الإثنين 2022/09/12

آخر تحديث: 14:21 (بيروت)

زحمة على معابر التهريب نحو مناطق النظام..وفصائل المعارضة تساعد

الإثنين 2022/09/12
زحمة على معابر التهريب نحو مناطق النظام..وفصائل المعارضة تساعد
increase حجم الخط decrease
سمحت الفصائل المعارضة للمئات من النازحين في منطقتي ريف حلب وإدلب بالدخول إلى مناطق سيطرة النظام السوري في حلب شمال غربي سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، بينما تنتظر أرتال أخرى دورها للدخول عبر ممرات التهريب المنتشرة بكثرة في خطوط التماس الممتدة بين مناطق المعارضة من جهة، ومناطق النظام وقوات سوريا الديموقراطية (قسد) من جهة ثانية في ريف حلب الشمالي الشرقي.

هروب علني
وخلال الشهرين الماضيين كانت عمليات تهريب النازحين العائدين إلى مناطق النظام تتم في الخفاء وبوتيرة أقل، ومعظمها يجري خلال ساعات الليل، وتتركز في ممرات تهريب تديرها الفصائل قرب مدينة الباب وجنوبي منطقة جرابلس شمال شرق حلب، وكان تدفقهم يجري بشكل أكبر عبر خطوط التماس الممتدة بين قريتي السكرية كبيرة والسكرية صغيرة في ريف ناحية العريمة التابعة إدارياً لمنطقة الباب، وهي منطقة تشتهر بوجود عدد كبير من الممرات الواصلة بين مناطق المعارضة والنظام.
ومع بداية أيلول/سبتمبر، والذي شهدت أيامه الأولى إعلان النظام عن افتتاح مركز للمصالحة في مقر المحافظة المؤقت في خان شيخون بريف إدلب الجنوبي، تصاعد تدفق النازحين بشكل لافت، وعلني، وباتت أرتال النازحين التي تضم حافلات نقل ضخمة ومركبات خاصة وجرارات زراعية وقطعان من الماشية تعبر ليلاً ونهاراً، وتحت أعين مجموعات الفصائل المرابطة.

مراحل العودة
وقال قائد عسكري في الفصائل المعارضة ل"المدن"، إن "عودة النازحين إلى مناطق سيطرة النظام ليست ظاهرة جديدة، لكن زيادة أعداد العائدين مؤخراً كانت سبباً في افتضاح الأمر، وسبباً للجدل الحاصل في الأوساط الشعبية". 
وأوضح أن "عودة النازحين هي على مرحلتين، المرحلة الأولى بدأت في الربع الثاني من 2022، وتزامنت مع افتتاح نظام الأسد لمراكز تسوية ومصالحة في مدينة حلب، وفي ريفها، في تل عرن ودير حافر وحيان وغيرها". وأشار إلى أن "المرحلة الثانية بدأت مطلع أيلول/سبتمبر، والقسم الأكبر من العائدين هم من أبناء ريف إدلب الشرقي، وريف حماة الشمالي الشرقي، وهؤلاء نزحوا من مناطقهم في الفترة ما بين العامين 2017 و2020، وكانوا يتوزعون على مخيمات في ريفي حلب وإدلب".

مبالغ طائلة تُدفع
ويبدو أن النازحين يفضلون العودة إلى مناطقهم الواقعة تحت سيطرة قوات النظام لأسباب عديدة، أهمها، كون مناطقهم السهلية الممتدة على جانبي سكة حديد الحجاز في محافظات حلب وحماة وإدلب، مناطق خصبة وهي مناطق استقرار زراعي ورعوي، مقابل مناطق النزوح الخاضعة لسيطرة المعارضة، والتي تشهد أزمة معيشية واقتصادية غير مسبوقة منذ بداية العام 2022.
وقال النازح من ريف بلدة الحاضر بريف حلب الجنوبي محمد عثمان ل"المدن"، إن " الكثير من العائلات النازحة التي عادت مؤخراً استفادت من علاقاتها العائلية والأقارب المجندين في صفوف قوات النظام، والأعضاء في حزب البعث ليسهلوا لهم العودة، ويشفعوا لهم للوصول إلى مناطقهم من دون أن يتم التعرض لهم ولا يتم اعتقال أبنائهم في مراكز التسوية التي يشترط التوجه إليها قبل دخول بلداتهم وقراهم".
وأضاف عثمان "تمثل العودة الأمنة بالنسبة للكثير من العائلات النازحة فرصة لا يمكن أن تفوت بعدما أصبح مصير المناطق المحررة مجهولاً ومقلقاً، بعد التصريحات التركية بخصوص التطبيع والمصالحة مع نظام الأسد". وأشار إلى أن أفراداً من عائلته دفعوا مبالغ طائلة مقابل المرور عبر مناطق التهريب، لأحد المهربين الذي تربطه علاقة بالفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام وبالفصائل المعارضة، ويتولى مهمة مرافقة العائلة من معبر التهريب وصولاً إلى معبر التايهة على مشارف مدينة حلب الشرقية".
وبدا لافتاً في موجة عودة النازحين الجديدة أنها أكثر تنظيماً، وكأن هناك تنسيقاً مسبقاً، فالعائلات النازحة سبق لها أن نسقت أمنياً مع قوات النظام من خلال المهربين قبل انطلاقها بأيام، وقد أرسلت كامل المعلومات التي نقلها المهرب، عن حجم الأمتعة وعدد الآليات والمركبات لدى كل عائلة، بالإضافة إلى أعداد المواشي، وما أن تأتي الموافقة حتى يعطيهم المهرب إشارة الانطلاق والتوجه إلى منطقة قريبة من معبر التهريب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها