أنه لا يوجد سبب يدعو إلى أن تكون هذه "ضربة قاتلة" للعلاقات. وقال: "لذلك لا أعتقد أن الباب مغلق أمام أي شيء".
بدورها، توضح مارا رودمان، التي عملت كمبعوثة للشرق الأوسط خلال إدارة أوباما، أنه على الرغم من أن العلاقة الأساسية يمكن أن تصمد أمام الخلاف الأخير، إلا أن "الديناميكيات الشخصية بين بايدن ونتنياهو من المحتمل أن تكون متوترة بشكل خاص". وقالت: "العلاقات الجيوسياسية، مثل العلاقات الشخصية، تمر بفترات صعبة".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها