الجمعة 2023/03/17

آخر تحديث: 12:23 (بيروت)

وعود بالمليارات للأسد..مقابل التعاون مع المعارضة وقبول قوات عربية

الجمعة 2023/03/17
وعود بالمليارات للأسد..مقابل التعاون مع المعارضة وقبول قوات عربية
increase حجم الخط decrease
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إن عدداً من الدول العربية المقاطعة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، عرضت عليه اتفاقاً من أجل إحياء العلاقات معه من جديد، وذلك في سبيل تقليل النفوذ الإيراني في المقام الأول.

ونقلت الصحيفة الأميركية عن مسؤولين عرب وأوروبيين قولهم إن دولاً عربية كانت قد نبذت الأسد خلال الحرب في سوريا، عرضت عليه اتفاقاً يتضمن عدداً من الشروط، موضحين أن الاتفاق من شأنه إعادة علاقات النظام مع جزء كبير من الشرق الأوسط مقابل كبح جماح النفوذ الإيراني.

وأضاف المسؤولون أن الدول العربية اقترحت تقديم مساعدات بمليارات الدولارات لإعادة إعمار سوريا، فضلاً عن تعهدها بالضغط على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من أجل رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على النظام، مشيرين إلى أن تلك الدول ترى بأن إعادة العلاقات مع الأسد، ستقلل من النفوذ الإيراني في المنطقة.

لكن في مقابل المليارات، طلبت من الأسد التعاون مع المعارضة السياسية، والقبول بنشر قوات عربية لحماية اللاجئين العائدين، إضافة إلى وقف إيران عن توسيع وجودها في سوريا، والتوقف عن تهريب المخدرات، وفق الصحيفة.

كما نقلت الصحيفة عن مسؤولين آخرين بينهم مستشار في حكومة النظام قولهم إن المحادثات التي قادها الأردن في البداية، لا تزال في مرحلة مبكرة، كما لم يُبدِ الأسد اهتماماً بالإصلاح السياسي أو بعملية نشر قوات عربية، وكذلك لم يبدِ الغرب أي استعداد لرفع العقوبات الصارمة على انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا.

لكن الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا، أعطى زخماً للمحادثات، إذ يسعى الأسد للاستفادة من الكارثة الإنسانية لتقليل عزلته، وخصوصاً بعد الدفعة القوية التي أعطتها السعودية للمحادثات عبر دعمها للأسد، وكذلك دعوة وزير خارجيتها فيصل بن فرحان إلى إنهاء الوضع الراهن بشأن سوريا للسماح بالاستجابة للأزمة الإنسانية.

وترى الصحيفة الأميركية أن موافقة الرياض على استعادة العلاقات مؤخراً مع طهران، تشير إلى أن السعودية "منفتحة على تغيير المسار السياسي في الشرق الأوسط"، كما تسعى إلى "إعادة اصطفاف الشرق الأوسط الواسع" والذي من ِشأنه إزالة توترات "نشأت عن الربيع العربي".

وفي السياق نفسه، أرسلت مصر والأردن وزيري خارجيتهما إلى دمشق، في أول زيارة دبلوماسية لهما منذ اندلاع الثورة السورية في آذار/مارس 2011، بينما تضع الإمارات إعادة الأسد للجامعة العربية كأولوية.

وتوقعت مصادر الصحيفة أن تكون إعادة دمج النظام السوري المحتملة في المنطقة العربية وإعادة بنائه، على جدول أعمال القمة العربية المقبلة في السعودية.

وكانت صحيفة "الغارديان" البريطانية قد شككت بالقدرة على إعادة تأهيل نظام الأسد عبر إبعاده عن إيران، وذلك بعد الدعم الذي حصل عليه من طهران التي عملت على زيادة نفوذها، وبناء ممر بري من أراضيها عبر العراق وسوريا إلى لبنان الذي يهيمن فيه حزب الله على المشهد السياسي.

كما اعتبرت أن إبعاد الأسد عن إيران مجازفة خطيرة لا يستطيع القيام بها في الوقت الحالي، عدا تشككيها أيضاً في نية الأسد التفاوض مع المعارضة السورية وتشجيع عودة اللاجئين إلى بلادهم.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها