السودان:قطر تدعو لتجنيب البعثات الدبلوماسية تبعات القتال

دعت دولة قطر إلى "ضرورة تجنيب السفارات والبعثات الدبلوماسية ومقار المنظمات الدولية والمنشآت المدنية تبعات القتال الدائر في السودان، وملاحقة الجناة وتحميلهم عواقب هذا الفعل الإجرامي المشين والذي يمثل انتهاكا للقانون والاتفاقات الدولية". 

وجددت قطر في بيان لوزارة خارجيتها السبت، "موقف دولة قطر الداعي لوقف القتال في السودان فوراً، وممارسة أقصى درجات ضبط النفس والاحتكام لصوت العقل وتغليب المصلحة العامة، وتجنيب المدنيين تبعات القتال".

وأشار البيان إلى "قيام قوات مسلحة غير نظامية باقتحام وتخريب مبنى سفارتها في العاصمة السودانية الخرطوم"، ولم يوضح متى تم الاقتحام كما نفى تعرض أي من الدبلوماسيين أو موظفي السفارة للأذى، حيث "تم إجلاؤهم سابقاً".  

وكانت قطر قد أجْلت بعثتها الدبلوماسية إلى مدينة بورتسودان عقب اندلاع الاشتباكات.

من جانبها، حملت الخارجية السودانية في بيان قوات الدعم السريع مسؤولية "الهجوم على مقر السفارة القطرية في الخرطوم والعبث بمحتوياته وتخريب الأثاث وسرقة المقتنيات وأجهزة الحاسوب والسيارات" مؤكدة استنكارها وإدانتها "لهذا السلوك الإرهابي والإجرامي".

من جانب آخر، أعلنت نقابة أطباء السودان السبت، ارتفاع عدد القتلى بين المدنيين إلى 850، جراء الاشتباكات بين الجيش وقوات "الدعم السريع" منذ منتصف نيسان/أبريل.

وفي السياق، اتهم تقرير في صحيفة "واشنطن بوست" كلا الطرفين المتقاتلين باستهداف الأطباء والناشطين، وإسكات الأصوات المدنية الساعية لتوثيق جرائم الحرب وتقديم الخدمات في مواجهة الانهيار الاجتماعي.

أضاف أنه لا بوادر لانحسار الحرب التي اندلعت الحرب حتى بعد فرار أكثر من مليون شخص من بيوتهم. فقد تم خرق كل اتفاقات وقف إطلاق النار التي تعهد كل من الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية مراراً باحترامها وذلك في غضون دقائق من إعلانها.

ويرفض العديد من السودانيين وصف الصراع بأنه حرب أهلية، مشيرين إلى أن أيا من الطرفين لا يحظى بتأييد شعبي واسع. وبدلاً من ذلك، وصفوه بأنه صراع مكشوف على السلطة بين الرجلين اللذين قادا بشكل مشترك انقلاب 2021 ضد حكومة مدنية - عسكرية. اللواء عبد الفتاح البرهان هو قائد الجيش والرئيس الفعلي للدولة، واللواء محمد حمدان دقلو - المعروف باسم حميدتي - يقود قوات الدعم السريع القوية.

ويجري الطرفان المتنافسان محادثات في مدينة جدة السعودية من دون إحراز تقدم يذكر على ما يبدو. وأصدروا بيانات قالوا إنهم سيحمون المدنيين ويسمحون للمساعدات بالتحرك، لكن لم يتم تقديم تفاصيل، واستمر القتال بلا هوادة.