الخميس 2023/02/16

آخر تحديث: 17:19 (بيروت)

شمال سوريا:المنكوبون يبيتون بالعراء..أين تذهب المساعدات؟

الخميس 2023/02/16
شمال سوريا:المنكوبون يبيتون بالعراء..أين تذهب المساعدات؟
increase حجم الخط decrease
تشكو مئات العائلات المتضررة من الزلزال المدمر في مناطق المعارضة شمال غرب سوريا، من نقص المساعدات الإنسانية بسبب عشوائية عمليات التوزيع والفساد والمحسوبية وغياب الرقابة. فرغم تدفق كميات ضخمة من المساعدات المتنوعة عبر المعابر الحدودية والداخلية، وجمع الفرق التطوعية لملايين الدولارات، إلا أن أعداداً كبيرة من العائلات لا تزال تفترش الأراضي الزراعية وعلى أطراف المدن والبلدات المنكوبة من دون خيام ومواد تدفئة ومواد تموينية أساسية.

المساعدات تدخل وتختفي
ودخلت مئات الشاحنات المحملة بالمواد الإغاثية والخيام إلى مناطق سيطرة الفصائل المعارضة عبر ثلاثة معابر، وهي السلامة والحمام والراعي بالإضافة إلى القوافل التي وصلت الى المنطقة قادمة من مناطق سيطرة قسد مروراً بمعبر الحمران (معبر المحروقات). كما دخل عبر معبر باب الهوى شمال إدلب أكثر من 200 شاحنة محملة بالمواد الاغاثية، بالإضافة إلى ما جُمع من مواد إغاثية خلال الحملات الشعبية لجمع التبرعات والتي شهدتها مناطق شمال غرب سوريا عموماً.
وقال مصدر محلي في جنديرس شمال حلب ل"المدن"، إن "عمليات توزيع المساعدات غير عادلة، وتتم بأساليب مهينة وتسودها الفوضى"، مضيفاً ان "قوافل المساعدات والمبالغ المالية الضخمة سمعنا عنها فقط في مواقع التواصل الاجتماعي". وقال: "مئات العائلات المتضررة لم تحصل على المساعدة اللازمة، ومعظمهم يفترش الأراضي المحيطة بمخيمات الإيواء وبين بساتين الزيتون من دون خيام ومواد تدفئة".
وأضاف "لا يهم الجهات المسؤولة عن التوزيع إن وصلت المساعدات العينية والمالية إلى العائلات المستحقة بالفعل، ما يهمهم هو التقاط الصور والتسجيلات المصورة التي لا تعكس حقيقة الواقع". وأوضح أن "بعض مندوبي الجمعيات والمنظمات والجهات الرسمية المحلية فاسدون، ويوزعون السلال الإغاثية والخيام على أقاربهم ومعارفهم".
وتعرضت واحدة من القوافل الإغاثية للسرقة مؤخراً وسط مدينة جنديرس بعدما دخل مسؤولو القافلة إلى مبنى المجلس المحلي للتنسيق مع المسؤولين بخصوص عمليات التوزيع، وعندما خرجوا وجدوا الشاحنات شبه فارغة.

فوضى وسرقة
وليست جنديرس وحدها التي تنتشر في محيطها العائلات المتضررة من دون مساعدات وخيام، هناك العديد من القرى الواقعة في ريف نواحي المعبطلي وراجو وبلبل وغيرها في منطقة عفرين تهدم قسم كبير من منازلها وتضرر قسم آخر، ما أجبر معظم العائلات على ترك منازلها المهدمة والمدمرة جزئياً ليبيت أفرادها في بساتين الزيتون التي يملكونها. 
ولأن الأضواء والقوافل الاغاثية ووفود الحكومة المؤقتة وقادة الفصائل وفرق الإنقاذ كانت متجهة إلى جنديرس منذ وقوع الزلزال، بإعتبارها الأكثر تضرراً، حُرمت العائلات في باقي القرى من المساعدات، وكانت منازلهم أيضاً تعرضت لعمليات السرقة المنظمة التي شهدتها المنطقة على يد مجموعات تتبع للفصائل، بينها فصيل فرقة سليمان شاه بزعامة محمد الجاسم (أبو عمشة) الذي التقط له أنصاره عشرات الصور مؤخراً أثناء توزيعه للمساعدات على متضرري الزلزال.
وتبدو الفوضى والسرقة العلنية للمساعدات أقل في مناطق سيطرة هيئة تحرير الشام في إدلب ومحيطها، لكن الهيئة متهمة باحتكار العمل الإغاثي عبر مديرية شؤون متضرري الزلزال التي أحدثتها مؤخراً، والتي تجبر الجمعيات والفرق التطوعية على إعطائها قسماً كبيراً من المساعدات، وأي جهة تمتنع عن إعطاء الحصة المفترضة يتم منعها، وهذا ما حدث مع فرق ومجموعات تطوعية حاولت توزيع مبالغ مالية وسلال إغاثية على المتضررين في سلقين وحارم وعزمارين وغيرها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها