الثلاثاء 2023/02/07

آخر تحديث: 16:48 (بيروت)

"أصدقاء الشعب السوري" تركوا السوريين في مناطق المعارضة لمصيرهم

الثلاثاء 2023/02/07
"أصدقاء الشعب السوري" تركوا السوريين في مناطق المعارضة لمصيرهم
increase حجم الخط decrease
مضى أكثر من 30 ساعة على الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، من دون أن تتحرك الدول الغربية والعربية وكذلك الأمم المتحدة لإنقاذ السوريين في مناطق سيطرة الفصائل المعارضة، في ذلك الجيب الصغير في شمال غرب سوريا، رغم جميع مناشدات المؤسسات المعارضة والمنظمات المحلية لتدخل المجتمع الدولي وإرسال فرق إنقاذ دولية لمساعدتهم.

وباتفاق الجميع، هي كارثة تعجز أكبر الدول المتمرسة  عن مواجهتها وحيدة، فتركيا رفعت حالة الإنذار إلى المستوى الرابع ما يعني طلباً رسمياً للمساعدة الدولية لمواجهة الكارثة، فكيف لتلك المنظمات المحلية التي تفتقر إلى أدنى مقومات رفع الأنقاض التي يخلفها قصف طائرات النظام السوري وروسيا لبناء هنا وآخر هناك، التعامل مع انهيار أحياء بكاملها في ثوان؟ يتساءل السوريون.

حلفاء النظام وأصدقاء سوريا
وإلى جانب ذلك المشهد الذي يظهر عجز "الخوذ البيضاء" عن مواجهة الكارثة بإمكاناتهم المتوافرة، ثمة مشهد آخر يُظهر بوضوح استجابة حلفاء النظام أي الصين وإيران لطلب المساعدة ومشاركة روسيا بقواتها المتواجدة في سوريا بعمليات إنقاذ السوريين بمناطق سيطرته، وإرسال مساعدات إغاثية من حلفائه من الأنظمة العربية مثل تونس والعراق والإمارات، وكذلك إرسال فريق إنقاذ متخصص من قبل النظام الجزائري بحسب وكالة أنباء النظام "سانا".

لكن في الجهة المقابلة، ضمن مناطق سيطرة المعارضة، يفرح السوريون بعملية إنقاذ أي سوري ضمن مناطق سيطرة النظام، لأن مشكلتهم هي مع نظام هجرهم وقتلهم وليس مع أبناء وطنهم هناك، إلا أنهم يتساءلون عمن يسمون أنفسهم "أصدقاء الشعب السوري" وهل هم عاجزون عن إرسال فرق إنقاذ متخصصة ومد جسور جوية لمساعدتهم كما فعل حلفاء النظام؟ 

المجتمع الدولي
ويقول نائب رئيس الدفاع المدني السوري للشؤون الإنسانية منير المصطفى إن المجتمع الدولي ترك السوريين في مواجهة مصيرهم أمام الكوارث الطبيعية، كما تركوا في السابق أمام مواجهة القتل والتهجير من قبل النظام وروسيا على مدى 12 عاماً، وأيضاً أمام كارثة مماثلة يوم قصفهم بالأسلحة الكيماوية في 2013.

ويضيف المصطفى ل"المدن"، أنهم ناشدوا دولاً صديقة للشعب السوري واستغاثوا الدول التي تؤمن بالإنسانية لتقديم استجابة طارئة، وإرسال فرق لمساعدتهم أو مساعدات إنسانية عاجلة لمئات العائلات التي باتت بلا مأوى لكن من دون رد، موضحاً أن أكثر من مليون ونصف مليون سوري شمال غرب سوريا، يحتاجون مساعدات غذائية وطبية ووقود التدفئة بشكل عاجل.

وعن دور الأمم المتحدة قال: "إن الذي تركنا طوال 12 عاماً لن يُقدم على مساعدتنا الآن"، مبيناً أنها لم تبدِ أي استجابة طارئة وتقديم مساعدات عاجلة.

من جهته، يرى المعارض السوري يحيى العريضي أن المجتمع الدولي وخصوصاً من يسمون أنفسهم "أصدقاء الشعب السوري" أثبتوا أن السوريين ثانويون في اهتماماتهم، مؤكداً ل"المدن"، إن "إهمالهم في هذه الكارثة جاء عن قصد، عدا عن النظر إليها إعلامياً عبر النافذة التركية"، مشدداً على ضرورة "صحوة" السوريين بعد نفض غبار الزلزال، للمضي في ثورتهم وإسقاط النظام و"اقتلاع أشواكهم بأيديهم لوحدهم".

المشكلة لوجستية؟
لكن الباحث في مركز "حرمون" للدراسات الدكتور سمير العبد الله يرى أن المشكلة في أن المعبر الوحيد لدخول المساعدات يمر عبر تركيا التي تضررت بشكل أكبر بفعل الزلزال وخروج عدد من المطارات عن الخدمة.

وعليه، فإن الحائل دون التدخل الدولي وفق حديث العبد الله ل"المدن"، هو لوجستي أكثر مما هو رغبة بتقديم الدعم من عدمه، ودلّ على ذلك إبداء بعض الدول العربية والغربية الرغبة بتقديم المساعدات الطارئة إلى شمال غرب سوريا، موضحاً أن الوقت هو العامل الأهم بمثل تلك الكوارث.. وذلك، عدا عن الحاجة للتنسيق الكبير والخوف من استغلال النظام للحصول على تلك المساعدات في حال دخلت عبر مناطقه، مؤكداً أنه من غير المتوقع وصول المساعدات في وقت قريب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها