البحرة يقترب من رئاسة الائتلاف..ما موقف تركيا والمعارضة؟

بعد الانحناء لعاصفة الرفض التي اجتاحت أوساط المعارضة خلال الأسابيع الماضية، والحملات التي أطلقت اعتراضاً على ترشح هادي البحرة لمنصب رئاسة الائتلاف الوطني السوري المعارض، نجحت القوى الرئيسية في المؤسسة على ما يبدو بوضعه على بعد خطوة من شغل هذا المنصب.

وكشفت مصادر خاصة ل"المدن"، أن خمسة من قادة الائتلاف التقوا الخميس بممثلين عن وزارة الخارجية والاستخبارات التركية في أنقرة، من أجل ابلاغهم بالتوافق على اختيار البحرة لرئاسة الائتلاف.

الشخصيات الخمسة التي حضرت اللقاء، هي الرئيس المنتهية ولايته سالم المسلط، بالإضافة إلى الأمين العام الحالي هيثم رحمة، ورئيس الحكومة المؤقتة عبد الرحمن مصطفى، بالإضافة إلى رئيس هيئة التفاوض بدر جاموس، وهادي البحرة رئيس وفد المعارضة لمفاوضات اللجنة الدستورية، والأخيرين يشكلان مع كل من عبد الأحد اصطيفو وأنس العبدة ما يعرف بكتلة (الجي فور) إحدى القوى الرئيسية المتنفذة في المؤسسة.

وكشف أحد ممثلي الائتلاف الذي حضروا اللقاء الأخير ل"المدن"، أن الجانب التركي بدا متحفظاً نوعاً ما على اختيار البحرة خلفاً للمسلط، وطلب اسماء أخرى يمكن مناقشتها، فأبدى كل من هيثم رحمة وسالم المسلط رغبتهما بالترشح لمنصب الرئيس أيضاً.

وقال المصدر إن "الاتصالات التي سبقت هذا اللقاء، والترويج لفكرة أن البحرة مفضل لدى الولايات المتحدة، أسهمت في تعزيز فرصه للحصول على المنصب، الذي تعتبر موافقة الأتراك عليه أمراً حاسماً".

لكن اتساع رقعة المعارضة حتى داخل الائتلاف، حيث انضم المزيد من الأعضاء مؤخراً إلى كل من نصر الحريري وربا حبوش وعبدالإله الفهد وغيرهم، في الاعتراض على البحرة، يمكن أن يجعل أنقرة تعيد النظر في الأمر.

ويبدو أن الخشية من فرض كتلتي (الجي فور) والمجلس الوطني التركماني هيمنتهما الكاملة على المؤسسة، شجّع انضمام أعضاء آخرين إلى فريق المعارضة، الذي يعول على استقطاب المجلس الوطني الكردي إلى جانبه في هذه المعركة الانتخابية.

لكن المجلس، وهو أقوى كتلة كردية في الائتلاف، أكد أن موقفه مع التوافق، وأنه يعمل على تقريب وجهات النظر بين مختلف الأطراف.

وقال عضو الائتلاف عن المجلس الوطني الكردي عبدالله كدو ل"المدن"، إنه "خلال المرحلة الفائتة من عمر الائتلاف حاول ممثلو المجلس تحقيق التوافق حول المرشحين لمكاتب الرئاسة، وفي هذه المرة أيضاً سيتم ذلك". وأوضح أنه وزملاءه "سيجرون خلال اليوميين المتبقيين على الانتخابات المشاورات اللازمة للوصول إلى التوافق".

وكانت الانتخابات المقررة قبل شهرين قد تم تأجلها إلى أيلول/سبتمبر، بسبب انشغال أنقرة بترتيبات تشكيل الحكومة بعد الانتخابات العامة التركية الأخيرة.

وبعد اللقاء الأخير مع الجانب التركي، تقرر إجراء انتخابات الائتلاف الثلاثاء، من أجل التحضير لسفر ممثليه إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة.

لكن العديد من الأعضاء، والكثير من السوريين المعارضين للنظام، يرون أن التشكيلة التي قدمتها كتلتا عبد الرحمن مصطفى و(الجي فور) تسهم في تقوية موقف هذا الفريق بما يتعلق بالتفاوض مع النظام، والذي يتهم بتقديم تنازلات، خاصة بعد الموافقة على نقل اجتماعات اللجنة الدستورية من سويسرا إلى سلطنة عمان، بطلب روسي-عربي.

وإذا ما نجح هادي البحرة بالفوز بكرسي رئاسة الإئتلاف، فإن الاتفاق داخل هاتين الكتلتين يقضي بتسمية أنس العبدة بديلاً منه في رئاسة وفد المعارضة إلى مفاوضات اللجنة الدستورية، بينما سيذهب منصب الأمين العام لعضو كتلة المجلس التركماني عبد المجيد بركات، ما يضمن استمرار عبد الرحمن مصطفى في منصب رئيس الحكومة المؤقتة، رغم انتهاء ولايته منذ أكثر من عامين.

وإلى جانب ذلك، تكشف مصادر "المدن" أنه تم التوافق على تسمية كل من ديما موسى وعبد الحكيم بشار وحافظ قرقوط نواباً للرئيس، الأمر الذي يترك إشارات استفهام عن غياب أي ممثل للعرب السنة في هذا المنصب، بعد انتهاء ولاية ربا حبوش.