الأربعاء 2023/03/15

آخر تحديث: 12:23 (بيروت)

تفجير مجدو:حدث"حساس"يستنفر إسرائيل..ويثير الاشتباه بحزب الله

الأربعاء 2023/03/15
تفجير مجدو:حدث"حساس"يستنفر إسرائيل..ويثير الاشتباه بحزب الله
© Getty
increase حجم الخط decrease
ما أن انفجرت العبوة الناسفة على مفترق مجدو داخل أراضي-48 صباح الاثنين، حتى اشتعل الاستنفار الإسرائيلي أمنياً وسياسياً على نحو مُغاير عن كل مرة.
الانفجار وقع لحظة مرور مركبة يقودها الشاب العشريني أشرف خمايسي وهو من فلسطينيي-48 ما أسفر عن إصابته بجراح حرجة.
 لكنّ الشاب خمايسي لم يكن المستهدف، وفق التحقيقات الأولية الإسرائيلية، بل أصيب عن طريق الخطأ، مشيرة إلى سبب "قومي" للتفجير لا "جنائي"، للدلالة على أن خلفيته عمل مقاوم.

عبوة مختلفة؟
ودلت مؤشرات عديدة على أن الحدث مختلف عن أي عملية سابقة، بدءاً من غموض كبير تفرضه الرقابة الأمنية الإسرائيلية عبر حظر النشر عن شيء وصفه تلفزيون "مكان" العبري ب"ببالغ الحساسية وغير عادي"، ومروراً بتولي جهاز الشاباك مهمة التحقيق في ظروف التفجير، فضلاً عن تقييمات أجراها وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت مع قادة الأمن خلال الساعات الماضية، حيث تلقى معلومات عن نتائج التحقيق الأولية.
وقالت مصادر "المدن" إن حجم العبوة المستخدمة كبير نسبياً وهي وُضعت في الطرف المعاكس لجهة الطريق التي مر منها الفلسطيني خمايسي لحظة انفجارها، أي ثمة مسافة، ما شكل مؤشرا آخر لتعامل الدوائر الأمنية الإسرائيلية مع عبوة مختلفة عن أي عبوة تم تفجيرها داخل الخط الأخضر سابقاً، حتى لغايات جنائية.
وبدا أن الأمن الإسرائيلي يضع تفجير مجدو وحده في سلة، وبقية مظاهر التصعيد الأخرى في سلة أخرى؛ ذلك أن نهج العبوات المصنعة بإتقان وتفجيرها عن بُعد بمثابة حالة مربكة لإسرائيل، خاصة في توقيت تعتبره الأخيرة الأشد خطراً عليها داخلياً وخارجياً منذ نشوئها، وسط تأهبها لتطور العمليات النوعية ضدها.

بحث عن إجابات
ورصدت "المدن" سيلاً من التسريبات والفرضيات المختلفة بشأن التفجير، فكانت وتيرة الاستنفار الأمني الإسرائيلي وطريقة تعاطيه مع "موقعة مجدو" نابعة من بحثه عن إجابات لأسئلة ملحة، أبرزها: هل قصدت العبوة اغتيال شخصية إسرائيلية كبيرة؟ وهل هناك خلية تتولى نهج العبوات غير معروفة للأمن الإسرائيلي؟ وهل مِن علاقة لجهات عابرة للحدود مثل حزب الله وإيران؟
وقال مصدر مطلع من فلسطينيي-48 ل"المدن"ـ إن العبوة مشابهة لعبوات استخدمها حزب الله قبل عام 2000، مشيراً إلى قلق الأمن الإسرائيلي من وجود خطوط تهريب متفجرات لا يعلم عنها. واستبعد المصدر فرضية أن يكون الهدف من زرع العبوة هو اغتيال شخصية إسرائيلية؛ لأنها وُضعت وفُجّرت في شارع عادي بطريقة عشوائية، لكنه قدر أنّ الهدف هو جس نبض لفحص كيفية التعامل الإسرائيلي مع حوادث كهذه، تشمل رسائل قد لا تكون بعيدة من حروب الظل بين إيران وإسرائيل.

علاقة لحزب الله!
وأشارت تقارير إسرائيلية إلى "شبهات" بوجود أصابع لحزب الله وإيران وراء العبوة المذكورة، بدعوى أنها شبيهة بعبوات الحزب. وذكرت القناة العبرية "12" أن إسرائيل وجهت تحذيرات إلى منظمات في منطقة الشرق الأوسط من مغبة "استغلال المظاهرات في إسرائيل ضد قانون الجهاز القضائي، لتنفيذ عمليات ضدنا؛ لأن ردنا سيكون قاسيًا جدًا".
وتحقق إسرائيل فيما إذا كانت هناك خلية من فلسطينيي-48 وراء التفجير سواء كانت محلية أو لها ارتباطات بحزب الله.
وتبنت مجموعة تطلق على نفسها "قوات الجليل الفلسطينية-الذئاب المنفردة" المسؤولية عن التفجير، متوعدة بعمليات مركزة. وكان الإسم قد ظهر إعلاميا سابقا حين تبنت المسؤولية عن إطلاق صاروخ من جنوب لبنان تجاه شمال فلسطين المحتلة قبل سنوات.
واعتبر المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس" عاموس هرئيل ما جرى "حدثاً استثنائياً مثيراً للقلق الأمني" مع اقتراب شهر رمضان، واستمرار الاحتجاجات ضد مساعي حكومة اليمين لتحجيم دور القضاء. 
أما الصحافي المتخصص بالشأن العسكري إيال عاليما فقد اعتبر مستوى التعتيم دليلاً على خطورة الحدث، مشيراً إلى قلق من عودة العبوات المعهودة خلال احتلال إسرائيل جنوب لبنان والانتفاضة الفلسطينية الثانية بعد غياب لسنوات طويلة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها