الخميس 2022/09/29

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

النظام يفتح أبواب معرة النعمان..لإغراء نازحي إدلب

الخميس 2022/09/29
النظام يفتح أبواب معرة النعمان..لإغراء نازحي إدلب
increase حجم الخط decrease
يروج النظام السوري لعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي يسيطر عليها، مشجعاً النازحين على العودة إلى مناطقهم في ريف محافظة إدلب، ويقدم عبر مجلس المحافظة، ومقره المؤقت بمدينة خان شيخون المزيد من التسهيلات والضمانات المزعومة والتي أخذت طابعاً أكثر جدية منذ الإعلان عن افتتاح مركز للمصالحة بداية شهر أيلول/سبتمبر.


إغراءات العودة
وذكرت الصفحة الرسمية لمجلس محافظة إدلب عبر حسابها على "فايسبوك"، أنه "سيسمح لأهالي مدينة معرّة النعمان بالعودة إلى بيوتهم، وسيتم تنظيم عملية العودة بداية الأسبوع القادم من قبل كافة الجهات المعنية"، أي مع بداية تشرين الأول/أكتوبر. ووعد محافظ إدلب ثائر ناصح سلهب بأن "تكون إجراءات العودة مبسطة بالاعتماد على النافذة الواحدة على أن ينتهي منها الشخص خلال دقائق".

وأضاف سلهب في تصريح نقلته صفحة المحافظة أنه لا توجد أرقام محدّدة للأهالي المتوقع عودتهم ولكن هناك طلبات ورغبات كبيرة، وبإمكان أهالي معرة النعمان العودة من مختلف المحافظات، وأيضاً من الشمال وإجراء تسوية في إدلب، وسيتم تأهيل البنى التحتية في المدينة مع عودة الأهالي مباشرة".

وجاءت كلمة سلهب بحضور رئيس المخابرات العامة التابعة للنظام حسام لوقا، خلال مهرجان السلام الذي نظمته محافظة إدلب في مقرّها المؤقت بمدينة شيخون.

والمهرجان هو الثاني الذي تنظمه المحافظة خلال النصف الثاني من شهر أيلول/سبتمبر، حيث سبق أن شهدت بلدة حوا بريف إدلب الشرقي مهرجان التراث الريفي الذي حضره مسؤولون في "حزب البعث"، وضباط من قوات النظام والفرقة 25 مهام خاصة.

جولات دعائية
وتعليقاً على ترويج مجلس محافظة إدلب للتعافي وعودة الحياة إلى طبيعتها في المناطق التي يسيطر عليها النظام في ريف المحافظة، قالت مصادر محلية في خان شيخون إن "جولات المحافظ برفقة مسؤولين في المخابرات ولجان المصالحة وقادة في قوات النمر، كانت دعائية ولا تمت للواقع بصلة، وهدفها إظهار المنطقة الخاضعة للنظام كمنطقة متعافية لإغراء النازحين ودفعهم للعودة".

وأضافت المصادر ل"المدن"، أن "وعود المحافظ سلهب حول تسهيل عملية المصالحة في المركز الرئيسي بخان شيخون وحصرها في نافذة واحدة هي محاولة لجذب النازحين مجدداً  إثر فضيحة الاعتقالات التي طاولت أفواج النازحين العائدين إلى المنطقة خلال الأسابيع الماضية".

ولفتت المصادر إلى أن مركز المصالحة كان المحطة الأخطر بالنسبة للنازحين العائدين، فالكثير من الأشخاص كانوا مطلوبين لفروع أمنية عديدة وتطلبت إجراءات المصالحة مراجعة أٌقسام وفروع متعددة، وكثيراً ما اعتقل المراجعون قبل أن يستكملوا الإجراءات.

تفاهم روسي تركي
ويبدو أن فتح باب العودة الى مدينة معرة النعمان أكبر مدن محافظة إدلب له دلالات تتعلق بالتفاهم المفترض بين روسيا وتركيا حول تسهيل عودة النازحين.

وسبقت الأمر خطوات، أهمّها التحضير لافتتاح المعابر الداخلية بين مناطق النظام والمعارضة في ريفي إدلب وحلب، وتسهيل الفصائل المعارضة لعمليات تدفق النازحين العائدين عبر ممرات التهريب الخاضعة لسيطرتها، بالإضافة لعمليات إعادة الانتشار التي نفذتها قوات النظام والمليشيات الموالية له خلال الأيام القليلة الماضية، والتي تمّ بموجبها إبعاد الثكنات عن طوق معرة النعمان ومن داخل المدينة التي كانت مركزاً للعمليات شرق إدلب، ومقراً رئيسياً للفرقة 25 مهام خاصة والفيلق الخامس، والبدء بعمليات فتح الطرق وإزالة الحواجز من الطريق الدولي إم5، وفي داخل مدينة المعرة.

وبرغم الدمار الذي حل بمدينة معرة النعمان بسبب قصف قوات النظام وروسيا أثناء العمليات العسكرية أواخر العام 2019، إلا أنه من الممكن أن تستوعب المدينة أكثر من 300 ألف نسمة باعتبارها أكبر مدن محافظة إدلب، كما يمكن أن تتحول ملاذاً لآلاف النازحين (الموالين) من إدلب والذين يقيمون في اللاذقية وحماة وباقي المحافظات، وذلك في حال أعيد ترميم البنية التحتية التي تضررت بشكل كبير.

ومن المتوقع أن يفتح النظام الباب لعودة النازحين أيضاً في سراقب، ثاني أكبر مدن محافظة إدلب. وتتوقع أوساط المعارضة أن يعلن النظام السماح لعودة النازحين إلى ريف معرة النعمان الذي يمتد من شمال خان شيخون وحتى مشارف سراقب وفيه عشرات القرى والبلدات الكبيرة المتوزعة على جانبي الطريق إم-5، وهي مناطق عسكرية نزح عنها سكانها بشكل شبه كامل، وهذا الإعلان المتوقع يرتبط بمدى نجاح النظام في دعايته واستقطابه للأعداد الكبيرة من النازحين العائدين التي يتحدث عنها مسؤولوه في المحافظة و"حزب البعث".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها