الجمعة 2023/01/27

آخر تحديث: 14:25 (بيروت)

مجزرة جنين:الاحتلال استهدف اجتماعاً لسرايا القدس

الجمعة 2023/01/27
مجزرة جنين:الاحتلال استهدف اجتماعاً لسرايا القدس
© Getty
increase حجم الخط decrease
لم ينتهِ الشهر الأول من العام الجديد حتى وصل عدد الشهداء الفلسطينيين في جنين، ونابلس، وبقية محافظات الضفة الغربية، إلى 30 شهيداً، وهو رقم قياسي يوحي بأن الأشهر المقبلة حُبلى بمزيد من التطورات في الأراضي المحتلة، وبوتيرة أشد من سابقاتها.

وجاءت العملية العسكرية الإسرائيلية في مخيم جنين صباح الخميس، لتدل على هذا الاستنتاج، كونها الأكبر حجماً ضمن عمليات الاحتلال في الضفة الغربية، إذ احتاجت أربع وحدات عسكرية إسرائيلية (مئات الجنود)، وطائرات مُسيّرة، لتنفيذ عملية استغرقت ثلاث ساعات، ما أسفر عن 10 شهداء وستة عشر جريحاً.

وقالت مصادر من مخيم جنين ل"المدن"، إن ادعاء الاحتلال بأن عمليته كانت وقائية لمنع تنفيذ هجوم كبير هو غير صحيح، بل كان الزعمُ محاولةً منه لتسويغ منهجيته الأمنية في تتبع المسلحين في جنين واستهدافهم، واحداً تلو الآخر، على غرار الأسلوب الاحتلالي نفسه في ملاحقة مجموعة "عرين الأسود" في نابلس.

ووفق المصادر، فإن ما جرى هو اجتماع لعدد من نشطاء "سرايا القدس" الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي في مبنى "نادي"، فوصلت معلومة للأمن الإسرائيلي بوجود "صيد ثمين يستدعي التحرك الفوري" لاستهداف المجتمعين دُفعة واحدة. واللافت أن التحليلات العسكرية الإسرائيلية نفسها قد بدت أقرب إلى الاقتناع بأن العملية هدفت إلى توجيه ضربة للمسلحين الفلسطينيين أكثر من كونها "حاجة ملحة لمنع عملية كبيرة".


وتقدر دوائر الاحتلال الأمنية عدد أفراد "كتيبة جنين" في المدينة ومخيمها بنحو 6 آلاف، فيما تقول مصادر محلية في جنين ل"المدن"، إن العدد يُقدّر بالمئات، موضحين أنه لا يُمكن إعطاء رقم دقيق، نظراً لاتباع المقاومين السرية في نشاطهم العسكري.

في غضون ذلك، اضطرت السلطة الفلسطينية التي تعيش وضعاً حسّاساً أكثر مما مضى، إلى اتخاذ قرارات في أعقاب مجزرة جنين، على رأسها وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال ابتداء من الجمعة، بموازاة التلويح بتحركاتها في المؤسسات الدولية. مع العلم، أن السلطة اتخذت قرارا بوقف التنسيق لستة أشهر سابقاً، قبل أن تعيده، وهي خطوة تحاول السلطة تذكير الشارع الفلسطيني بأنها موجودة بالرغم من قلة حيلتها، في مسعى منها لاحتواء الشارع الغاضب منها لأسباب مُركّبة.

وقال أمين عام المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي إن وقف التنسيق الأمني "أمر نطالب به دائماً، والمهم أن يستمر، وألا يتم التراجع عنه نتيجة الضغوط كما جرى سابقاً".

ودعا البرغوثي في حديث ل"المدن"، إلى ربط وقف التنسيق بخطوات أخرى، أولها تنفيذ باقي قرارات "المجلس المركزي"، بموازاة التوجه نحو الوحدة الوطنية خلف برنامج كفاحي مشترك، واصفاً التطورات الميدانية بأنها تؤشر على أن الأمور على حافة الانفجار، "وأننا على موعد مع أحداث كثيرة".

لكنّ خبراء يرون أن وقف التنسيق المقصود هو تخفيض مستوياته وليس قطعه، لأن سفر رئيس السلطة محمود عباس يحتاج تنسيقاً، ما يعني أن وقف سفره وسحب بطاقات "VIP" الممنوحة للمسؤولين الفلسطينيين، هما المؤشران الحقيقيان لوقف التنسيق من عدمه.

عدا عن أن إسرائيل تبتز السلطة بالتنسيق، عبر الادعاء بأن وقفه خطر على السلطة ويُعظم نفوذ حركة "حماس" والمجموعات المسلحة على حسابها.

وانتقدت الولايات المتحدة قرار السلطة وقف التنسيق الأمني، باعتباره "خطوة غير صحيحة الآن". وقالت مساعدة وزير الخارجية الأميركية بربرا ليف إن "واشنطن قلقة من سقوط قتلى في صفوف المدنيين"، داعية إلى خفض التصعيد.

في المقابل، يتخوف الاحتلال من تسبب عملية جنين بتصعيد أكبر وأسع، فنشر كتبية إضافية من المظليين في الضفة خلال الساعات الأخيرة، وسط زعم إسرائيلي بظهور خلايا مسلحة في رام الله ومناطق أخرى. 

وعزز جيش الاحتلال تأهبه في محيط قطاع غزة في أعقاب إطلاق عدة صواريخ من القطاع نحو المستوطنات المحاذية رداً على مجزرة جنين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها