الأربعاء 2023/02/08

آخر تحديث: 15:07 (بيروت)

سوريا:مناطق المعارضة تحدد احتياجاتها والأولوية لانقاذ العالقين تحت الانقاض

الأربعاء 2023/02/08
سوريا:مناطق المعارضة تحدد احتياجاتها والأولوية لانقاذ العالقين تحت الانقاض
increase حجم الخط decrease
رغم دخول اليوم الثالث على كارثة الزلزال المدمّر الذي ضرب شمال غرب سوريا فجر الإثنين، ما تزال الآمال قائمة بالعثور على أحياء تحت الأنقاض، إذ ما زال الأهالي يسمعون صرخات استغاثة يطلقها ناجون في شمال إدلب وريف حلب، ما ساهم في انقاذ المزيد من العالقين رغم ضعف الإمكانات وخاصة على صعيد المعدات والوقود، الأمر الذي يؤكد ضرورة اسعاف هذه المناطق بشكل عاجل على أمل وقف عداد الضحايا الآخذ بالارتفاع بشكل مضطرد.

فبعد النداءات والاتصالات المكثفة التي تم إطلاقها خلال اليومين الماضيين، أعلنت المعارضة السورية أن السلطات التركية سمحت بمرور المساعدات إلى الشمال السوري من خلال ثلاثة معابر حدودية، بينما حذر الدفاع المدني العامل في مناطق سيطرة المعارضة من ارتفاع عدد ضحايا زلزال الاثنين، بسبب استمرار وجود الكثيرين تحت الأنقاض.

ثلاثة معابر
رئيس هيئة التفاوض المعارضة بدر جاموس قال صباح الأربعاء، إن الحكومة التركية قررت السماح بإدخال مساعدات إلى الشمال السوري من معبري باب السلامة والراعي، بالإضافة إلى معبر باب الهوى.

وأضاف في تغريدة: "استجابت أنقرة لمناشداتنا بهذا الخصوص، ونحن نطالب الدول والمنظمات الدولية بالتحرك العاجل والفوري لنجدة أهلنا المنكوبين في ريفي إدلب وحلب".

وكانت وزيرة خارجية ألمانيا أنالينا بيربوك قد أكدت الثلاثاء بأن فتح جميع المعابر الحدودية بين تركيا وسوريا "ضروري جداً حتى يمكن نقل المساعدات الإنسانية سريعاً" مشيرة إلى أن الاعتماد على معبر واحد لا يكفي، خاصة وأنه قد أصيب بأضرار.

الوزيرة الألمانية كانت تشير إلى معبر باب الهوى الذي يصل بين ولاية هاتاي (اسكندرون) التركية وبين إدلب، المنطقة التي كانت في مركز الزلزال، لذلك شددت الوزيرة على أن روسيا مطالبة بأن تسمح بتشغيل بقية النقاط الحدودية حتى يمكن تلبية الاحتياجات الملحة لسكان شمال غرب سوريا.

ارتفاع عدد الضحايا
وشهدت المنطقة ارتفاعاً مضطرداً في عدد ضحايا الزلزال، حيث أعلنت منظمة الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) أن الحصيلة وصلت إلى 1400 حالة وفاة وأكثر من 2600 مصاب، مشيرة إلى أن العدد مرشح للارتفاع بشكل كبير بسبب وجود مئات العائلات تحت الأنقاض.

وأضافت المنظمة: "فرقنا تواصل عمليات البحث والإنقاذ وسط ظروف صعبة، وقد ارتفع عدد الأبنية المنهارة بشكل كلّي لأكثر من 400 بناء، والأبنية المنهارة بشكل جزئي لأكثر من 1300 بناء، بينما تصدعت آلاف الأبنية الأخرى".

الخوذ البيضاء
مدير المنظمة رائد الصالح أكد أن الكارثة كانت أكبر بكثير من قدرات الدفاع المدني، وتتجاوز الإمكانات المتوفرة والجاهزية التي كانت عليها الفرق والكوادر، مشيراً إلى أن أبرز الاحتياجات المطلوبة اليوم هي المعدات والوقود.

وقال في تصريح خاص ل"المدن": "رغم أن فرق الخوذ البيضاء كانت بجاهزية تامة لأنها تعمل في منطقة حرب، ولذلك فهي مستعدة باستمرار لأي طارئ، إلا أن زلزالاً كارثياً بهذا الحجم هو أكبر بكثير من قدراتنا بل ومن طاقة أي دولة أو شعب، فالمساحات واسعة والكثافة السكانية كبيرة والأضرار كانت ضخمة جداً، ومع ذلك فقد بذلنا كل الجهود الممكنة ولا نزال مستمرين في انتشال العالقين من تحت مئات المنازل المدمرة وأطنان الانقاض".

وحول أهم الاحتياجات المطلوبة يقول الصالح: "المطلوب بالدرجة الأولى آليات ومعدات خاصة للتعامل مع هذا النوع من الكوارث، بالإضافة إلى الوقود اللازم لتشغيلها، وكذلك فرق مدربة ومختصة تمتلك التقنيات والآلات المتطورة من أجل مساعدة مجموعاتنا على انتشال الضحايا وانقاذ الذين ما يزالون على قيد الحياة".

احتياجات الشمال
من جانبها حددت الحكومة السورية المؤقتة، التي تدير مناطق سيطرة الجيش الوطني المعارض شمال البلاد، احتياجات المنطقة بالوقود والغذاء والدواء، مطالبة بفتح جسر جوي بين جنوب تركيا وشمال سوريا من أجل ذلك.

وقال وزير الإدارة المحلية في الحكومة محمد سعيد سليمان إن المنطقة، التي تعيش كارثة بكل معنى الكلمة اليوم، بأمس الحاجة لتدخل دولي سريع يلبي الاحتياجات العاجلة للسكان، بالإضافة إلى العمل على معالجة ما خلفه الزلزال من أضرار جسيمة.

وأضاف في حديث ل"المدن": "أحصت الحكومة المؤقتة الأضرار المبدئية للكارثة وحددت المساعدات العاجلة بخمسة آلاف خيمة تقريباً لتأمين من فقدوا منازلهم أو اضطروا للخروج منها، مع توفير البطانيات والفراش لهذه العوائل، بالإضافة إلى اللباس الشتوي والطعام، إلى جانب التركيز على الاستجابة لمتطلبات الدفاع المدني والمشافي، وفي مقدمة ذلك الوقود والمعدات، والأدوية والدم والعيادات المتنقلة، على أن يتم العمل لاحقاً من أجل معالجة كامل الأضرار التي لحقت بالمنطقة".

ورغم مرور أكثر من يومين على كارثة الزلزال، إلا أن استمرار العثور على ناجين وانقاذ العديد منهم على مدار الساعة، يؤكد ضرورة الاسراع في تأمين المعدات والآليات التي يطلبها الدفاع المدني في شمال وشمال غرب سوريا، بالإضافة إلى تأمين ما يحتاجه المتضررون من الكارثة في ظل ظروف مناخية قاسية.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها