الخميس 2023/05/25

آخر تحديث: 17:16 (بيروت)

من أوكرانيا إلى سوريا والأطلسي:بوتين يصوت لأردوغان بالانتخابات التركية

الخميس 2023/05/25
من أوكرانيا إلى سوريا والأطلسي:بوتين يصوت لأردوغان بالانتخابات التركية
increase حجم الخط decrease
سيكون لنتيجة الانتخابات الرئاسية في تركيا تأثيرها على ملفات متشعبة تعني موسكو، من سوريا الى أوكرانيا فحلف شمال الأطلسي والطاقة، ما يدفع للاعتقاد بأن الرئيس فلاديمير بوتين كان ليقترع لصالح رجب طيب أردوغان في ما لو أتيح له الإدلاء بصوته الأحد.
وتقترب الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية التركية المقررة الأحد، والتي سيتنافس فيها أردوغان مع مرشح المعارضة كمال كيليتشدار أوغلو، فيما باتت أغلب استطلاعات الرأي تصب لصالح أردوغان، الذي ضمن تأييد مرشح تحالف "الأجداد" الخاسر في الانتخابات، سنان أوغان، فيما نجح كيليتشدار أوغلو بشق التحالف، مستميلاً زعيم حزب "النصر" المتطرف أوميت أوزداغ إلى جانبه.

علاقة وثيقة
وعلى الرغم من التنافس بين إرث الامبراطوريتين التاريخيتين على ضفتي البحر الأسود، نسج بوتين وأردوغان اللذان يمسك كل منهما بمقاليد الحكم منذ أعوام طويلة، علاقة شخصية وثيقة اكتسبت أهمية أكبر مذ وجدت موسكو نفسها في عزلة غربية متزايدة منذ بدء غزوها لأوكرانيا.
ويقول الخبير في العلوم السياسية المقرّب من دوائر القرار في الكرملين فيودور لوكيانوف إن أردوغان بالنسبة الى بوتين هو "حالة خاصة" لأنه "يمكن الاتفاق معه على مواضيع عدة". ويضيف لوكالة "فرانس برس"، أن "العلاقة الشخصية القديمة بين الرئيسين تساهم بشكل كبير.. لكي يفهما بعضهما البعض بشكل جيد".
في دورة الاقتراع الأولى في 14 أيار/مايو، خالف إردوغان استطلاعات الرأي بخروجه متقدّما على منافسه كمال كيليتشدار أوغلو. وفي الدورة الثانية في 28 منه، يبدو إردوغان أوفر حظا للبقاء خمس سنوات إضافية سيّداً للقصر الرئاسي في أنقرة.
ويقول دبلوماسي غربي عمل في موسكو والعاصمة التركية إن الروس "تنفّسوا الصعداء" بعد الدورة الأولى.
وأردوغان، زعيم القوة العسكرية الثانية في حلف شمال الأطلسي بعد الولايات المتحدة، اختار الأسبوع الماضي أن يتحدث عبر شبكة "سي أن أن" الأميركية تحديداً، عن "العلاقة المميّزة" التي تربطه ببوتين؟ وقال أردوغان: "نحن دولة قوية وتربطنا علاقة إيجابية بروسيا... روسيا وتركيا تحتاجان بعضهما البعض في كل مجال".
في المقابل، أثار كيليتشدار أوغلو حفيظة روسيا بعدما اتهمها مطلع أيار/مايو، بالتدخل في الحملة الانتخابية، وهو ما نفته موسكو بشدّة.

وفاء شخصي
ويعتبر لوكيانوف أن فوز كيليتشدار أوغلو في الانتخابات سيمثّل "خطراً" على مستقبل العلاقات الروسية التركية. ويتحدث على سبيل المثال عن إمكان أن يؤدي فوز كهذا الى تحسن العلاقات بين أنقرة وبعض حلفائها في "ناتو"، بعدما شابها توتر على خلفية قيام إردوغان بشراء أنظمة "أس-400" للدفاع الجوي من روسيا.
ويوضح لوكيانوف أن بوتين "معروف بوفائه الشخصي... حيال أولئك الذين يتصرّفون بالمثل إزاء روسيا".
وما عزّز التقارب بين الزعيمين اللذين يميلان الى "نزعة تسلطية"، هو التوتر المتزايد في علاقة كل منهما بالغرب. ويقول المحلل الروسي المستقل أركادي دوبنوف إن الرئيسين "متشابهان بشكل لا يصدّق من حيث الذهنية السياسية والأسلوب وعلاقاتهما مع العالم"، مثل "ازدرائهما للقيم الليبرالية للغرب"
ويشدد الدبلوماسي الغربي على أن ما بين إردوغان وبوتين ليس عاطفة شخصية بقدر ما هو "علاقة مصلحة صافية". ويضيف "هما بارعان في الفصل: يضعان الخلافات جانبا ويعملان معا حيث تتقاطع مصالحهما".

استطلاعات الرأي
يرى رئيس مركز "أوبتيمار" لاستطلاعات الرأي  حلمي داشديمير في حديث لقناة "HABER7" التركية، أن أوزداغ سيضر "تحالف الأمة" بزعامة كيليتشدار أوغلو، أكثر مما يفيدهم.
ويلفت إلى الصدامات التي أحدثها أوزداغ في الماضي مع أعضاء في الطاولة السداسية مثل علي باباجان وغولتيكين أويصال وآخرين، مشيرا إلى أن وجوده سيؤثر أيضا على أصوات حزب الشعوب الديمقراطي (اليسار الأخضر).
أما أحسان أكتاش رئيس "GENAR" لاستطلاعات الرأي، فيشير إلى أن جزءاً كبيراً من الأصوات التي حصل عليها سنان أوغان هي من ناخبي المرشح المنسحب محرم إنجه، وأكثر من نصفهم يدعمون "تحالف الجمهور" بقيادة أردوغان.
ويوضح أن "تحالف الأمة" يضم فئات غير متجانسة، مشيراً إلى أن وجود أوميت أوزداغ سيتسبب بخسارة الأصوات الكردية. ويلفت إلى أن التغيير في خطاب التحالف إلى متطرف خلال أسبوع سيؤثر عليه، وقال أن أوزداغ ألقى "القنبلة الذرية" عليه وسيضر به، بخلاف سنان أوغان وموقفه من "تحالف الجمهور" الذي لن يضره.
وأجرت شركة "Saros" استطلاعاً ما بين 16 و21 أيار/ مايو، أظهر تقدم أردوغان على كيليتشدار أوغلو. ويشير الاستطلاع الذي كان في السابق يظهر تقدم مرشح المعارضة قبل الجولة الأولى، بأن أردوغان سيحصل على 53.1 في المئة، وكيليتشدار أوغلو على 46.9 في المئة.
فيما أظهر استطلاع لشركة "ASAL" أن أردوغان سيحصل على 53.4 في المئة، وكيليتشدار أوغلو على 46.6 في المئة.
كذلك أظهر استطلاع شركة "Özdemir" تقدم أردوغان بنسبة 54.12 في المئة، على كيليتشدار أوغلو الذي يحصل على نسبة 45.88 في المئة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها