الأحد 2023/03/19

آخر تحديث: 12:31 (بيروت)

لهذا السبب تأجل لقاء موسكو..وتركيا متمسكة بالتطبيع مع الأسد

الأحد 2023/03/19
لهذا السبب تأجل لقاء موسكو..وتركيا متمسكة بالتطبيع مع الأسد
increase حجم الخط decrease
خلط جديد في الأوراق تسبب فيه تأجيل اللقاء الرباعي الذي كان مقرراً عقده في العاصمة الروسية موسكو في 15 آذار/مارس، بمشاركة مسؤولين من وزارات خارجية كل من النظام السوري وتركيا وإيران وروسيا، بهدف استكمال خطوات التطبيع بين أنقرة ودمشق.
مصادر مقربة من الحكومتين التركية والروسية كشفت ل"المدن" عن أسباب التأجيل، مؤكدة أن تباين وجهات النظر بين الطرفين الرئيسيين حول الشمال السوري تحديداً، وعدم وجود خارطة طريق واضحة لمعالجة المسائل العالقة، أدى إلى تأجيل اللقاء، مشيرة إلى أن العملية قائمة.

التأجيل كان متوقعاً
وأكد الأمين العام ل"حركة الديبلوماسية الشعبية السورية" محمود الأفندي أن سبب التأجيل "فني" بالفعل كما أعلن المسؤولون الاتراك، مشيراً إلى أنه بعد التوافق بين دمشق وأنقرة على الملفات الأمنية، انتقل الجانبان لبحث الملف السياسي الذي يُعتبر من أعقد الملفات، خاصة وأن كلاً منهما لم يبلور خريطة طريق واضحة يمكن التفاوض حولها.
ويضيف في حديث ل"المدن"، أنه "بالنسبة لتركيا فهي لم تحسم بعد مسألة تواجدها العسكري في شمال سوريا، هل هو مؤقت وإلى متى يمكن أن يستمر، وما هو مصير قوات المعارضة التابعة لها، وكذلك المؤسسات السياسية والإدارية التي تعمل في مناطق نفوذها وفي إدلب أيضاً، حيث يوجد لدينا حكومتا الانقاذ، والمؤقتة، كما أنها لم تحصل على ضمانات من الحانب السوري بخصوص مصير هذه القوى والمؤسسات لاحقاً".
ويشير الأفندي، المقيم في موسكو، إلى أن النظام السوري ليس لديه بالمقابل أي تصورات واضحة حتى الآن، حول كيفية التعامل مع المعارضة في الشمال، سواء المؤسسات أو السوريين الذي يتواجدون هناك، بالإضافة إلى وجود قوى مصنفة على لوائح الإرهاب، الأمر الذي فاقم صعوبة الملف وجعل تأجيل اللقاء الرباعي أمراً حتمياً.
لكن رغم أن هذا التأجيل كان متوقعاً، إلا أنه ليس في صالح الطرفين "اللذين يجب أن يستغلا المبادرة القائمة وينجزان خريطة طريق متفق عليها للحل" كما يقول الأفندي، الذي ينفى أن يكون لإيران أي دور معطل في الوقت الحالي لمبادرة التطبيع بعد أن انضمت إليها رسمياً.

الموقف التركي
وكان رئيس النظام بشار الأسد قد اعتبر أنه "يجب التحضير الجيد لتلك الاجتماعات بما يستند إلى أجندة وعناوين ومخرجات محددة وواضحة"، مطالباً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بسحب قوات بلاده من سوريا كشرط أساسي للتطبيع.
ويؤكد المحلل السياسي التركي جيواد غوك أن أنقرة مصرة على المضي قدماً في التطبيع مع دمشق "من أجل الوصول إلى حل لملفي شرق الفرات واللاجئين".
ويقول في تصريح ل"المدن"، إن "الحكومة التركية سوف تسعى للاتصال المباشر مع حكومة دمشق لأنها مقتنعة بأن ما يجري في شرق الفرات تهديد للأمن القومي التركي، ولوحدة سوريا بطبيعة الحال، فالانفصاليون خطر على الجميع، ولهذا فإن تركيا تحاول إيجاد نقاط مشتركة بينها وبين الجانب السوري بأي شكل من الأشكال".
ويضيف "ليس مهماً الآن أن يحدث لقاء بين اردوغان والأسد، بل يمكن معالجة الأمور الخلافية على صعيد نواب وزراء الخارجية، ومن ثم يلتقي الوزيران، وبعد ذلك يمكن أن يجتمع الرئيسان، لكن هذا بعد الانتخابات"، معتبراً أن "التركيز الحالي في تركيا منصب على إنجاز الاستحقاق الانتخابي، وبعدها يمكن التحرك لحل ملف شرق الفرات وملف اللاجئين، فالحكومة التركية تعتبر أن حل الملفين يتطلب تواصلاً مع حكومة دمشق، وهي تعمل من أجل ذلك بجدية كبيرة".
من الواضح أن النظام السوري يدرك مدى حاجة الحانب التركي إليه في الوقت الحالي، لكنه لا يريد منح الحكومة التركية ورقة رابحة يمكن أن تساعدها في كسب الانتخابات المقررة في 14 أيار/مايو من دون مقابل ضخم، في الوقت الذي لم تبلور فيه أنقرة تصورات كاملة ولم تحصل على ضمانات مرضية من دمشق.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها