الإثنين 2023/11/20

آخر تحديث: 04:19 (بيروت)

بشارة:السلوك الإسرائيلي يعكس بُعداً ثأرياً بدائياً متعطشاً للدم

الإثنين 2023/11/20
بشارة:السلوك الإسرائيلي يعكس بُعداً ثأرياً بدائياً متعطشاً للدم
increase حجم الخط decrease
قال مدير "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، الدكتور عزمي بشارة، خلال حوار أُجري معه عبر "التلفزيون العربي"، بشأن مآلات الحرب على غزة والمشهد الراهن المتعلق فيها في اليوم الرابع والأربعين للحرب المتواصلة على القطاع المحاصر، الأحد، إن "السلوك الإسرائيلي الحالي يشمل بُعداً ثأرياً بدائياً متعطشاً للدم، وتلقين الدروس"، لافتاً إلى أن "اتخاذ موقع عربي جدي وصارم، من شأنه أن يوقف الحرب في قطاع غزة".

وانتقد بشارة اعتماد وسائل الإعلام للرواية الإسرائيلية في نشر الأحداث، من دون نقد للأخبار التي تبثها الدعاية الإسرائيلية، معتبراً أن القادة الإسرائيليين في الحروب يكذبون كما يتنفسون. 

ورأى أنه طالما هناك ضوء أخضر أميركي لإسرائيل، ومع وجود إجماع إسرائيلي على الحرب، ومع الصمت العربي، فإن علينا أن نتوقع أسوأ السيناريوهات. واعتبر أن مستقبل نتنياهو السياسي قد انتهى في السابع من تشرين الأول/أكتوبر إلا أن مختلف الأطراف السياسية في إسرائيل متفقون على الحرب.



تدمير المجتمع
وذكر أن "إسرائيل لا تتجرأ على مواجهة المقاومة تحت الأرض، فتقوم بتدمير المجتمع الفلسطيني فوقها". وشدّد على أن "قطع الدواء والغذاء عن أهالي قطاع غزة، هو جزء من خطة حربية إسرائيلية لا يجوز التعاون معها". مشيراً إلى أن إسرائيل تمارس انتقاماً من المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة وأنها تريد استعادة هيبة الردع بعد الضربة التي لها يوم 7 تشرين الأول/أكتوبر مشيراً إلى أن إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها بدون دعم الولايات المتحدة.

ورأى بشارة أن مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة لا يمكن أن يتم إذا لم تسمح المنطقة بذلك، وعما يحصل في الضفة الغربية مع طرد فلسطينيين من منازلهم، شرح بشارة أن المستوطنين هناك يحاولون استغلال ما يحصل في غزة لابتزاز السكان الذين يطمعون في أراضيهم الزراعية ولتهجيرهم، "وهذا لفت انتباه العالم".

خطوات عريبة
واعتبر بشارة أن إنهاء المأساة الفلسطينية تحتاج إلى خطوات عربية تأخذها إسرائيل بجدية متعلقة بقطع العلاقات وبأمور إستراتيجية أخرى. وأضاف أن الدول العربية التي عجزت عن إدخال المساعدات لقطاع غزة، سيتم الإستهانة بها من قبل إسرائيل، وعليه، فإن "ما تقوم به إسرائيل مع الشعب الفلسطيني هو استهانة بالشعوب العربية ككل وبمشاعر الشعوب العربية، وهو ما يجب أن يفهمه الحكام العرب". مضيفاً أنه "طالما أن دولة كبيرة مثل مصر تنتظر إذناً من الطرف الآخر لإدخال أو إخراج جرحى ومساعدات، فهي لا تستغل كل ما لديها من نفوذ كأكبر دولة عربية متوقع منها أن تفعل أكثر مما تفعله اليوم".

كما اعتبر بشارة أن العرب قادرون على إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة في حال اتخذت الدول العربية موقفاً جدياً بمواجهة إسرائيل.

صفقة الأسرى
وفي ما يخص صفقة الأسرى بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، اعتبر بشارة أن الجيش الإسرائيلي كان يرفض ما يتم التوصّل إليه بين حماس والوساطة القطرية، لأنه لا يريد خسارة اندفاعاته في غزة، واوضح أن تحفظ إسرائيل الأساسي في ما يتصل بصفقة الأسرى يتمحور حول عدد أيام الهدنة الإنسانية. 

وحسب بشارة، تتمحور الاستراتيجية الإسرائيلية لإطلاق سراح المحتجزين هي بالضغط على الشعب الفلسطيني كي يضغط بدوره على حماس حتى تقدم المزيد من التنازلات. وعن هذا الموضوع كشف أن الجنرالات الإسرائيليين لا يزالون غير مصدقين أن "حماس" تدرك مكان احتجاز خمسين مدنياً إسرائيلياً فقط في القطاع. كذلك كشف بشارة أن الإسرائيليين تخلوا عن أصحاب الجنسيات المزدوجة وأوضح أن "حماس" تطلق سراح هؤلاء "بمبادرة منها". وختم رده على سؤال يتعلق بمفاوضات صفقة التبادل بأن المطروح حالياً هو أن "حماس" تدرك مكان وجود خمسين أسيراً ورهينة في غزة، وهي تعرض وقف إطلاق نار لعدد أيام كاف لجمعهم في مكان واحد وتأمين نقلهم لتسليمهم للسلطات الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح الأطفال والنساء الفلسطينيين الأسرى، ومقابل إدخال المعونات بشكل كاف ويتجاوز ال150 شاحنة ووقود وغاز كافية لتشغيل القطاعات الحيوية، "والقرار في الملعب الإسرائيلي لرفضه أو الموافقة عليه". 

الموقف الأميركي
وأوضح أن "الحديث الأميركي عن سلطة فلسطينية متجدّدة هو عملية إلهاء عن ضرورة وقف المجزرة وإنهاء الاحتلال"، وأن الرئيس الأميركي جو بايدن يتحدث عن حل الدولتين كرأي شخصي لا كبرنامج ملزم يفرض إجراءات على إسرائيل، معتبراً أن لا وجود لخلاف جدي بين الولايات المتحدة وإسرائيل، إنما إحراج أميركي من الأكاذيب الإسرائيلية، وجل ما فعلته الولايات المتحدة هو عبارة عن مناشدات لم ترق للمستوى المطلوب لوقف استهداف المدنيين. ووصف الحديث الأميركي عن "إعادة تجديد القيادة الفلسطينية" لتحكم غزة يوماً ما بأنه يندرج في إطار "الوعد بأمر جديد" وكأن المشكلة في فلسطين تكمن في تغيير القيادة في الضفة وليس الاحتلال والعدوان والاستيطان.

السلطة الفلسطينية
ونوّه بشارة إلى أنه "إذا استمر هذا اللاموقف العربي إزاء ما يحصل، فستشعر إسرائيل بعد انتهاء الحرب أنها غير ملزمة بتقديم أي شيء نهائياً للعرب". وبرأي بشارة، فإنّ سلوك السلطة الفلسطينية يُظهرها كأنها عدوة نفسها مع أنها تعرف حجم المؤامرة الإسرائيلية عليها وأن الدور آتٍ عليها. وتساءل بشارة في هذا السياق: "هل يعقل أن أول اتصال تجريه السلطة بحركة حماس يحصل بعد 40 يوماً من بدء العدوان؟". وسرد بشارة أمثلة على ما يسميها رداءة مواقف السلطة منها أن ممثليها ومؤسساتها لم يتوجهوا حتى اليوم إلى معبر رفح في إطار الضغط لفتحه
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها