السويداء:هل أطلقت الميليشيات الإيرانية النار على المتظاهرين؟

لم تتراجع محافظة السويداء عن التظاهر ضد النظام السوري ورئيسه بشار الأسد، رغم سقوط 3 جرحى بإطلاق النار على مجموعة من المتظاهرين من مبنى فرع حزب "البعث" في ساحة الكرامة، من بنادق عناصر الميلشيات الإيرانية.

وخرج عشرات المتظاهرين الخميس، بتظاهرة حاشدة في ساحة "الكرامة" وسط مدينة السويداء، للتأكيد على ثباتهم على نهج التظاهر السلمي للمطالبة بإسقاط الأسد ونظامه وتحقيق الانتقال السياسي للسلطة وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

وأظهرت مقاطع مصورة بثّتها شبكات إخبارية محلية لتظاهرة الخميس، وتُظهر ترديد المتظاهرين شعارات تطالب بإسقاط النظام وتطالب بالحرية، وتؤكد على سلمية الحراك الشعبي في المحافظة.

ورفع المتظاهرون في تظاهرة اليوم الخامس والعشرين على التوالي، لافتات كتب على "حزب البعث إرهابي"، بينما خطّوا على أخرى "لا للعنف.. ثورتنا سلمية"، "قوتنا بسلميتنا.. سلاحكم لن يخفينا"، "الشعوب باقية والأنظمة تتغير.. هُنا باقون".

وشارك في التظاهرة مثقفون من أهالي السويداء، إضافة إلى المشاركة النسائية التي لم تَغب عن الساحة، رغم إطلاق النار على المتظاهرين الأربعاء.

وجُرح 3 متظاهرين الأربعاء، عقب إطلاق النار من مبنى فرع حزب "البعث" في ساحة الكرامة، على مجموعة من المتظاهرين حاولت إقفال مبنى الحزب، بعد ورود معلومات عن دخول موظفين إليه.

وأكد قائد فصيل "تجمع أحرار جبل العرب" الشيخ سليمان عبد الباقي ل"المدن"، أن من أطلق النار على المتظاهرين هم "عناصر إيرانيون نقلتهم إيران إلى السويداء مع بداية الاحتجاجات ضد الأسد"، مؤكداً أنهم ينتشرون على أسطح المباني الأمنية ومبنى فرع حزب البعث والمحافظة.

وقال عبد الباقي إن هناك عناصر آخرين من "حزب الله" اللبناني جرى نقلهم إلى مناطق وقطع عسكرية في المحافظة، لكنه أكد أنهم لن ينجروا إلى مواجهة مسلحة مع النظام كما يريد وكذلك معهم، مؤكداً على قول الشيخ الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري بأن الطلقة الأولى لن تكون من أبناء السويداء.

وشدد عبد الباقي على أن الحراك متواصل حتى تحقيق مطالب السويداء وجميع السوريين بإسقاط الأسد ونظامه، ومحاسبة المجرمين المسؤولين عن قتل السوريين منذ 12 عاماً.

والأربعاء، أطلق الشيخ الهجري موقفاً استثنائياً لدى استقباله مجموعة المتظاهرين الذين تعرضوا لإطلاق النار، إذ أكد أن إيران دولة "محتلة" منذ دخولها إلى سوريا، مشدداً على ضرورة "الجهاد" ضد ميلشياتها "المحتلة والمرتزقة"، موضحاً أن فكر هذه المليشيات "تخريبي"، في إشارة لحزب الله اللبناني.

وقال الهجري: "سلاحنا مُنظف وجاهز والطلقة في بيت النار ضد من أراد التعدي علينا"، مؤكداً أن الطلقة الأولى لن تكون من أبناء السويداء.

وخلال تظاهرة الخميس، تلا المتظاهرون بياناً لمطالب الحراك الشعبي في السويداء، كما أكدوا من خلاله على الاستمرار في المظاهرات السلمية والمدنية في الساحات حتى رحيل النظام والأسد.

وأبرز ما جاء في البيان هو تأكيده على التغيير السياسي وفقاً للقرار 2254، تفعيل القرار 2218 لعام 2013، والذي يحوّل مرتكبي جرائم الحرب ضد السوريين إلى محكمة الجنايات الدولية، المطالبة بالإفراج عن المعتقلين والكشف عن مصير المغيبين قسراً، وتحميل النظام السوري مسؤولية إراقة الدم السوري منذ 2011.

كما وجّه المتظاهرون من خلال البيان، رسالة إلى لجامعة العربية والأمم المتحدة والمنظمات الاممية والحقوقية والانسانية والمحافل الدولية ذات الصلة، للأخذ بدورها في تحقيق مطالب الشعب السوري.

وأكد البيان أن انتفاضة السويداء "كشف زيف ادعاء النظام بحماية الأقليات وفضحت جرائمه بالأدلة القاطعة وعدم رغبته في تقديم أي تنازل لمصلحة السوريين ومطالبهم المحقة".