الأربعاء 2023/05/24

آخر تحديث: 18:03 (بيروت)

ما هي حظوظ أردوغان وكيليتشدار أوغلو..بعد انقسام تحالف "الأجداد"

الأربعاء 2023/05/24
ما هي حظوظ أردوغان وكيليتشدار أوغلو..بعد انقسام تحالف "الأجداد"
increase حجم الخط decrease
لا يعني إعلان مرشح تحالف "الأجداد" سنان أوغان عن دعمه مرشح تحالف "الجمهور" الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في جولة الانتخابات الرئاسية الحاسمة، خسارة مرشح تحالف "الأمة" كمال كيليتشدار أوغلو لكل الأصوات (5.17%) التي حصدها أوغان في الجولة الأولى، وكذلك الحال بالنسبة لإعلان زعيم حزب "النصر" أوميت أوزداغ عن دعمه كيليتشدار أوغلو، بسبب حالة الانقسام واضحة المعالم بين أحزاب وشخصيات "تحالف الأجداد".

ورغم الإيحاءات التي أرسلها إعلان أوزداغ عن موقفه الأربعاء، يرى مراقبون أن توافقه مع كيليتشدار أوغلو من شأنه إحداث المزيد من الشقاق داخل أحزاب "الطاولة السداسية" التي لا يميل بعضها إلى التوافق مع أوزداغ بسبب تصريحاته المتطرفة والشعبوية.

تحالف الأجداد
وبعد عدم تمكن أي مرشح من حسم جولة الانتخابات الأولى، تصدر اسم تحالف "الأجداد" النقاشات الانتخابية التركية، ليبدو التحالف المكون من أحزاب ناشئة كبيضة القبان التي يمكن أن ترجح كفة الجولة الثانية لصالح أردوغان أو كيليتشدار أوغلو.

ويتكون هذا التحالف من 4 أحزاب ناشئة "هجينة" التوجه، قومية متطرفة وليبرالية، أكبرها حزب "النصر" الذي يقوده أوميت أوزداغ، وحزب "العدالة"، وحزب "التحالف التركي".

ويقول الكاتب والمحلل السياسي التركي عبد الله سليمان أوغلو، إن أحزاب تحالف "الأجداد" لا تتمتع بثقل انتخابي، لكن انسحاب المرشح محرم إنجه في الجولة الأولى، جعل أصواته تذهب إلى مرشح التحالف سنان أوغان.

ويضيف ل"المدن" أن تحالف "الأجداد" اعتمد في حملته الانتخابية على تضخيم أعداد اللاجئين السوريين في تركيا، والتوعد بترحيلهم، بعد أن اعتبرهم أساس المشاكل التي يعاني منها الاقتصاد التركي، وأنهم يشكلون خطراً على مستقبل المجتمع التركي، ولاقى هذا الخطاب –وفق سليمان أوغلو- استجابة بين الشريحة القومية المتشددة التركية.

بالنهاية، وبعد انتهاء الجولة الأولى، انتهى عملياً هذا التحالف، حيث أعلن مرشحه سنان أوغان عن دعمه أردوغان، في المقابل أعلن أوميت أوزداغ الأربعاء عن دعم الطرف المقابل أي كيليتشدار أوغلو، ما يجعل من القاعدة الشعبية خارج التوافقات هذه، على حد تأكيد الكاتب التركي.

ويوضح أن "الأصوات التي حصدها أوغان في الجولة الأولى هي بالمجمل أصوات غاضبة من المرشحين البارزين (أردوغان، كيليتشدار أوغلو) أو كانت ستذهب لإنجة"، مستدركاً: "لكن التوقعات تذهب إلى نجاح أردوغان في حصد غالبية هذه الأصوات، لأنه تقدم في الجولة الأولى، ولأنه يمتلك الأغلبية البرلمانية".

المرشح الرابح
ويتفق مع سليمان أوغلو، المحلل السياسي التركي المقرب من حزب "العدالة والتنمية" يوسف كاتب أوغلو، الذي يرى أن "أوغان بإعلانه دعم أردوغان، إنما اختار المرشح الرابح، وإعلانه سيمكن أردوغان من توسيع الفارق مع كيليتشدار أوغلو".

ويضيف كاتب أوغلو ل"المدن" أن أوغان اختار بذكائه السياسي المرشح الرابح (أردوغان)، ويقول:"لا يحتاج أردوغان إلا لآلاف الأصوات حتى يفوز، فيما يحتاج منافسه كيليتشدار أوغلو إلى نحو 3 ملايين صوت".

ويقول المحلل السياسي إن أوغان أراد أن يؤسس لمستقبله السياسي التركي من خلال التوافق مع أردوغان، مشيراً إلى حالة الانقسام والتخبط داخل تحالف "الأجداد"، معتبراً أن "إعلان أوزداغ دعم كيليتشدار أوغلو لا يعني الكثير، لأن زعيم حزب "النصر" يتبنى الخطاب العنصري "المقيت"، وهو ما ينبذه الشعب التركي بدلالة عدم حصول الحزب على أي مقعد في البرلمان في الانتخابات البرلمانية في الجولة الأولى".

ويركز أوزداغ قبل إعلانه دعم كيليتشدار أوغلو على ضمان إعادة اللاجئين بشكل خطي، ليبدو أن ملف اللاجئين هو أساس اهتمام الناخبين الأتراك، في الوقت الذي أكد فيه استطلاع رأي أجرته شركة "متروبول" التركية قبل أيام، أن الاقتصاد يشكل أهم مشاكل تركيا بنسبة تخطت النصف، في حين أظهرت نتائج الاستطلاع أن 2.2 في المئة من المُستطلعين اعتبروا أن اللاجئين هم من أهم المشكلات التي تواجه تركيا.

حظوظ كيليتشدار قائمة
في المقابل، لا يتفق المحلل السياسي التركي جواد غوك مع التوقعات بأن يحصد أردوغان النسبة الأكبر من أصوات تحالف "الأجداد" رغم إعلان مرشح الأخير عن دعمه أردوغان.

ويقول ل"المدن": "عندما أعلن أوغان دعم أردوغان كان وحيداً، أي لم يكن بجانبه قادة تحالف "الأجداد"، وبالتالي هو لا يستطيع توجيه الأصوات لصالح أردوغان، ولا ننسى أن أوغان يعتبر من الوجوه السياسية الجديدة".

وبذلك يرى غوك أن "الأصوات التي ستذهب لأردوغان في الجولة الثانية ستبقى دون ال50 في المئة"، مضيفاً: "لننتظر الأحد، حتى نرى هل تستطيع معارضة أردوغان حصد أكثر من 50 في المئة من الأصوات".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها